الزرقاء وإربد" الأردنيتان تشهدان ختام مهرجان المفرق للشعر العربي

13 أكتوبر, 2023

 


 



الزرقاء وإربد" الأردنيتان تشهدان ختام مهرجان المفرق للشعر العربي



العويس: مهرجان المفرق تميّز بالكثير من الإبداع



الزعبي: التعاون مع بيت شعر المفرق يفتح آفاقاً جديدة



الخوالدة: الشارقة قبلة للمثقفين العرب



الزرقاء- إربد- الأردن:



شهدت مدينتا الزرقاء وإربد الأردنيتان ختام فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان المفرق للشعر العربي الذي أقيم تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على مدى 4 أربعة، بمشاركة 30 شاعراً وشاعرة من مختلف المدن الأردنية.



وحلّ المهرجان في مركز الملك عبد الله الثاني الثقافي في مدينة الزرقاء في ثالث أيامه، فيما اختتم فعالياته في مركز إربد الثقافي في رابع أيامه، بحضور سعادة عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، والاستاذ محمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، ومحمد الزعبي مدير مديرية ثقافة محافظة الزرقاء، وعاقل الخوالدة مدير مديرية ثقافة إربد، وعدد كبير من المثقفين والأدباء والأكاديميين والطلاب.



وفي ختام المهرجان، قال عبد الله بن محمد العويس: "تمضي مهرجانات الشعر العربي بحيوية بين مدن وعواصم عربية، وفي الأردن قام مهرجان المفرق بدوره في تقديم برنامجٍ تميّز بالكثير من الإبداع، خاصة وأننا استمعنا إلى كوكبة من الأسماء الشعرية الأردنية والعربية ممن ساهموا في تأسيس مشهد شعري لافت على المستويين الأردني والعربي".



وأضاف العويس أن:"بيوت الشعر في الوطن العربي التي تحظى برعاية وبدعم متواصل من قبل صاحب السمو حاكم الشارقة، تؤكد حيويتها في العمل الثقافي، وهو ما تمثّل في مهرجان المفرق الحافل بالفعاليات".



وتابع رئيس دائرة الثقافة أن مهرجان المفرق للشعر العربي شهد أمسيات شعرية شارك فيها 30 مبدعاً ومبدعة، موضحاً أن الفعاليات التي تنقّلت بين مدن ومحافظات أردنية في كل من العاصمة عمّان، وإربد، والزرقاء عززت من المشهد الثقافي، وشكّلت حالة من الاحتفاء بالشعر ومبدعيه".



بدوره، قال الزعبي إن الأردن ليسعد في استضافة مهرجان المفرق الذي يشارك فيه نخبة من الشعراء الأردنيين، مؤكدا أن مدينة الزرقاءتفتح أبوابها أمام جميع المبادرات والفعاليات الثقافية الفاعلة التي تساهم في إثراء المشهد الثقافي، مشيرا إلى أن التعاون وتعزيز التواصل مع بيت شعر المفرق يفتح آفاقاً جديدة تعزز من حضور الشعر العربي في الساحة الأدبية المحلية.



من جانبه، قال الخوالدة في ختام المهرجان: "لقد أصبحت الشارقة قِبلة للمثقفين العرب لما يجدونه من اهتمام حقيقي وعميق تجاه الإبداع، ويعرف الجميع أهمية رسالة الشارقة الثقافية، وإن الدور الذي تمثّله الشارقة اليوم هو دور ريادي، ويستكمل مسيرة الأدب العزيز على قلوب العرب،ونحن في الأردن نلمس ونقدّر هذه المجهودات، ولعل أبرزها مبادرة بيوت الشعر في الوطن العربي التي أصبحت مظلة جامعة لمبدعي اللغة العربية والشعر في الوطن العربي".



