الشعر الشعبي اليمني زاخر بألوان من الشعر التمثيلي والقصصي والغنائي شعراء اليمن في ملتقى الشارقة للشعر النبطي

09 أبريل, 2019


نظم مجلس الحيرة الأدبي؛ التابع لدائرة الثقافة بالشارقة، صباح أمس حفل استقبال لشعراء اليمن المشاركين في برنامجه الشهري "ملتقى الشارقة للشعر الشعبي" ، حضر سعادة عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، ومحمد القصير مدير الشؤون الثقافية في الدائرة، وبطي المظلوم مدير مجلس الحيرة الأدبي، وعدد من المثقفين والإعلاميين، ويشارك في "الملتقى الشهري للشعر الشعبي- شعراء من اليمن": محمد علوي وأسامة المقرمي ومعاذ هيلان وعادل المديمه.



ورحب العويس بالشعراء قائلا نحن نعتز باليمن شعراء ومثقفين وأهل أعزاء، وهذا المجلس هو مجلسهم، ومجلس كل الشعراء العرب، فقد أسسه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ليكون ملتقى جامعا، وحاضنة رحبة لكل شعراء العرب، ومنذ افتتح هذا المجلس ولله الحمد في يناير الماضي، وهو يقدم من الأنشطة والإصدارات ما نعتز به ونفتخر به، خصوصا مجلة (الحيرة) من الشارقة وهي مجلة تعنى بالشعر الشعبي، ترصد وتتابع كل ما يستجد في مجال القصيدة الشعبية، وأراد صاحب السمو حاكم الشارقة أن تُعزَّز مكانة هذا المجلس وجهده بإصدار ثقافي أدبي شامل للقصيدة النبطية، يسمع صوت الشعراء النبطيين إلى القارئ.



بدوره رحب بطي المظلوم بالشعراء المشاركين في الملتقى، وشكرهم على تلبية دعوة دائرة الثقافة لهم، وقال إن هذه الملتقيات هي رسالة حب ودعم للشعراء العرب ترسلها الشارقة إليهم إعلاء لشأن الثقافة والمثقفين، وإن اليمن الشاعر هو في القلب من هذه الملتقيات.



الشعراء اليمنيون اشادوا بمبادرات صاحب السمو الشيخ حاكم الشارقة التي تفتح في كل مرة منفذا جديدا من منافذ الثقافة، وتتيح للمبدعين في كل مرة فرصا جديدة للإبداع، وشكروا الدائرة على جهودها الكبيرة، وهنأوا الشارقة على افتتاح مجلس الحيرة الذي سيكون عنوانا أدبيا كبيرا، وصرحا من صروح الثقافة في شارقة الثقافة، والقوْا عددا من القصائد تضمنت رسائل حب وتقدير لحاكم الشارقة وللشارقة والإمارات على الاحتضان الكبير الذي يلقونه فيها، كما تناولت أيضا الحكمة والأخلاق والمحبة.



وفي المساء اقيمت الامسية الشعرية بقصر الثقافة بالشارقة للشعراء المشاركين في الملتقى، قدمها الإعلامي رعد آمان مشيراً إلى أن ملتقى الشارقة الشهري للشعر الشعبي واحد من الملتقيات المتخصصة في مجال الشعر الشعبي على مستوى الوطن العربي، والذي يكتسب قيمته الإبداعية والتوعوية التأثيرية في شرائح وفئات المجتمع العربي، بفضل توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى للاتحاد حاكم الشارقة، ففي كل شهر تفتح الشارقة الباسمة أبوابها لاستقبال الشعراء الشعبيين الذين يأتون من خارج الدولة للتعريف بنتاجهم وبالمشاهد الشعرية وواقعها في بلدانهم. واضاف آمان: ان الشعر الشعبي في اليمن يتمتع بالثراء الكبير، وهو زاخر بألوان من الشعر التمثيلي والقصصي والغنائي، ويتميز الشعر الشعبي في اليمن بعناصره المتعددة بما فيها الأهازيج والزوامل والبالات والمواويل وأغاني المزارعين وذلك الألغاز والأحاجي. 



استهل الشاعر محمد علوي، الامسية  بقصيدة "ردود الجمايل" شكر فيها الشارقة وحاكمها صاحب السّمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الذي وسّع مداها وأعلى بناءها الفكريّ والثقافي. ثم قرأ علوي قصائد: تصدق، ان جفوك الناس، واسطه الشعر، اغصان شوق. وقد استطاع الشاعر من خلال قصائده أن يعطينا صورةً معبّرةً عن  محيطه الإنساني و الروح المنتمية والداعية الى الوفاء للقيم الأصيلة والمنطلقات النبيلة، والداعية للتسامح حيث يقول: 



ان جفوك الناس فتره .. ثم ردو/ لا تقل ما ردو الا لجل حاجه/ اعتبر نفسك (دوا) .. لو كان صدو/ واعتبر من رد .. محتاج لـ علاجه/ خلك اكبر .. مما قاموا به وعدو/ (الكريم يكون بالطيب) ابتهاجه



وقرأ الشاعر اسامة المقدمي قصائد: من واقعي، عيال زايد، غيمة عيونك، الشامخ الوفي، يا خلي الغالي. وجاءت اشعار المقدمي مليئة بالحنين كاشفة لثنائية الواقع والخيال، مبينة الخلفية الفكرية والدينية التي ترسخ قيمة العدل وعزة النفس واحترام كرامة الانسان ، حيث يقول:



لولا ظروف الحال ما صرت فالحال/ ولا شافني عاذل بعينه،، (كسيره)/ اتصنع البسمة لجل خاطر البال/ في داخلي طفله، حزينه،، اسيره/ تبكي على وضعي من الضيق ليال/ وتعرف ظروفي، بس نفسي أميره



وقرأ الشاعر معاذ هيلان قصائد: الايام، يا ملهمة قلبي، عيني، الدروب الطويله، القروم الوافي. ولم يدع هيلان سطراً من سطور قصائده إلا ووشّاه بصور غاية في الجودة الفنيّة، متناولاً مشاهد حياتية وتجارب الايام وسمات المرجلة، فيقول:



دروب المراجل صعب على النذل والتعبان/ وكايد على من همه مؤشر البرصة/ ترى المرجلة بالفعل ما هي بسم فلان/ ولا بسم من عنده دنانير مرتصة.



وتستمر تعليقات الشاعر الآسرة في جروحه وعذاباته وهمومه، مستعيراً السحابة والمطر ليرسم لوحةً معبرة عن ذاته المعذّبة. فيقول:



انا كالسحابة في جوارك نافعا/ اروي الفناء بزخم زخات المطر/ لكنني بالشوق اشرب علقما/ واتجرع السم البعيد واحتضر



الشاعر عادل الميدمة جاءت معزوفاته تحمل أوجاعه، لتدلّ على شاعرٍ مقتدرٍ، حمل جرحه في تفاصيل دقيقة، نسجت معاناته إزاء مواضيع اجتماعيّة وإنسانيّة حزينة، فقرأ قصائد: احبك، تمر الأيام، نسيم الحي، دع الزمن. لا تنطوي؛ وفيها يقول:



يا ساهر الليل وحدك قوم خاويني/ تعال نشعل مواقد همنا والضيق/ سئمت وحدي اشب النار فايديني/ ولملم الجمر بعد الجمع والتحريق/ تعال باهديك نصف الهم واهديني/ همك إذا كان هذا متفق ويليق 



هذا وشهد الملتقى تقديم دروع تكريمية للشعراء.