بمشاركات شعرية متنوعة وندوة أدبية.. ملتقى السنغال للشعر.. قصائد تفيض بالحنين وتعاين اغتراب الذات

24 يوليو, 2023



داكار-



تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وفي إطار مبادرة الملتقيات الشعرية في إفريقيا؛ شهدت جمهورية السنغال، انطلاق النسخة الثانية من ملتقى الشعر العربي في السنغال الذي نظمته إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع نادي السنغال الأدبي، وبمشاركة 11 شاعراً وشاعرة.



أقيم الملتقى في قاعة الشيخ الحاج عباس سال في العاصمة داكار، بحضور أشرف البلوشي ممثل سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة بالسنغال، وفاضل غي رئيس النادي، ورؤساء بعثات ديبلوماسية عربية، إلى جانب اساتذة جامعات ومعاهد،وغيرهم من الشخصيات المهتمة بالأدب والعلم والثقافة.



في البداية، رحّب المنسق العام للملتقى محمد الهادي سال بالحضور، متحدثاً عن أهمية الملتقيات الشعرية التي تقيمها الشارقة في الدول الإفريقية، وخاصة السنغال، مقدماً الشكر الجزيل إلى إمارة الشارقة، مبتدئاًبأبي الثقافة والعلم، حامي الضاد وراعيها-على حد تعبيره-على جهوده المتواصلة في نشر الوعي والثقافة والفكر، وقد زين كلمته بهذه الأبيات التي خصها لصاحب السمو حاكم الشارقة، قائلاً:



يَا فَجْرَ شَارِقَةٍ أَشْرَقْتَ مِنْ كَرَمٍ



فَجَّرْتَ يَنْبُوعَ أَقْلَامٍ وَأَفْكَارٍ



ثَقَّفْتَ فَتَّقْتَ بَلْ كَوَّنْتَ فِي مَهَلٍ



شَعْباً نُهًى أُمَّةً تَزْهُو بِأَخْيَارِ



تَرَكْتَ فِي سَاحَةِ الإِبْدَاعِ بَصْمَتَكُمْ



وَخَلَّدَتْكَ يَدُ الإِنْصَافِ وَالْبَارِي



وأضاف الهادي سال: شكر نادي السنغال الأدبي، وكل من أسهم وساعد في نجاح الملتقى، وبعده سعت الكلمة إلى أرباب البيان، وسدنة المعاني، أصحاب الكلمة والحرف الشعراء، فابتدرت القراءات بقراءة الشاعر المهموم المسكون بحب النبي-صلى الله عليه وسلم-مالك امباي، ومما قرأ:



بدر الدجى لاح أم سلمى قد ابتسمت  *



عن نرجس فهي ذات المجد والكرم 



ذات الحياء وذات الدين يعجبني *



هدوءها من كلام وهي لم تُلم *



ميمُُ وحاء وميمُُ بعد يتبعها *



دالُُ رسول نبيّ طيّب الكلم 



وكان ثاني فرسان الأصبوحة الشعرية الشاعر إبراهيم سيدي الفلدي الذي أتحف الجمهور بحروفه، وبتطوافه على ربوع السنغال ورموزها، ومن جميل ما قرأ قوله:



يا ساكن النّفس دعني أقتبس لغة



ودلّني النهج في الأشعار والجهة



ولتُسق للقلم الظمآن حكمته



كي يبهر الغيم فئ الآفاق والشّفة



ولقّن الشعر إبداعًا سيوصله 



في حضرة النّاي 



يحظى منك أغنية



الشاعر العباسي أحمد صال المل، والذي امتاز شعره بالحب والوطنية، والمعاني الرقيقة، كان مما قرأ على المنصة:



من لي بأقدام السّليك مطيّا ؟



 من حيث ذئب الغاب يعطي الرّأيا



من لي بطامور بعذرة مريم  ؟



فعسى قميص الشعر يبصر عميا 



من لي بأمّ لا تجور على ابنها ؟



إذ أمّهات الجيل أكثر بغيا 



وجاءت رابع المشاركات مع الشاعر إبراهيم توري، وقد قرأ نيابة عنه الأخ الإعلامي القدير منصور تنجغور، ومن جميل ما قرأ من شعره قوله:



اخضرار اللون كان رمادا



     لم يتخذ إلا الظلال بلادا



شبحا أتى عرس الخيال كما أتى



     في مهرجان الضوء غير منادى



"ندوة أدبية"



وبعد القراءات الشعرية، شهد الملتقى انطلاق ندوة علمية أدبية بعنوان: (الأدب العربي السنغالي بين الماضي والحاضر)، قدمها كل من الدكتور محمد نيانغ، متخصص في الأدب والنقد، والدكتور تياروي غاي باحث في سلك الدكتوراه في الأدب والنقد، وقد تناول الدكتور نيانغ الأدب العربي السنغالي القديم، معرجا على التعريف به، ونشأته، ومصادره، واتجاهاته، وجوانب التقليد والتجديد فيها، مع ملاحظات نقدية، أما تياروي فقد تناول العصر الحاضر، وحاول تقسيمه إلى طورين، وذكر بوادر الدعوة إلى التحديث، ونماذج منها، كما وقف على بعض الشعراء الشباب مقدما معطيات مهمة حول هذا الأدب. 



وقد تجدد النشاط الشعري، فاستمرت القراءات بأصوات أُخرى متباينة، وكان الشاعر بابا آمد فال من بدأ القراءات، وكان مما قرأ:



طال ليلي هل صباح 



   ها هنا خلف الضباب



يا ليالي النحس بيني 



     وانزعي عني الحجاب



وارحمي قلبا تعرّى 



      ما به إلا الرّهاب 



اختتم الملتقى فعالياته بكلمات من رئيس البعثة الأزهرية في السنغال الدكتور محمد حسني عمران، والأستاذ فاضل غي رئيس نادي السنغال الأدبي، واعقبها توزيع الجوائز والشهادات على الشعراء والمشاركين في الملتقى.