وعبّر الخوالدة عن سعادته لاستضافة مدينة إربد ختام فعاليات المهرجان، قائلاً: "نحن سعداء باستضافة نخبة من شعراء الأردن في إربد، ونسعد أيضا أن يحلّ المهرجان في هذه المدينة الثقافية والتراثية لأكثر من مرة ضمن تعاون ثقافي مستمر مع بيت الشعر في المفرق، ما يعزز من حضور القصيدة على المستوى الشعبي".



"عمق ثقافي"



أكّد شعراء مشاركون في الدورة الثامنة من مهرجان المفرق للشعر العربي يعمل لرفد الساحة العربية بإبداع دافق لا ينضب، مشيرين إلى أن جهود الشّارقة الثّقافيّة المؤسسيّة، التي وصلت دول الوطن العربيّ جمعاء. وتُعقد المهرجانات في بيوت الشّعر في موعدها في كل عام.



واعتبر الشاعر محمد العنزي أن الشارقة عباءة الثقافة العربية، وضاد اللغة العربية النابض بالأدب الرفيع والعريق، مشيراً إلى أن بيت شعر المفرق حاضن وراعي حقيقي للشعر والشعراء.



وقال العنزي :" لا يسعني إلّا أن أشكر الشارقة وحاكمها المثقف، على هذا السبق الأدبي الشعري الكبير على امتداد الوطن العربي بمبادرة سموّه النبيلة في إنشاء بيوت الشعر، وقد عاصرت جميع دورات المهرجان، وها أنذا أشارك للمرة الأولى، وأشير هنا أن كتابي الصادر عن دائرة الثقافة في الشارقة المعنون بـ"سقف أيلول" هو كتابي الأول، وفي الحقيقة كانت الدائرة نافذتي لتحقيق هذا الحلم الكبير لي".



وقالت الشاعرة إيمان عبد الهادي إنها تنظر إلى الشارقة كما ينظر لها المثقّفون والأكاديميّون، بوصفها مظلّةً كبيرةً للمبدعينَ والنّقاد، ولها من اسمها كثيرٌ من البهجةِ والإشراقِ والرّفعة.



وأضافت: "لقد عوّدتنا الشّارقةُ على رفد السّاحةِ العربيّة بإبداعٍ دافقٍ لا ينضب، من خلالِ مهرجان الشّعر العربيّ الذي يُعتبرُ تظاهرةً هائلةً من الشّعراءِ والإعلاميين، رافدةً المهرجانَ بأمسياتٍ شعرية وباصداراتها المتنوعة، وأحتفي كثيراً بتجربتي الإبداعيّة داخل الشّارقةِ لدى مشاركتي فيها عبر أكثر من فعاليّة، الشّارقة الدّافئِة بأهلها ونخلها وسمائِها القريبة، والتي ينطقُ كلّ شيءٍ فيها بذائِقةٍ جماليّةٍ عاليةٍ".



وأِشارت عبد الهادي إلى أن تحقيق المهرجانُ دورةً ثامنةً جديدة، هذا يعني أنّهُ ماضٍ قُدُماً في سبيلهِ الثّقافيّةِ الجادّة، وخطّتهِ  المتنامية، وجهودُ الشّارقة الثّقافيّة المؤسسيّة، وصلت دول الوطن العربيّ جمعاء.



وقال الشاعر حسام شديفات إن: "شارقة البهاء والألق تستمر بإلقاء ظلالها الهادئة على تعب المسافة والزمن بمتابعة مباشرة من صاحب السموّ حاكم الشارقة حفظه الله، حيث يزداد روّادها ومريدوها من المثقفين الحقيقيين والملهمين المبدعين يوماً بعد يوم لما يشعرون به من دفء ومحبة وأمان".



وأضاف: "لقد كانت أيام الشارقة في الأردن عبر بوابة مهرجان المفرق للشعر العربي أياماً تستقرُّ بالذاكرة وتبعث في النفس ما تبعث من فرح وحياة، حيث استمعنا للشعر العالي وقرأناه عبر الأمسيات العديدة وتواقيع الدواوين الشعرية الصادرة عن دائرة الثقافة بحكومة الشارقة والتقينا بأصدقائنا الذين يشاركوننا فرح القصيدة بمباركةٍ من شارقة الحب والجمال".



