28 يوليو 2025
ملتقى مالي للشعر العربي الرابع يحتفي بمبدعي لغة الضاد
ضمن فعاليات ملتقيات الشعر في إفريقيا
ملتقى مالي للشعر العربي الرابع يحتفي بمبدعي لغة الضاد
الشارقة _ باماكو
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وبتنظيم من إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة في الشارقة، اختتمت في العاصمة المالية باماكو فعاليات الملتقى الشعري العربي الرابع، بمشاركة أكثر من عشرين شاعراً وشاعرة من مالي، وسط حضور ثقافي وأدبي مميز.
وأقيمت فعاليات الملتقى على مدار يومين، بالتعاون مع جمعية "البيان" الأدبية في مالي، ضمن مبادرة ملتقيات الشعر العربي في إفريقيا، التي تسعى إلى ترجمة جهود الشارقة المتواصلة لتعزيز حضور الشعر العربي في إفريقيا، ودعم التبادل الثقافي بين الشعوب.
حضر الملتقى رئيس جمعية "البيان" د. عبد الصمد ميغا، ورؤساء جامعات ومعاهد محلية، وطلاب ومحبي الشعربي ومتذوقيه في مالي.
وأكد القائمون على الملتقى أن هذه الدورة جاءت استمراراً للنجاحات التي حققتها النسخ السابقة، مع التركيز هذا العام على إبراز المواهب الشعرية الناشئة، وتكريم عدد من الرموز الأدبية والشخصيات الفاعلة في المشهد الثقافي المحلي.
وفي كلمته الافتتاحية، رحّب منسق ملتقى الشعر العربي في مالي، د. عبد القادر إدريس (ميغا)، بالمشاركين والحضور، مشيداً بدور الشارقة الريادي في دعم الثقافة العربية داخل إفريقيا وخارجها، مؤكداً أن الملتقى بات تقليداً سنوياً ينتظره عشاق الشعر العربي في مالي..
وقال ميغا: " باسم اللجنة المنظمة للملتقى الشعري العربي الرابع في مالي، وباسم كل محبي الشعر والأدب في هذا البلد العزيز، نرحب بكم جميعاً في هذا العُرْسِ الثقافي، الذي يجمعنا على حب الكلمة الطيبة والقصيدة الراقية، ويجسد روابط الأخوة العربية الإفريقية. هذه التظاهرة الثقافية التي باتت موعداً سنوياً ينتظره عشاق الشعر، تَحْتَفِي بالكلمة المبدعة، والنص الصادق، والصوت الإفريقي الناطق بلغة الضاد".
وتابع: "إنها لمناسبة طيبة نرفع خلالها أسمى آيات الشكر والتقدير إلى صاحب السمو حاكم الشارقة، على رعايته الكريمة ودعمه المتواصل للثقافة والشعر العربي في كل مكان. الذي آمن بأن الثقافة جسرٌ بين الشعوب، وأن الشعر قلبها النابض".
وأضاف المنسق الثقافي قائلا: "إن هذه الملتقيات، منذ انطلاقتها، شكّلت مِنَّصَةً للشعراء في مالي؛ كي يعبّروا عن رؤاهم، ويقدّموا أصواتهم للعالم بثقة واعتزاز. وقد أثمرت هذه الجهود عن ظهور أسماء جديدة، وولادة تجارب لافتة، وتنامي الوعي بأهمية الشعر كرافعة للغة والثقافة. وفي هذه الدورة، نحتفي بما يقارب عشرين مبدعاً من أبناء هذا البلد، ونتطلّع إلى مزيد من الحوارات الشعرية، والتجارب الغنية، والمبادرات الخلّاقة التي ترسّخ مكانة الشعر في وجداننا الجمعي".
وأعرب "ميغا" عن شكره قائلا: "أشكر كل من ساهم في نجاح هذا الملتقى، من شعراء ومنظمين ومُدعّمين، وأخص بالشكر إمارة الشارقة على هذا الإيمان المستمر بالقيمة الإنسانية والإبداعية للشعر، ونأمل أن تكون هذه الدورة من الملتقى مِنَّصَةً لتبادل التجارب، وفضاءً لإبراز المواهب، وبادرة لتعزيز الحوار الثقافي بين الشعوب".
"قراءات"
توزع برنامج الملتقى على يومين من الأمسيات الشعرية والنقدية، شارك فيها شعراء مثل: آدم فوفانا، محمد بشير سيبي، إدريس دومبيا، محمد سانغا، أمارا توغولا، شيخني بالو، خالد ميغا، ماما سانغا، عبد الله كوني، عبد المنعم حسن، وغيرهم.
وشهد الملتقى تقديم عشرات القصائد من شعراء يمثلون مختلف الأجيال والمدارس الشعرية، إلى جانب جلسات نقدية وقراءات تحليلية، ومداخلات فكرية، ومشاركات عن بعد، ما جعله فضاءً تفاعلياً مفتوحاً للحوار الشعري والثقافي.
رافقت الجلسات الشعرية قراءات نقدية وتحليلية قدّمها عدد من الأكاديميين والنقاد، من بينهم: د. سامبي خليل مغاسوبا، د. ممد بشير دمبلي، الدكتور محمد الطاهر ميغا، والحسين جاكيتي.
واعتلى الشاعر آدم فوفنا المنصةَ ليكسر الحاجز بين القصيدة والمتلقي، وقرأ:
يا من تغنت به النايات
والشّجَر
قد صرت
أسأل عنك الناس ما الخبر
وقفت والدهشة الكبرى معي وقفت
تقول: فجر المنى ما عاد ينتظر
***
هيا انبجس وخذ النايات مدرسة من الشعور الذي أوحى به الوتر
يا شيخ سيناء الإبداع غيرك لم يختر، فغن
لكي يصغي لك القمر
وأنشد الشاعر محمد البشير سيبي الذي بدا مثقلا بالحب الأول وتمتمات الماضي، يقول ؛
كفيلسوف نأَى فِـي أَرض عُــزلته
يظلُّ يبحث عنه فِي بنت فكرتهِ
أَتَى يغـــني بصـوتٍ واحدٍ أُمَمًا
أَتَى ليُسـعِدَ هَذا كُلُّ مُنيتِــهِ.