شهد تكريم منتسبي ورشة فن الشعر والعروض بيت الشعر في الشارقة يحتفي بعالمية الشعر

19 مارس, 2019


اختتم بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة فعاليات ورشة فن الشعر والعروض التي أقيمت خلال الفترة من 3 إلى 18 مارس وشارك فيها مجموعة من المختصين بمحاضرات عن العروض والقوافي وفن الشعر وفن الإلقاء، وتم تكريم المشاركين والمحاضرين من قبل محمد عبدالله البريكي مدير بيت الشعر، وأقيمت بعد حفل التكريم أمسية شعرية احتفاءً باليوم العالمي للشعر، شارك فيها كل من عبدالرحمن الحميري من دولة الإمارات، ومولاي الحسن الحسيني من المغرب، ومحمود حسن عبدالتواب من مصر، ولطيفة حساني من الجزائر، وناجي ابراهيم من العراق، وقدمها الشاعر عبدالرزاق الدرباس.



افتتح الأمسية الشاعر الإماراتي الشاب عبدالرحمن الحميري الذي استطاع بلغته العالية وخياله الخصب المحلق من تقديم نصوص صنعت الدهشة، ونالت الإعجاب، فقد قرأ للذات بأسلوب فلسفي ونظرة عميقة، ومن قصيدة المآذن قرأ:



يا جالسًا بخشوعٍ شاردًا دهرا .. كما المآذن فـي أحلامهـا فجرا



كم ارتديتَ من النسيان أقنعةً، .. وقلبُك الغضُّ يغلي قابضًا جمرا



وحيـدُ طاولـةٍ أطرافها شُحِـذَت .. كأنصُلٍ لرماحٍ تطعن الخصرا 



يستأذنونك في المقهى على عجَلٍ .. لسحبِ كرسيّك المتروك للذكـرى 



وأنتَ لست هنا.. لو كنتَ أنت هنا .. لكلّ ضفـة نهـرٍ...ضفـةٌ أخـرى





أما الشاعر المغربي مولاي الحسن الحسيني فقد فاضت مشاعره حباً بدولة الإمارات، وشكراً للشارقة التي فتحت منابرها للمبدعين، فقرأ للوطن والذات والإنسان، وسال قلمه شعراً تطير حول أنغامه الفراشات، وتغرد معه العصافير، ومما قرأ:



إذا أسلتُ مدادَ الحُبِّ من قلمي .. يطيرُ منه فراشٌ أو عصافيرُ



في كلِّ عشِّ بروحي ألفُ زقزقةٍ .. وفي فؤادي لمن يُصغي نوافيرُ



مَنْ لي بِشدْوٍ بكيَّاني لِيَشْرحَه .. تكادُ تشْرحُه تلك المزاميرُ



دَعْني أيا حُبُّ في تِشرينَ منتظِرا .. الخيلُ تُسْرَجُ للعشاق والعيرُ



حقائقُ اليوم أوهامٌ أُبعثرُها .. ما كان يُعوِزُ ما أحكيه تبريرُ 



وافتتح الشاعر المصري محمود حسن عبدالتواب قراءاته بقصيدة أهداها إلى دولة الإمارات، عبر فيها عن عميق شكره لما تقدمه من دعم للثقافة، ثم راوح في الشكل بين العمود والتفعيلة ليرسم صورة تحمل تفاصيل الوجد والوفاء والبر، فقد قرأ نصاً عن فضيلة والده بعنوان " أبي والقطط البيتية " ومنه:



كان أبي مثلَ طيورِ الجنَّةِ يطْعِمُنا من فَمِهِ ... يقتسمُ اللقمةَ نِصْفَيْنِ ويَمْنَحُنا قُبْلَةْ



يا كَمْ كنتُ تَصَنَّعْتُ صُداعاً في رأسي، حتَّى يأْخُذَني بين ذراعيهِ لعلَّ أبي وَلَعَلَّهْ



وأنا الآنَ إذا ضلَّتْ خُطُواتي في صحراءِ التِّيهِ الممتدَّة ... واهترأت بوصلتي 



حتَّي لم يسْعِفْني دربُ التبَّانةِ أستوحي ضحْكَتَهُ فتلوحُ القِبْلة  



أما الشاعرة الجزائرية لطيفة حساني فقد خففت ألوان لوحتها القديمة، لترسم لوحة متجددة متزامنة مع تفاصيل الزمن ومتغيراته، فألقت برشاقة لغتها على المعنى وتتبعت ظلاله من خلال نصوص يسيل منها ماء الشعر، ومن " وشاية الماء " تقول:



أراقصُ الليلَ و الإيقاعُ مسبحةٌ ...  فيومضُ الوِردُ في خلْواتنا رشدا



نجمٌ تحسّسَ  قبل البدء أوردتي ...  أطفأتُ شمعاتِ أعوامي ليتّقِدا



أودعتُ فيهِ أساريري ..  ليُرجعَ لي عمْرًا ... على جمرنا يستقرئُ البرَدا



كما تنفسني التاريخُ أحجيةً ...  مفتاحها في دم العشاق و الشهدا



واختتم القراءات الشعرية الشاعر العراقي ناجي ابراهيم، وطاف بشعره في تفاصيل المكان المعتق بالحب، والمتوج بذاكرة العاطفة التي لا تشيخ، فانساب كشلال شعراً، وعزف بنبضه مواويل للأرض والقلب، ليعترف بشكل مراوغ عن بوحه ومكنونه، ومما قال:



مَا جئتُ أعرفُ لكنْ جئتُ أعترفُ



حينَ ارْتَكَبْـتُكِ أنّي كُنْتُ أختلـــفُ



عَنْ كلِّ مُخْتَلفٍ لا شَيْءَ يُشبهُهُ



كَأنَّ كَوْنيْ عن التَّكوينِ مُخْتَلِـــــفُ 



فحينَ جئتُكِ محمولاً على عَطشي



لمْ أغْرفِ الماءَ .. كانَ الماءُ يغترفُ



مُذْ كنتِ ناعِمَةَ الأَطْرَافِ مُتْرَفَـــةً



وكانَ يَلْهو على أَعْطافِكِ التَّرَفُ 



مُذِ ابْتَدَعْنَا حُرُوْفَ اللَّيْلِ وَاحْتَرَفَتْ



كُلُّ الْأصَابِعِ شَيْئَاً لَيْسَ يُحْتَرَفُ



مُذْ قِيْلَ مَا قِيْلَ .. لا تَنْفَكُّ تَعْشَقُهَا



وَمَا تَزَالُ كَمَا أَنْتَ الّذِيْ وَصَفُوْا