"تجربة رائدة"



وأشارت الشاعرة مريم أبو نواس إلى أنه لا يخفى على أحد العمق الثقافي الذي تتميز به الشارقة، بقولها: "ففي كلّ المحافل الأدبية، نجدها السبّاقة للمشاركة والحضور. وهذا الاهتمام يعزّزه حضور الشعر في منازل الشّعب، وأنا كشاعرة وأديبة، أجد هذا مهمًا جدًا للحفاظ على هوية الشعر والتطوير منه، ليبقى دائمًا، ديوان العرب الأول"..



وأكدت أن مهرجان المفرق للشعر العربي يعدّ من أفضل مهرجانات الشعر في الأردن، موضحة أنه من خلال مشاركتها عدة مرات وجدتُ أن الحقل الأدبي في المفرق مزدهر بشكل متميز، ولعلّ ما أعطاه هذه الميزة، هو رحابة واستضافة أهل المفرق، ومواكبة تطورات الشعر، الجمهور المثقف.



وقال الشاعر غازي الذيبة إن مشروع الشارقة الثقافي، متزن، ويمتلك مقومات استمراره، لانه يستند على المبدع العربي، ويعزز من مكانته في الانتشار عربيا، وليس مقتصرا على مكان بعينه..



وأشار الذيبة إلى أن تجربة مهرجان المفرق الشعري، رائدة، ومهمة بتنويعتها المكانية واختيار الشعراء، قائلا: " في الختام أحيي كل القائمين على الافكار الخلاقة في هذا المشروع العروبي الذي بتنا اليوم بأمس الحاجة لاستمراره وتمكينه من النمو بقوة في الوجدان الجمعي لمجتمعاتنا العربية".



وأبرز الشاعر رشاد رداد أن الشارقة تقوم بدور طليعي وريادي في الوطن العربي وبكل اقتدار، موجهاً الشكر لدائرة الثقافة في الشارقة  والقائمين عليها وحرصهم على متابعة كافة الأنشطة الثقافية في الشارقة وخارجها وما بيوت الشعر في الاردن وغيرها الا احدى ثمرات الشارقة الثقافية.



وقالت الشاعرة أميمة يوسف إن الشّارقة إِشْراقة شمْس الثّقَافةالْعربيَّة، أوْ ربما كالمُزْن تمْطر الأَرض الْيَباب فَيُزْهر الحرف قَرنْفلوخزَامى،والشّارقة عنوان حضارتِنا فنقدم شكرنا وامتنانا..



وعبّرت عن فخرها بالمشاركة في مهرجان المفرق، قائلة: "فخورة جدًّا أنْ أَكون ضمن قائمة الشُّعراء المُشاركين في فَعاليات هَذا المِهرجانالشّعري، وسعيدَة بأنْ أوقع ديواني المُعنوَن"أُرتِّلُ لَهفَتي شِعْرًا" في ظلال هذا الحدث الثَّقافي".



وقال الشاعر حمد خضير: " ذهبَت الشارقة إلى رعاية الثقافة، فكانت رأسًا لطاولةٍ يتجمهر حولها الشّعراء والكتّاب والأدباء والمبدعين، فغدَت "أقصد الشارقة" موئلا لكل كاتبٍ حالم"..



وقال الشاعر د. عطا الله الحجايا :"أصبحت الشارقة هي القبلة الجديدة للمثقفين العرب ، والدور الذي تقوم به اليوم دور ثقافي مهم يحمل عمقه العربي ويعكس رؤية عميقة لأهمية الثقافة ودورها ، فقد أخذت الشارقة على عاتقها مهمة نشر الأعمال الإبداعية شعرا ورعت المبدعين ودعمتهم لمواصلة رسالتهم ، ولم تكتف بمحيطها المحلي،بل انطلقت لتصل إلى المبدعين في بلدانهم،ولعل بيوت الشعر العربي التي ترعاها الشارقة في غير مدينة عربية لدليل بيّن على عمق الرؤية الثقافية للشارقة وقيادتها المثقفة الحكيمة".



