31 يوليو 2023
"الشارقة الثقافية" تتناول المسؤولية الاجتماعية في الدراما ودور الأدب في تشكيل الوعي
صدر أخيراً العدد (82)، لشهر أغسطس (2023م)، من مجلة "الشارقة الثقافية"، التي تصدر عن دائرة الثقافة بالشارقة، حيث تتوقف الافتتاحية عند الأدب وتشكيل الوعي، مشيرة إلى أنّه يحمل في طياته مسؤولية كبرى تتعلق بالإنسان والوجود والذات والوعي.. فالأدب على الرغم من كونه حبيس الكتب والأوراق والمخطوطات، لكنه من صنّاع الأمل والحرية والعدل، ومن الوسائل الأكثر تحفيزاً على البقاء والمواجهة، واستيعاب الصدمات والقضايا واستكشاف الواقع، وكذلك شحذ الهمم والدفع نحو المبادرة والمثابرة، وتؤكد أن الأدب يمنح الناس مساحات من التلاقي والتعارف والتواصل، ويجعلهم حاضرين ومستعدين ومميزين، ويمحو آثار الظلمة بمزيد من شعاع القلم وألق الشعر، لذلك أينما يحفر الأدب في الوجدان والذاكرة تتضاعف المسؤولية ويتم تصويب الحقائق، فيما يشعر القراء باليقظة وكأنهم يقرؤون أفكارهم وتطلعاتهم وأحلامهم، ويشاهدون أنفسهم وتجاربهم، فبقدر ما يكون الأديب مسؤولاً ومخلصاً وصادقاً، بقدر ما تكون الأوطان أشد تماسكاً ورغداً وانفتاحاً.
أما مدير التحرير نواف يونس؛ فيتناول في مقالته ( الدراما التلفزيونية.. والمسؤولية الاجتماعية) موضحاً أن بعض الأعمال الدرامية، تحقق الغرض المراد منها، فترسخ الكثير من قيم وأفكار المجتمع بخصوصيته وهويته وثقافته، إلا أنه وفي نفس الوقت، هناك الكثير من الأعمال التي تنحو إلى البعد التجاري والكسب المادي، فتفشل في تحقيق الهدف منها، حتى وصل بها الأمر إلى ترويج الإسفاف والانحدار الخلقي والمجتمعي. ويدعو إلى التنبّه وضرورة الإشارة إلى الواقع، الذي وصلت إليه هذه الأعمال الدرامية، من معايير بعيدة عما يسمى بالمسؤولية الاجتماعية، بل وتجاوزها للخطوط الحمر والخضر فيما تطرحه من قضايا اجتماعية سلبية، وطريقة معالجتها والتعامل معها، وهنا تعد المسؤولية الاجتماعية "المعادل الموضوعي" الموازن بين حرية الفرد والمصلحة المجتمعية.
وفي تفاصيل العدد، يكتب يقظان مصطفى عن (الإدريسي)، الذي وضع خريطة للعالم وجغرافيته، وتحتفي أميرة المليجي بدور المستشرق أرمن آبل، الذي دعا إلى التواصل الحضاري بين الإسلام والغرب، ويؤكد د. محمد صابر عرب أهمية إنجاز موسوعة عربية موحدة لتواصل التراث العربي في العلوم والفنون، ويستعرض عبادة تقلا ثلاث حكايات من روسيا تكشف أسرار التعلق باللغة العربية، فيما يكتب د. أحمد سوالم عن مكناسة الزيتون المغربية، التي يمتزج فيها فن العمارة الإسلامي والطابع الأوروبي، وتنقل آمال كامل أجواء زيارتها إلى منطقة الضنيّة، إحدى أجمل المناطق سحراً وطبيعة في شمالي لبنان.
في باب (أدب وأدباء)؛ يكتب فوزي تاج الدين عن عباس محمود العقاد، الذي استل قلمه للدفاع عن اللغة العربية، وتحاور وداد سلوم الشاعر شربل داغر، الذي اعتبر أن الشعر فعل ثقافي، وتقرأ سوسن محمد كامل سيرة سلمى الحفار الكزبري، التي حملت أعباء النهضة النسوية بوعي حضاري، وكانت صوتاً متفرداً على خريطة الإبداع العربي، فيما يحاور أشرف قاسم الشاعر عبدالله الشوربجي، الذي أكد أن القصيدة البيتية لا تؤثر فيها تقلبات العصر، وتتوقف ذكاء ماردلي عن الشاعرين الهولنديين (كامبرت) و(ستيغر)، اللذين حظيا بشعبية جماهيرية ورسمية وبمكانة أدبية رفيعة، ويقدم محمد محمد إبراهيم مداخلة حول مفارقات الريف والمدينة في أعمال (المقالح) الشعرية، وتكتب اعتدال عثمان عن الكتاب الأخير للكاتبة أحلام مستغانمي (أصبحت أنت)، وهو رحلة معرفية وجمالية حياتية، ويطل وليد رمضان على تجربة الهادي آدم صاحب قصيدة (أغداً ألقاك)، وهو من رواد التجديد في الشعر السوداني، ويكتب بول شاوول عن (بورخيس) بمناسبة مئوية ولادته، وقد بنى عالماً كونياً يحمل هويته وملامحه وثقافته، ويجري أحمد اللاوندي لقاء مع الأديب العراقي جمعة اللامي، الذي قال إنه يحلم ألا يبقى إنسان عربي أمياً، كما تجري رابعة الختام مقابلة مع الشاعر حافظ المغربي، الذي أكد الرهان على الأقلام الشبابية، ويقدم محمد عماري قراءة في كتاب (السرد المفتون بذاته) لرسول محمد رسول، حيث نزعة مغايرة في الرواية العربية، ويحاور د. أنس الفيلالي القاصة رهام محمود عيسى، التي حصلت على جائزة الشارقة للإبداع العربي، ويستعرض إبراهيم إستنبولي مسيرة الشاعر ماغوميد أحميدوف، الذي يعد قامة شعرية في المشهد الأدبي الروسي، ويرصد عزت عمر السرد السيري والمتفاعلات النصية في رواية (السمندل) للزميل فوزي صالح، وتلتقي سليمى حمدان الأديبة غريد الشيخ محمد، التي أكدت أنها تعيد تسليط الضوء على الإبداع النسوي، ويكتب علي كنعان عن د. حسن مدن وقراءات في تحولات الثقافة، بينما يلقي خلف أحمد أبوزيد الضوء على الأسلوب الخاص للدكتور علي الراعي في مدرسته النقدية، ويتناول مفيد خنسة أعمال مروان الخاطر الشعرية الذي عزف أناشيد الحزن والغربة، ويلتقي سامر أنور الشمالي الروائي أحمد قرني، الذي فاز بجائزة الشارقة لأفضل كتاب لليافعين.
