جائزة الشارقة – اليونيسكو للثقافة العربية الـ 19 تحتفي بفائزيها في باريس

27 يونيو, 2023



   شهد مقر اليونسكو في باريس، مساء يوم أمس حفلاً تكريمياً لجائزة الشارقة للثقافة العربية – اليونيسكو في دورتها التاسعة عشر التي تنظمها دائرة الثقافة بالشارقة بالتعاون مع المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم "اليونيسكو"، حيث تم تكريم الفائزين قاسم محمد اسطنبولي "لبنان" هاجر بن بوبكر "فرنسا".


حضر الحفل سعادة عبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة بالشارقة ، السيد ارنستو اوتوني راميريز المدير العام المساعد للثقافة في منظمة اليونسكو،  والأستاذ محمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة بالشارقة،  و سعادة أحمد الملا نائب سفير دولة الامارات العربية المتحدة ، و الاستاذة عائشة الكمالي من الملحق الثقافي في سفارة دولة الإمارات ،  إضافة إلى كبار الشخصيات والأدباء والمثقفين وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى المنظمة الأممية.


في بداية الحفل عبر السيد ارنستو اوتوني راميريز المدير العام المساعد للثقافة في منظمة اليونسكو عن سعادته بهذا الحفل  حيث قال في كلمته  : إنه لمن دواعي سروري أن أرحب بكم في اليونسكو في حفل توزيع جوائز النسخة التاسعة عشرة من جائزة الشارقة للثقافة العربية- اليونيسكو، حيث أعلن  صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى حاكم الشارقة ، عن هذه الجائزة في عام 1998 بمناسبة الاحتفال بالشارقة عاصمة ثقافية للعالم العربي، ونحن ممتنون للغاية لها، و رحبت اليونسكو ترحيبا حارا بهذه المبادرة لأننا نؤمن بأن الحوار بين الثقافات هو أحد السبل الرئيسية لتعزيز السلام والتفاهم بين الثقافات ، ووسيلة قوية لمكافحة العنصرية والتمييز ، على مدى 25 عامًا ، عملت جائزة الشارقة – اليونسكو  على ابراز الثقافة العربية في جميع أنحاء العالم، لتسلط الجائزة الضوء ، من خلال الفائزين بها ، على تعزيز سبل التواصل بين الشعوب ، كما أود أن أدعو المكرمين اليوم إلى عدم اعتبار هذا التكريم  مجرد جائزة ، بل على أنه تحدٍ ودعوة للعمل، حيث أن المكانة الدولية لهذه الجائزة هي شهادة على التفاني المستمر لأسلافكم ،من الفنانين ، والكتاب ، والمهنيين الثقافيين الذين يمثلهم الفائزين السابقين.



و من جانبه قال سعادة عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة في كلمته أثناء حفل التكريم : تستمر دورات جائزة الشارقة – اليونيسكو للثقافة العربية ، و نسعد باعتلاء المبدعين و المفكرين منصة تكريم الجائزة عاماً بعد عام، مقدرين الدور الذي تقوم به منظمة اليونيسكو في إدارة الجائزة، و رعايتها للعديد من البرامج الثقافية حول العالم، فها هي جائزة الشارقة – اليونيسكو للثقافة العربية ، في عامها الخامس و العشرين، منذ الإعلان عنها بمناسبة تتويج الشارقة عاصمة للثقافة العربية في عام 1998، إبان مرحلة من مراحل التنمية في دولة الإمارات العربية المتحدة ، حيث شهدت نهضة ثقافية شاملة ، تمثلت في تأسيس و انشاء مصفوفة المتاحف المتخصصة، و المراكز الثقافية التي انتشرت في كافة المدن  و المناطق، و تنوعت الأنشطة الثقافية بزخم مشهود، بفضل الرعاية السامية التي توليها القيادة الحكيمة في الدولة .



وأضاف العويس : استمرت الشارقة في مسيرتها الثقافية، وفق نهج يرعاه و يوليه كل العناية، صاحب الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حتى أصبحت الشارقة تعمر بالأنشطة الثقافية، يرتادها اصحاب الفكر و الإبداع، كما حرص حاكم الشارقة، على استمرار التعاون الثقافي مع الدول العربية و دول العالم، متمثلاً في سلسلة المبادرات الثقافية في حقول الشعر و المسرح و السرد الأدبي ، في مشاهد تعبر عن الأخوة و الصداقة.