وتابع :"مهرجان المفرق الثامن للشعر العربي جاء هذا العام متنوعا، وكشف عن تعطش جماهيري للشعر ، وشملت الأمسيات فيه تجارب متنوعة وأشركت أجيالا عديدة في الأمسية الواحدة لتتيح للمتلقي فرصة الاطلاع على تطور التجربة الشعرية وتقدمها ، فقد شارك شعراء من جيل الرواد وشعراء يقدمون تجارب حديثة من الأجيال الشابة".



"قراءات"



تواصلت فعاليات المهرجان في ثاني أيامه في المكتبة الوطنية في العاصمة عمّان، حيث شارك الشعراء: غازي الذيبة، ومحمود فضيل التل، وأميمة يوسف، ورشاد رداد، ود. عطا الله الحجايا، وأدارها عنان محروس. فيما شهد اليوم نفسه توقيع ثلاثة دواوين شعرية للشعراء:حسام شديفات (فتىً يلوّح للأسئلة)، وأميمة يوسف (أرتل لهفتي شعرا)، ود. محمد الدلكي. 



ومن عمّان إلى الزرقاء حيث مركز الملك عبد الله الثقافي الذي أقيمت فيه ثالث الأمسيات، بمشاركة الشعراء: د. عطا الله الحجايا، ود. لين حماد، وعبد الكريم أبو الشيح، ووردة سعيد، وعبد الرحمن العموش، محمد العنزي الذي وقع ديوانا جديدا بعنوان "سقف أيلول"، فيما قام بإدارة الأمسية الشاعر محمد المشايخ.



وفي أمسية مدينة إربد الختامية التي أقيمت في مركز إربد الثقافي، قدّم الشعراء: حربي المصري، وعمر العامري، وعبد الكريم أبو الشيح، ود. علي هصيص، وأحمد طناش، سلسلة من القراءات المميزة، وأدارها الشاعر عمر أبو الهيجاء.



وأهدى العنزي أبياتا شعرية إلى صاحب السمو حاكم الشارقة، يقول فيها:



ألفُ السلام على من أنصف الأدبا         كل القصائد في هذا المساء ربى



القاسمي هنا في طيفه قمر                     من باع خنجره كي يشتري كتبا.



وقرأت وردة سعيد من قصيدة "شوق القوافي، تقول:



أنى لقلبك أن يقال تعلقا               واشتاق شوقا ليس يُسكنه اللقا



شوقَ القوافي الصافنات لمدحه                 شوقَ المعاني أن يكنَّ الأسبقا



اللابسات من المجاز جديده                     والعائذات بحسنه أن يخلقا



مترفقا ألج القصيدة                              زانني أني ولجت قصيدتي مترفقا.



وقرأ الشاعر شفيق العطاونة من قصيدة بعنوان "على قلق أنا والقبرات"، يقول:



على قلقٍ أنا والقبّراتُ                   تَنَازَعُنا همومٌ مثقَلاتُ



أُسائلُها، إلامَ الحزنُ يبقى               وتُقتَلُ في الصّدورِ  الأمنياتُ



إلامَ بحضرةِ الآمالِ فينا                     تَعيثُ بنا الحياة، ولا حياةُ



وقرأ عبد الكريم أبو الشيح من قصيدة بعنوان "أخفي الهوى"، يقول:



أخفي الهوى ومدامعي تبديه             فيضوعُ مثلَ العطر ما أخفيه



وأذوبُ فيه صبابةً فيميتني                         وأميته وصبابتي تحييهِ



ومعذبي حلو الشمائل أهيف                       جمعَ الندى وجهنما في فيهِ.



وتواصلت القراءات مع الشعراء الآخرين بقصائد تناولت موضوعات شعرية متعددة.