حكومة الشارقة - دائرة الثقافة

  • English

البحث

الأكثر بحثاً

04 أكتوبر 2023

قصائد تفيض بالشجن والحب في بيت الشعر بالشارقة.. المقدي و دمير وهنداوي يجسدون الحنين والفقد في بيت الشعر بالشارقة

قصائد تفيض بالشجن والحب في بيت الشعر بالشارقة

المقدي و دمير وهنداوي يجسدون الحنين والفقد في بيت الشعر بالشارقة

بيت الشعر - الشارقة

ضمن فعاليات منتدى الثلاثاء، نظم بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة أمسية شعرية يوم الثلاثاء الموافق 3 أكتوبر 2023، تفاعل معها الجمهور الذي يتزايد بشكل ملموس مع كل فعالية تضج بالشعراء وفاض بحضوره وتفاعله، وشارك في الأمسية الشعراء: عمر حسين المقدي، محمد نور دمير، حسين هنداوي، بحضور مدير البيت الشاعر محمد عبدالله البريكي، وقَدَّمَت الأمسية الإعلامية الريان الظاهر، التي بدورها تحدثت عن نموذج بيت الشعر في توسيع دائرة اهتمامه بتقديم شعراء على منصته من مختلف الأعمار، ومن ثم إبراز تجاربهم بشكل حيوي أمام الجمهور، ما يبرهن على أن إبداع الشعر بمختلف تجاربه في الوقت الراهن ينهمر بشكل جمالي، وينتقل إلى الآخر من خلال انتقاء تجارب حقيقية تحفل بها أمسيات الشارقة في منتدى الثلاثاء الذي يضئ بشكل أو بآخر على النصوص الشعرية الفائقة، في ظل دعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، للشعر والشعراء، وإطلاق العديد من المبادرات المهمة التي تعمل على إبراز الطاقات الشعرية من مختلف البيئات، بما يسهم في تطويره وتعميقه لدى المتلقين .

وقد تفاعل الجمهور مع وقائع الأمسية بصورة كبيرة، بخاصة أن الشعراء المشاركين ترجموا خلال نصوصهم الشعرية حالاتهم الوجدانية، فجاءت كلماتهم معبرة عما تجيش به نفوسهم من شجن وحب، فجسدوا بمشاعرهم المتقدة الحنين والفقد والعواطف الداخلية، والألم، بلغة مغايرة وأساليب شعرية عذبة.


وافتتح القراءات الشاعر عمر حسين المقدي بقصيدة حملت عنوان" محاولة للابتسام" التي زاد فيها الألم عن حاجة قلبه من الألم واللوعة وهو يتذكر وفاة أخيه، ليقطر حرفه شعوراً حزينا، فيقول:

أَلَّا تـُخَـدِّشَ يَوْمًا كِبْـرِيَـاءَ أَبِـي

نَاشَدْتُكَ اللهَ يَا دَمْعًا تَشَـرَّبَ بـِي

بِالأُمْنِيَاتِ وَظَنٍ خَائِبٍ كَذِبِ

خُـذْنـِي إِلَى قِمَّةِ الأَحْـزَانِ مُـتَّـشِـحًا

أَشَفُّ رُوحًا وَجُـرْحِي بَـعْدُ لَـمْ يَـطِـبِ

لِأَيِّ جُرْحٍ أَعِرْنِي بَلْسَمًـا فَأَنَا

لِـيُـقْنِعَ النَّارَ أَنْ تَـخْشَـى مِنَ الـحَـطَـبِ

كُنْتُ اخْـضِـرَارًا يُـمَـارِي بِالـحَيَاةِ مَضَى

تُكَحِّلُ اللَّـيْلَ بِالأَفْلَاكِ وَالشُّهُبِ

وَكُنْتَ يَـا أَيُّـهَا البَـرَّاقُ فِي أَلَـقٍ


ثم ألقى قصيدة أخرى بعنوان "تلويحة" التي يستثير من خلالها كوامن الذكريات، ويدعوه الأمل إلى العودة لقريته مبرزاً إشارات عابرة عن اغترابه، ومن ثم شوقه لأبنائه، بما يطلق العنان لهذا الفيض الداخلي أن يتجدد فيقول:

