مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

يشكل هذا المهرجان حلقة جديدة في منظومة الأنشطة التي تنظمها دائرة الثقافة، ترجمةً لرؤى صاحب السمو حاكم الشارقة، والهادفة إلى تعزيز مكانة فن المسرح وترسيخ تداخلاته مع الناس والمجتمع، في كل زمان ومكان.        
ويسعى المهرجان إلى استكشاف واستظهار الصلات الكائنة والممكنة بين أشكال التعبير الأدائي والسردي التي تعمر الصحراء وفن المسرح، مسترشداً بتوجيهات وأفكار صاحب السمو  الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، نحو مضاعفة الجهود لجعل تجربة المسرح في البلاد العربية فاعلة ومؤثرة ومتجددة، وذلك بمواكبة كل ما تشهده حياتنا من شواغل وأسئلة وتطلعات، أو من خلال اقتراح سبل وحلول إبداعيّة جديدة، تقرأ الحاضر وتستشرف المستقبل.   
والمهرجان الذي ينظم على مدار أربع ليال ما هو إلا مناسبة أخرى تتبناها الشارقة، وتجمع عبرها أهل المسرح  من الأقطار العربية، للحوار والتواصل والتداخل، حول كل ما يمكن أن يسهم في  تطوير وحفز تجاربهم الإبداعية والتنظيرية، ويرفدها بالمغايرة والاختلاف، ويتقدم بخطواتها في الطريق إلى الجدة والحداثة.    
وترتكز فكرة هذه التظاهرة، التي تمزج الفني والاجتماعي والفلكلوري، على احتفاء وإيمان عميق بغنى وثراء الثقافة الصحراوية، هذه الثقافة الحيوية التي لطالما الهمت أسفار الرحالة، وقصص الرواة، وألوان الرّسامين، بفضائها الواسع، وامتداداتها اللامحدودة، برمالها وكثبانها ووديانها وعمارتها وناسها وعاداتهم وتقاليدهم  في شتى أحوالهم بين الاستقرار والانتقال.  
 تتمحور عروض المهرجان في بنيتها على الحكاية والشعر والأداء، وعلى أساليب متعددة من التعبيرات الفنية التي تختزنها الذاكرة الجمالية للصحراء، ويُراد لهذه العروض أن تعكس الملامح المتنوعة للثقافة الصحراوية الممتدة طولاً وعرضاً في المشرق والمغرب من جغرافية الوطن العربي