اكتمال عقد المسرح الإماراتي

03 أغسطس, 2015

بانطلاق مهرجان المسرحيات القصيرة بالشارقة والذي بلغ دورته الثالثة في العام 2014 تكتمل منظومة المسرح الإماراتي الذي اهتم بكل شرائح المجتمع، ابتداء من الأطفال وحتى الكبار مروراً بمسرح الشباب.. والمسرح المدرسي، والمسرح الجامعي، ومن ثم يؤكد مهرجان المسرحيات القصيرة على بعد النظرة الشاملة والتي تقدم مدرسة مسرحية وثقافية مكتملة الأركان والرؤى وتبحث عن اكتمال الاهتمام البالغ بموضوعة المسرح..
 
وبهذا المهرجان للمسرحيات القصيرة، تصبح باقة ما يقدم بوعي للإنسان متأكدة بأبعاد ونظرة فاحصة لكل متطلبات التنمية المستدامة للمسرح الإماراتي وللإنسان بعامة.. وهذا المهرجان لا شك سيقدم استتباعات وجملة من أسئلة العمل والجهد المسرحي والاشتغال على المهارات لشباب واعد في العملية المسرحية، وفي كل المهن المصاحبة للعرض المسرحي.. من مهن خاصة بالإضاءة والصوت ومفردات السنوغرافيا، ما سيوفر مناخاً لاكتساب التجويد والمهارة وإعادة صياغة مستمرة لشباب عرف طريقه للمسرح ولكنه يتلمس طريقه الواعد بحذر يتطلب تعليمه وتدريبه وتعريفه.. وهذا لن يأتي إلا من خلال محفزات سيقدمها مثل هذا المهرجان التي ستكون المسرحيات المشاركة فيه لشباب مسرحي يقدم جهده في التمثيل والإخراج، وربما كتابة النصوص أيضاً مع باقي المهن المصاحبة.. وكأن المهرجان سيكون بمثابة ورشة عملية وإجبارية لكيفية التكوين والتعليم والتأطير لهؤلاء الجدد القادمين إلى المسرح، وهو أيضاً يحتاجه في حراكة المستقبلي لتأمين روافد جديدة تغذي إدامته واستمرار، وبالتالي سيمد هذا الحراك بكوادر مهنية وممثلين ما زال المسرح الإماراتي يعاني نقصاً حاداً بها.
 
وهذا الاحتكاك الفعلي من شباب متطلع للتمثيل والدخول إلى ميدان الفعل ستتم عملية الصقل والتدريب له، 
 
كذلك الهيئة النفسية للتعاطي مع مفردات ومواقف ربما لا تتسق ورؤية هذا الشاب الذي يحاول امتهان واتقان بعض المهن المسرحية. وكأنه إنارة الدرب له وفتح آفاق للتواصل والتبادل والحوار لتحقيق القيم النبيلة التي نتوخاها من المسرح الذي يمكن أن يكون أداة للإحساس بعالم واحد وبإنسانية واحدة، هذا المهرجان تدريجياً سيتحول إلى مختبر للشباب لتوفير الوعي والمعرفة والتدريب من خلال المشاركة في أعمال المسرحيات أو الورش المصاحبة أو العمل نفسه في المسرحية للتأهيل والإعداد، كل ذلك سيكون بمثابة رعاية وتواصل مع علوم المسرح من تمثيل وسنوغرافيا وإخراج.. إلى آخره، وبالتالي سيفجر طاقات، ويفتح مكامن لدى الشباب للوعي، فإن استمرار هذا المهرجان وإدامة المعرفة وجذب انتباههم وطاقتهم للعطاء والبذل والتعلم والمعرفة.. وسيكون منصة للتدريب والاختبار للعزيمة والاستعداد المسرحي الذي يحاول الشاب المشارك بناءه وتعميره، واللافت في هذه التجربة الفريدة أنه ليس تجميعاً لشباب لديه الرغبة لعمل مسرحيات تنتقى هكذا بالصدفة أو بعشوائية، إن كل دورة هي نتاج عمل متواصل مبذول بجهد صادق فمثالاً سبق الدورة الثالثة لهذا المهرجان بعدة شهور دورة لعناصر العرض المسرحي نظمتها إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة والمنطقة الشرقية كمقدمة وإعداد لدورة «مهرجان المسرحيات القصيرة» الثالثة شملت الدورة التدريبية،
 
 المعرفة والتدريب والتعلم لفنيات السنوغرافيا ومفراداتها وكذلك الإخراج المسرحي وغيره.. هذا الإعداد مؤهل لهؤلاء الشباب الذي سيشارك في إقامة الدورة التالية.. ما يعني أن التأهيل ينتهي في بوتفة الفعل والذي سيعرض على جمهور، ومن خلال احتفاء مهرجان كبير ما سيكون له الأثر في خلق وتشكيل مسرحي ومهني يزاوج بين التعلم والتدريب والفعل الخلاّق على منصة عرض المهرجان الذي اشتمل على سبعة عروض اشتغلت على مسرحيات عالمية وعربية.
 
الأثر لا بد وأن يكون مهماً من حيث التكوين ومن حيث التطبيق لخلق ممثل ومخرج ومهني مسرحي مطلوب.
 
«مهرجان المسرحيات القصيرة» مختبر للعمل الجماعي وتحفيز للشباب المسرحي الواعد وكاشف عن الطاقات المسرحية وتنميتها، ومهمة للتواصل الثقافي وكذلك في اكتشاف الوجوه الإبداعية، المرجوة.. وكذلك تبدو أهمية «مهرجان المسرحيات القصيرة» في قدرته على خلق وتفعيل العلاقة مع الجمهور المسرحي لتكوين قاعدة جماهيرية واعية متصلة بالمسرح وباحثة عنه في الشارقة. رهان يتجدد على المسرح والنتائج المرجوه منه، ولذلك كانت النظرة في اكتمال الاهتمام بكل الشرائح الإنسانية من الهواة والمحترفين لتتحقق الفائدة ويصبح المسرح ضمن النسيج الثقافي للأمة.