05 يوليو 2023
"ملتقى النيجر للشعر" يحتفي بمبدعي اللغة العربية
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وفي إطار مبادرة الملتقيات الشعرية في إفريقيا؛ شهدت جمهورية النيجر، أمس الأول، انطلاق النسخة الثانية من ملتقى الشعر العربي في النيجر الذي نظمته دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع نادي النيجر الثقافي، في العاصمة النيجرية "نيامي" بمشاركة 10 شعراء..
أقيم الملتقى في قاعة إفريقيا في العاصمة "نيامي"، بحضور مدير التعليم العربي العالي بوزارة التعليم العالي بالنيجر البروفيسور يوسف مُنكَيلا، ونائب رئيس اتحاد الجامعات العربية بالنيجر وجامعة الوفاق الدولة الدكتور محمد الخير إبراهيم جَيرو، ونائب رئيس جامعة كعت العالمية الدكتور حسن روزي، وعميد كلية اللغة العربية والعلوم الإنسانية بالجامعة الإسلامية بالنيجر البروفيسور كوني صوالحو، والمنسق العام للملتقى آمَدو علي إبراهيم، ورؤساء بعثات ديبلوماسية عربية، إلى جانب اساتذة جامعات ومعاهد، وطلاب ومحبي الشعر العربي ومتذوقيه.
في البداية، رحّب آمدو إبراهيم بالحضور، قائلاً: "أرحب بكم في رحاب القصيدة ومنازلها، حيث نشهد انطلاق النسخة الثانية من ملتقى النيجر للشعر العربي بالتعاون مع دائرة الثقافة بالشارقة في الإمارات العربية المتحدة، وهذا المشروع الكبير مبادرة كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة حفظه الله ورعاه. ويهدف إلى تعزيز حضور اللغة العربية في المجتمعات الإفريقية والحفاظ على هُويتها، فنعم السعي المشكور".
وأشار إبراهيم إلى أن الملتقى كان خطوة موفقة منذ انطلاقه، خاصة وأنه أصبح قناة تواصل بين الأدباء في النيجر، قائلا إن "النسخة الثانية، سيحلّق بنا في فضاء القصيدة العربية وجماليتها ثلة من الشعراء هم اليوم أصحاب الموقف والمنبر ونحن كلنا آذان صاغية وقلوب وأرواح متعطشة إلى ورد القصيد".
وألقى البروفيسور يوسف مُنكَيلا كلمة قال فيها إن هذا الملتقى مبادرة جميلة، فالاهتمام بالشعر العربي هو الاهتمام باللغة العربية التي هي لغة القرآن الكريم، مثمناً جهود الشارقة في الحفاظ على اللغة من خلال عقد العديد من المتلقيات الشعرية العربية في إفريقيا، كما دعا إلى جمع قصائد شعراء الملتقى وإصدار ديوان لها لأنها فرصة ثمينة، وأعرب عن شكره إلى أعضاء لجنة التحكيم الذي بذلت قصارى جهدها لهذه المناسبة والأساتذة الكرام والحضور.
وفي كلمته، أعرب محمد الخير إبراهيم جَيرو عن شكره إلى دائرة الثقافة بالشارقة على وقوفها مع اللغة العربية في القارة السمراء عامة ومع الشعراء والشعر العربي خاصة، مشيرا إلىى أن هذه المبادرة تدل على اهتمامها بالثقافة بالإسلامية في إفريقيا.
بدوره، قال كوني صوالحو إن هذه المناسبة فرصة كبيرة لنا بصفتنا متخصصين في الأدب العربي لدعم الشباب والأخذ بأيديهم، والحفاظ على تراث الشعر العربي ، ولذلك كان واجبا علينا تلبية هذه الدعوة الكريمة".
"قراءات"
جاءت قائمة الشعراء المشاركين في الملتقى لـ"10" شعراء، هم: أنس حمد إبراهيم، وعبد الباقي المحمود محمد، وأبو بكر إسماعيل توري، وآمدو علي إبراهيم، وشمس الدين ثاني غربا، والمكرم المهتدي أياد، والكاظم أحمد، ووكيل الحاج عبد السلام، وسالم أغ أنار، وتاج الدين محمد.
شعراء نهلوا من الأبجدية ينابيعها، ومن البلاغة سحرها وسرها، تغنوا بالوطن وسكبوا قصائدهم أغاني تفيض بالمجد والتاريخ.
وعزف الشاعر سالم أغ أنار على "وتر مكسور" أجمل الألحان الشعرية حينما قال:
لا تزال العيون تمطر حتى أنبتت من أنينهن الخدود
أنت مذ أنكرتك التباريح غضا تتلاشى ويحتسيك الجمود
كنت وردا على النجوم يغني بعض نزف وللوجود سجود
كنت أبحرت والمجاديف حيرى فاستفاقت وشعّ فيك الصعود.
وقرأ أنس حمد إبراهيم من قصيدة بعنوان "ابتهال القلب"، أبياتاً يقول فيها:
فإنما وردة حمراء قد نبتت في القلب لمّا سقت مزن الصبابات
وانساب طوفان حب ثار معتديا على فؤادي ونوحٌ لم يعد يأتي
ناجيتُ روح ابن نوح من ذرى جبل وهل لها عاصمٌ من فوق ذرواتِ
خطاي ريح غرام صرصرٌ عصفت فغادرتني وعاد خلف أناتي
من جانبه، قرأ الشاعر المكرّم المهتدي أيّاد من قصيدة بعنوان "إرث مردود"، يقول فيها:
لا تيأسوا فلكم ألقى الربيع على ظهر الرُّبى حُللا من بعد أصياف
وكم أضاء طلوع البدر حالكة وانضم للمهتدين القاصي الجافي
واليأس يصنع في الامكان معجزة ويقعد السهمَ عن تحقيق أهداف
آن الأوان لنبع النهر ثانية فنرتوي من معين عذبه الصافي.
وقرأ الشاعر أبو بكر إسماعيل تورى من قصيدة بعنوان "الستينات التائهة"، نورد منها:
غنّت لي الأرض فاستبْكت سماواتي والعازفون وراء البحر أنّاتي
أنا المسافر في الريح التي عصفت استنشق الصبح في ثوب الدجنات
أمدّ للقمر القدسي نبض دمي أبكى وصوتي أصداء لسبحاتي
العاكفون وفي غار الهوى احترقوا والصاعدون إلى اسمى المقامات.
وتواصلت القراءات مع الشعراء الآخرين مقدّمين قصائد متنوعة، فيما شهد الختام تكريم المبدعين المشاركين في الملتقى بشهادات تقديرية تكريما لجهودهم الإبداعية، وتعزيزاً لمواصلة الكتابة الشعرية.