نقرأ في باب (فن. وتر. ريشة)؛ الموضوعات الآتية: ضياء العزاوي.. يحفر في ذاته كي يرى العالم– بقلم محمد العامري، لينا ديب.. ابنة أوغاريت– بقلم أديب مخزوم، رؤية مستقبلية لأكاديمية الشارقة للفنون الأدائية– بقلم مجدي محفوظ، (رجل يدعى أوتو) فيلم الدفء الإنساني– بقلم ليزا ديوب، فيلم (على سفينة الآدامان) يهتم بالإنسان أولاً– بقلم أسامة عسل.
من جهة ثانية؛ تضمّن العدد مجموعة من المقالات وهي: أهمية الثقافة والرؤية الحيوية– بقلم غسان كامل ونوس، حول تعريب المصطلحات الوافدة– بقلم عبدالواحد لؤلؤة، قصر إشبيلية.. وفنون المعمار- بقلم خوسيه ميغيل بويرتا، أحمد بو حسن.. والمناهج النقدية المعاصرة– بقلم د. يحيى عمارة، أصيل الشابي.. دراسات في السرد– بقلم مصطفى عبدالله، الإبداع.. ونهور الأدب والفن– بقلم رعد أمان، ثقافة الرفاهية.. والأخلاق– بقلم إليزابيتا شيشيغوي، أحمد أبوبكر.. تغنى بمصر وريف دمشق– بقلم يوسف الغضبان، ثقافة معرفية.. متجددة– بقلم أيمن أحمد شعبان، الأدب الوجيز.. وبلاغة المعنى– بقلم سلوى عباس، محطات الراحل عادل محمود ورحلة بيضاء إلى السودان– بقلم عادل محمود، مناهج الإبداع.. وتجليات شعلة المعرفة– بقلم منال محمد يوسف، عزمي مورللي.. شاعر دمشقي كتب بالفرنسية– بقلم أحمد فرحات، العناصر الدرامية.. في بناء القصيدة الجاهلية– بقلم إيمان محمد أحمد، طلال الغوار.. شاعر الأصالة والتجريب– بقلم أحمد يوسف داوود، في مديح الكتاب– بقلم صالح لبريني، حنا مينه.. واللقاء الوحيد– بقلم أنيسة عبود، المرأة المبدعة– بقلم الأمير كمال فرج، أدب الرحلات.. بين الماضي والحاضر– بقلم وراد خضر، التنظير الفكري للتشكيل– بقلم نجوى المغربي، التفاعل المسرحي.. براعة فنية ورؤية اجتماعية– بقلم فرحان بلبل، تاريخ السينما.. والفنون القولية والبصرية– بقلم د. علي عفيفي غازي.
وفي باب (تحت دائرة الضوء) قراءات وإصدارات: (ذات البقع البنية) التنمر اللفظي والبدني– بقلم مصطفى غنايم، الخطاب وسيمياء الزمن في مسرحية (عودة هولاكو)– بقلم علا فؤاد، الحوار كتقنية بنائية للسرد في كتاب الطفل– بقلم ثريا عبدالبديع، شوقي جلال.. والترجمة في الوطن العربي– بقلم ناديا عمر، كتاب (الأستاذ) محمد صبحي.. سيرة ومسيرة– بقلم ضياء حامد، ممالك شعرية وحدائق فنية– بقلم انتصار عباس، آراء حرة.. ومجموعة من الكتاب– بقلم نجلاء مأمون، سيرة الكاتبة (في جو من الندم الفكري) - بقلم سعاد سعيد نوح.
ويحتوي العدد على مجموعة من القصص القصيرة، والترجمات لكوكبة من الأدباء والمبدعين العرب، وهي: عبدالله زروال (أذن ونصف) قصة، (أذن ونصف.. حرارة الواقع ومتعة المتخيل) / نقد بقلم د. عاطف البطرس، مروان ناصح (تفاهم) قصة قصيرة، عبدالإله عبدالقادر (ماكبث) قصة قصيرة، د. أماني محمد ناصر (المرأة في الأرض) قصيدة مترجمة، إضافة إلى تراثيات عبدالرزاق إسماعيل، و(أدبيات) فواز الشعار، التي تضمنت جماليات اللغة وفقه اللغة.