بقصائد تنحاز للأمل وتلامس شغاف القلوب ملتقى "غينيا للشعر".. 15 مبدعاً يضيئون سراج اللغة العربية

17 يوليو, 2023


تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وفي إطار مبادرة الملتقيات الشعرية في إفريقيا؛ شهدت جمهورية غينيا، انطلاق النسخة الثانية من ملتقى الشعر العربي في غينيا الذي نظمته إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع إدارة دكتوراة اللغة والحضارة في جامعة "لانسانا كونتي" في العاصمة الغينية كوناكري، واستمر على مدى يومين بمشاركة 15 شاعراً وشاعرة.



أقيم الملتقى في قاعة "جبريل تامسير ميان" في جامعة لانسانا كونتي، بحضور القائم بأعمال سفارة دولة الإمارات لدى غينيا عبد الرحيم عبيد الفلاحي، وسفير السعودية د. فهاد بن عيد الرشيدي، ونائب سفير جمهورية مصر مصطفى ندا، ورئيس الجامعة البروفيسور مانغا كيتا، وعميد كلية الآداب مامادو يحيى صو، وأساتذة البعثات الأزهرية في غينيا، ورؤساء بعثات ديبلوماسية عربية، إلى جانب اساتذة جامعات ومعاهد، وطلاب ومحبي الشعر العربي ومتذوقيه.



أدار فقرات الافتتاح المنسق الثقافي في غينيا البروفيسور عمران كبا، ورحّب بالحضور في البداية، قائلاً إن ملتقى الشعر في غينيا يعد حدثاً ثقافياً مهماً ويعود الفضل في إقامته إلى صاحب الأيادي البيضاء حامي اللغة العربية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة حفظه الله ورعاه، مشيراً إلى أن الملتقى يهدف إلى تعزيز حضور اللغة العربية في المجتمعات الإفريقية والحفاظ على هُويتها.



وأضاف كبا أن الملتقى يشهد مشاركة شعرية واسعة لها حضورها الإبداعي في غينيا، حيث وضعت بصمة أدبية من خلال النتاج الشعري اللافت، مؤكداً أن الشعراء المشاركين وقع الاختيار عليهم بعد مرورها على لجنة مختصة في اختيار القصائد التي تراعي سلامة اللغة.



من جانبه، ألقى رئيس الجامعة مانغا كيتا كلمة قال فيها: "أحيي المبادرة الثقافية المميزة التي تأتي من الشارقة وتتمثل في ملتقى غينيا للشعر العربي، والذي يبرز تطورا ملحوظا للإنتاج الأدبي باللغة العربية، والحقيقة أن اللافت فيها هي أنها بالعربية ولكنها من رؤية الشباب الغينيين".



وتابع كيتا: "نحن في جامعة "لانسانا كونتي" نفتخر أنها أكبر جامعة في غينيا، وهي مخصصة للعلوم الإنسانية والاجتماعية، والدراسة في هذه الجامعة من الليسانس فالماجستير إلى الدكتوراه، حتى الدراسات العربية كذلك، وأود أن أشير إلى التعاون الفاعل من قبل دول عربية في تطوير الأنشطة العلمية والثقافية".



وأضاف رئيس الجامعة: "لا شك أننا سنستمتع بقرائح الشعراء في هذه الدورة اللافتة، وهم مجموعة من الشباب المبدعين الذين يسعون إلى تطوير تجاربهم الأدبية، ليعرّفوا بها دولتهم- غينيا- وليبرزا أن هذه الدولة وجها آخر من أوجه الثقافة العربية الإسلامية".




"قراءات"



جاءت قصائد الشعراء متنوعة في طرحها الإبداعي، وحيث حملت بعض النصوص عبق الماضي مستعيدةً صور ومشهديات راسخة في الذات، فيما انحازت أخرى إلى الحاضر  عبر موضوعات متعددة مثل الحب، والأمل، والوطن.



وافتتح الشاعر كرامبا سالم باكاسو جابي الملتقى بقصيدة حملت عنوان "الدكتور سلطان بن محمد القاسمي خادم لغة القرآن العظيم"، يقول فيها:



أمجاد شعب في الرّقيّ رهائن                             بالحرص لولاه فهي دفائن



كم أمّة ضاعت لها أمجادها                      منها خلّت عبر العصور مساكن



عابت على لغة بها أسلافنا                          سادوا ودان لهم قرى ومدائن



جاء الأمير القاسميّ لنّجدة                            يحيي التّراث بما تجود خزائن



سلطان شارقة يعزّ سموّه                            حامي الثّقافة للعروبة صائن.



وقرأ الشاعر محمد كافومبا سيسي، شارك في مهرجان نواكشوط للشعر في موريتانيا في دورة سابقة، من قصيدة جاءت تحت عنوان "اعتراف بلوعة الغرام"، يقول فيها:



قلب أصيب بجِنة الأشواق                              والشوق ليس لدائه من راق



ما كنت أدري أن بعد حبيبة                           نار تحرّق مهجة المشتاق



حتى أذاقتني الفراقَ غزالةٌ                               تسبي القلوب بوجهها البرّاق



تكسو العليل ـ إذا رآها ـ صحّة                        وتريحه من قبضة الإرهاق



في قلبه تأسو جراحات الأسى                            بمراهم من قبلة وعناق.



محمد دانسوكو  شاعر وكاتب رواية، وهو باحث إعلامي في الدراسة الأكاديمية، قرأ من قصيدة بعنوان "زَوْرَقُ الْـهِــــمَـمِ"، يقول فيها:



لِــــــي هِــــــمَّـــةٌ مَـــا لَــهَـــا غَــــيْــرُ الـــــسَّـمَـا مَـــــأْوَى                وَبِـــي صَــدًى بِــسْــوَى الْأَمْـجَادِ لَا يُــــرْوَى



وَمُـــهْـــجَــةٌ تَــــــــتَّــــقِـي الْـــــوَيْــــــــلَاتُ صَــــوْلَــــتَــهَـــا                  حُــــسَــامُ إِقْـــــــــــدَامِــــهَـــا لَا يَــــعْــــرِفُ الـــــــنَّــــــبْـــــــوَا



وَفِـــــيَّ ضِـــــــدَّانِ مِـــنْ طَــــبْـــعٍ قَــــدِ امْـــــتَــــزَجَــــا                       صَـــبٌّ طَـرُوبٌ، وَقُـــسٌّ يَــرْتَـدِي الـتَّـقْـوَى



أَقْــوَى عَـلَى دَحْــرِ جَـيْـشِ الْـقَّـهْـرِ مُـنْـفَـرِدًا                          لَكِـنْ عَـلَى زَجْــرِ طَـيْــفِ الـحُـبِّ لَا أَقْـوَى



وتواصلت القراءات مع الشعراء الآخرين مقدّمين قصائد متنوعة، فيما شهد الختام تكريم المبدعين المشاركين في الملتقى بشهادات تقديرية تكريما لجهودهم الإبداعية، وتعزيزاً لمواصلة الكتابة الشعرية.