واختتم العويس كلمته قائلاً: تحرص دولة الإمارات العربية  المتحدة ، على المشاركة و الحضور في المحافل الثقافية الدولية، و قد تجلى ذلك في حرصها على نقل المشهد الثقافي الإماراتي إلى دول العالم، من خلال برنامج " الأيام الثقافية "، و الحضور الفاعل في معارض الكتاب الدولية، فقد شهدت تلك الأنشطة حضور صاحب السمو حاكم الشارقة، مقدماً الدعم الكامل لتعزيز مكانة الثقافة العربية، و اتشرف بهذا المناسبة ، بأن انقل لكم تحيات سموه و تمنياته لكم بالتوفيق ، مهنئاً سموه الفائزين بجائزة الشارقة – اليونيسكو للثقافة العربية لهذه الدورة.



وقد القى  مبارك الناخي نائب رئيس اللجنة الوطنية للتربية و الثقافة و العلوم كلمة مصورة قال فيها: تأسست هذه الجائزة للاحتفاء باختيار إمارة الشارقة  عاصمة ثقافية للمنطقة العربية  في 1998، مما يؤكد و يرسخ الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رعاه الله، الهادفة إلى دعم الثقافة العربية و تعزيز مكانتها، و الدور الريادي الذي تقوم به إمارة الشارقة في الحفاظ على الثقافة العربية و التراث العربي و الجهود الدؤوبة على نشرهما في العالم، كما تعد جائزة الشارقة للثقافة العربية – اليونيسكو أحد أهم المشاريع التي تفتخر دولة الإمارات العربية المتحدة بها، و التي تؤكد على الشراكة المثمرة للدولة مع منظمة اليونيسكو لدعم الثقافة العربية



و قال الفائز بجائزة المخصصة للشخصية العربية قاسم محمد اسطنبولي ( لبنان ) في كلمته: ،إن هذه الجائزة قيمتها مضاعفة لأنها هنا في اليونيسكو و لأنها من والدنا الحبيب صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى حاكم الشارقة ، هذا الانسان الذي عمل من أجل الحفاظ على التراث و الهوية و الثقافة العربية.، أنت أيها العاشق الاول للمسرح ستبقى منارة للمسرح العربي لنتعلم منك هذا العشق و لتبقى عباراتك بأن " المسرح هو انتصار العلم على الجهل" خالدة في الوجدان و التاريخ.



أما الفائزة بجائزة المخصصة للشخصية الغير عربية هاجر بن  بوبكر ( فرنسية من اصل تونسي ) فعبرت  عن تقديرها وامتنانها لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، قائلةً: أن الجائزة تكتسب أهمية استثنائية وتتطلب جهداً خاصاً في إثراء الحوار بين الثقافات والحضارات، كما أن الجائزة تسهم في انتشار الثقافة الإنسانية، لكي تمنح المفكرين والأدباء والكتاب مكانتهم الادبية، لدورهم الفاعل في بناء المجتمعات.



وقام العويس وارنستو راميريز بتقديم جائزة الشارقة للثقافة العربية الدورة 19 لكل من قاسم محمد اسطنبولي الفائز بجائزة المخصصة للشخصية العربية و هاجر بن بوبكر الفائزة بجائزة المخصصة للشخصية  غير العربية.



يذكر أن قاسم اسطنبولي ممثل ومخرج مسرحي، حاصل على درجة الماجستير من الجامعة اللبنانية للفنون الجميلة، مؤسس المسرح الوطني اللبناني في مدينة صور، مؤسس "مسرح اسطنبولي"، مؤسس ومدير جمعية تيرو للفنون ، وأسس العديد من المهرجانات الثقافية اللبنانية والعالمية، أما هاجر بن بوبكر فهي باحثة ومخرجة برامج وثائقية إذاعية، تخرجت من جامعة باريس "بانثيون سوربون" ومدرسة الدراسات العليا في العلوم الإجتماعية، اهتمت بالمهاجرين والعمال العرب ، وانتجت برامج وثائقية عن الثقافة الفرنسية وتعاونت مع العديد من الوسائل الإعلامية الاوربية والمراكز الثقافية من أجل الثقافة والموسيقى العربية من خلال إنشائها وإنتاجها للبث الإذاعي العربي حول أنواع الموسيقى المتنوعة.



عقب حفل التكريم قدمت فرقة مسرح بيرو اللبنانية مشهداً مسرحياً يعبر عن الصداقة و المشاعر الإنسانية ، و عقب ذلك حفلا موسيقياً .