مُحلِّقًا في سماءِ الوجدِ منسربا

وللمسافاتِ أنْ تُسميكَ مُغتربا

تسابقُ الآنَ نحوَ الذَّكرياتِ على

ظلٍّ تشظَّى ليلقى خطوَكَ التَّعِبا

حقائبُ الدَّمعُ في كفَّيكَ مثقلةٌ

بالأمنياتِ وللأشواقِ أنْ تَثِبا

لقريةٍ تلبسُ الآصالَ في يَدِها

وضحكةُ الماءِ تكسو خدَّها الرَّطِبا


ثم كان الجمهور مع موعدٍ آخر مع إبداعات الشاعر محمد نور دمير الذي قرأ في البداية من قصيدة " النور المبين" التي عبر فيها بمفردات متجددة وحيوية عن محبته للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فحلق في فضاء نوراني من الصور والأخيلة:

حباكَ اللهُ منزلةً

تعزُّ بها على البشرِ

وقبل مجيئك المشهودِ

فاض الكونُ بالخطرِ

بوجهٍ ناضرٍ والنورُ

محجوبٌ عن القمرِ

فلاةُ العمرِ جدباءٌ

وأنت وردتَ كالمطرِ


وقد أظهر في قصيدة أخرى في أثناء القراءة أمام الجمهور شكوى المحبين، وهو يصف حاله مع من أحب، ليروي عن حلمه ويصور شجنه ببصيرة وعمق فيقول:

أنا الذي أورثتني الحزنَ سيدةٌ

فيها من االفتنةِ الأحلامُ والصدفُ

والحزنُ يمتدّ في العشاق أزمنةً

يشفُّ جسم الذي يهوى ويقترفُ

فأين أبحثُ عن عينيك

إن رمقت عيناك ثانيةً أدنو وأعتكفُ

وأين أمضي وكل الأرض تجهلني

أنا الغريبُ الذي ضاقت بهِ العرفُ


ثم كان ختام القراءات مع الشاعر حسين هنداوي الذي قرأ قصيدة "إني ملاقٍ حسابيا" حيث صاغها بعيون الحلم والوجد، وهو ينثر عطر الشوق بأسلوب بديع فيقول:

ألا يا نسيم الروض بلـغ سلامــيا

لشمس الضحى آياً ونمقْ جوابِــــيا

سلامٌ يضوع المسك منه وشـــــذوه

أفانينُ ريحـانٍ يمــسنَ رواضِيــا

إذا أرسلتْ من قوسَهَا مائجَ السّنا

على ركنِ هذا الليلِ يرتـدُ ضَـاويا

ويسعى إليها البدرُ يقنصُ ضـــوءَه

فيغرفُ من موجِ الشّعــــاعِ سَوَاقيا

فأنوارها فيضٌ تشـــــظى شــعاعُه

سحاباً على غيب الفيـافي هواميـا


واختتم قراءته بقصيدةٍ "حلاج على جبل الحب" التي تجيش فيها عاطفته بإيقاعات تشكل رؤيته للحب، بلغة مكثفة وتعابير مجازية مألوفة في نسقها الإبداعي الحميم:

فالوجهُ من ياسمينِ الشامِ صورَتُهُ

وجيّدُهَا من عراقِ النخلِ ..مشتَمِلُ

عشرونَ أنثى على قيـــــثارِ نغْــــمَتِهَا

يعزفنَ كلّ ... صــــباحٍ نغمــــــةً تَصِـــلُ

منها إلى الحقْلِ حيثُ الأرضُ تنبتُني

ورداً لكلّ فـــــراشٍ خفـــقُهُ زَجِلُ

ما إنْ مزجتِ بموالِ الهوى قبَساً

أشجرتِ باللّحنِ صَحْرَائي التي تَئِلُ


وفي نهاية الأمسية كرم الشاعر محمد البريكي الشعراء المشاركين ومقدمة الأمسية.