16 يوليو 2024
قصائد تستعيد الماضي وتتخفّف بالحنين
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وفي إطار مبادرة الملتقيات الشعرية في إفريقيا؛ شهدت مدينة أبشة، شرقي جمهورية تشاد، انطلاق النسخة الثالثة من ملتقى الشعر العربي في تشاد الذي نظمته إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع رابطة رواد الإبداع التشادية، وذلك على مدى يومين بمشاركة 30 شاعراً وشاعرة.
أقيم الملتقى في أبشة، بحضور محافظ محافظة "وارا" الشافع أبو، والأمين العام لولاية "وداي" التشادية أبكر حسين، ومندوب الثقافة بولاية "وداي" عثمان حمدان عزيب، والمنسق العام للملتقى د. أحمد أبو الفتح عثمان، ورئيس لجنة النقاد القادمين من العاصمة أنجميناد. حمزة أحمداي موسى، إلى جانب اساتذة جامعات ومعاهد، وطلاب ومحبي الشعر العربي ومتذوقيه.
ورحّب منسق الملتقى الدكتور أحمد أبوالفتح عثمان بدايةً بالحضور، وقال في كلمة ألقاها إن "الملتقى يعزز الحضور الثقافي والأدبي في تشاد"، مؤكداً أن رؤى صاحب السمو حاكم الشارقة تعد مناراتلنشر الثقافة العربية من خلال الملتقيات الشعرية الأدبية والتظاهرات الثقافية الكبرى في إفريقيا.
وأبرز عثمان أن الشارقة أعادت لإفريقيا حضور اللغة العربية، استنادا إلى ما تعهد به سموّه في نشر العربية لتكون لغة الأنسان كما كانت من قبل، بمتابعة حثيثة من دائرة الثقافة بإمارة الشارقة، مضيفاً في هذا الإطار "حيث دعمونا بفكرهم وتوجيهاتهم سهرا وجهدا في تنفيذ توجيهات سموّه، وكانوا يتواصلون معنا جنبا إلى جنب، وتزويدنا بكل نحتاجه من خبراتهم المثمرة، فكان لهم الدور الكبير في إنجاح هذه التظاهرة الثقافية".
وفي كلمته، أشار رئيسرابطة رواد الإبداع الشاعر عبد الدائم عبد الله موسى إلى أن الملتقىيعزز الصلة بين مختلف شعراء تشاد وشعراء العالم، مثمناً الدور الكبير الذي تمثله الشارقة في دعم الثقافة ولا سيما اللغة العربية في إفريقيا عبر العديد من الفعاليات التي تشهدها هذه الدول، مؤكدا أن الملتقى يشكّل انطلاقة حقيقية للكثير من المبدعين في جمهورية تشاد.
"قراءات"
جاءت قائمة المشاركين في الملتقي لـ"29" شاعرا وشاعرة على النحو التالي: أحمد عبد الفتح عثمان،إدريس أبيض محمد، محمد أحمد النور السالمي، عبد الماجد محمد حسن، آدم سعد الدين أمين، عمر عبد الرحمن إسماعيل، عثمان علي موسى، أحمد مهاجر، جبريل آدم جبريل، إبراهيم عبد الكريم محمد، المهدي آدم محمد علي، علي أحمد القلقمي، بخاري محمد سليمان، محمد الحبيب أمين مولود، محمد المختار أحمد، أبو بكر عبد الرحمن محمد، عبد الدائم عبد الله موسى، أبو بكر عمر أحمد، آدم عبد الله صالح، محمد علي مختار حبيب، زكريا محمد يعقوب، عقيد حبيب السنوسي، النذير الطري، ماحي عمر علي، فاطمة محمد جدي، مديحة أمين عمر، إسماعيل عبد الرحمن إسماعيل، عامر النجيم، وحواء إبراهيم محمد.
تنوّعت القراءات في موضوعاتها الشعرية، وفيما تقلّب أوراق الماضي والذكريات،كانت تحتمي بالحنين والأمل، وبينما اتصفت القصائد بدلالة مفردتها ورمزية صورها الفنية من جهة، فإنها ذهبت من جهة أخرى لتعاينخبايا الذات وأحلامها، فتكشّفت لغة شعرية تحمل معنى وتفاصيل لافتة.
وألقى الشاعر جبريل آدم جبريل قصيدة أهداها إلى صاحب السمو حاكم الشارقة، يقول فيها:
من أبشة الأخيار ننقش أحرفا حيّت سمو الشيخ والسلطانا
فهو الذي مد اليمين فأمطرت درر القصيد بدائعا ألوانا
وتجمع الشعراء قلبا نابضا لتسيل أودية الحروف زمانا
للقاسميْ ويفوح عطر قصيدة فيرقص الأعلام والأوطانا
لما سقى بالأمس منبت حرفنا قد أصبحت كل الرؤى ألحانا
من للمروءة والمفاخر غيره لما تسلمه الصعاب عنانا.
وبرغم العمر الذي يتقدم بالشاعر عقيد السنوسي إلّا أن الحب ثابت وراسخ في وجدانه، هكذا تشير بوصلته إذ يقول:
خريف العمر مر علي لكن على قلبي غرستك فاستريحي
زرعتك في صحاري الحب وردا أجازفه ليسقى من طموحي
إليك تشير بوصلة المناجي إذا ما في السفينة ضاع نوحي.
ولاقت قصيدة علي أحمد القلقمي الغزلية، تفاعل الجمهور، فيما كان يردد:
اطل الضحى ام سناك انفجر أم البرق في مستهل المطر ام الشمس اذ يصطفيها الضحى ام البدر مستوحشا في السحر
ام العقد في جيدك النضر يزهو ام الثلج في مستشف البصر
أحورية العين لا تشيحي بوجهك فشطر الهلاك استراق النظر.
وتواصلت القراءات مع الشعراء الآخرين مقدّمين قصائد متنوعة، فيما شهد الختام تكريم المبدعين المشاركين في الملتقى بشهادات تقديرية تكريما لجهودهم الإبداعية، وتعزيزاً لمواصلة الكتابة الشعرية.
يشار إلى أن القصائد الواردة في الملتقى قد خضعت، من قبل لجنة تحكيم مختصة، إلى معايير وضوابط في اختيارها، وهي سلامة اللغة بمفرداتها وتراكيبها، وسلامة الوزن والقافية، إضافة إلى القيم الفنية الأخرى.