11 نوفمبر 2023
انطلاق مهرجان مراكش للشعر المغربي الخامس
انطلاق مهرجان مراكش للشعر المغربي الخامس
العويس: اللقاءات الشعرية تعزز حضور الإبداع والجمال
هرنان: بيوت الشعر مبادرة نبيلة أسّسها حاكم الشارقة لتعم الوطن العربي
مراكش-
تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة؛ شهدت مدينة مراكش مساء الجمعة، انطلاق فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان الشعر المغربي الذي تنظمه دار الشعر بمراكش وبالتعاون مع دائرة الثقافة في الشارقة ووزارة الشباب والثقافة والتواصل في المغرب على مدى 3 أيام بمشاركة أكثر من 40 مبدعاً من شعراء ومثقفين وفنانين مغاربة.
أقيم حفل الافتتاح في حديقة "مولاي عبد السلام" في قلب مراكش، بحضور سعادة عبد الله بن محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، والاستاذ محمد إبراهيم القصير، مدير إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة، وأحمد مهيّر الشامسي، القائم بأعمال سفارة دولة الإمارات لدى المغرب، ومحمد الفاضل، باشا مدينة مراكش، وحسن هرنان، مدير قطاع الثقافة في مراكش- أسفي، نائباً عن الدكتور محمد المهدي بن سعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي، وعدد كبير من الأدباء والمثقفين ومحبي الكلمة.
بدأ حفل الافتتاح بعرض تسجيلي يوثق أهم انشطه الموسم السادس لبرنامج دار الشعر في مراكش، ويسجّل محطات الدار من فعاليات ثقافية وفنية على مدار العام.
وألقى عبد الله بن محمد العويس كلمة تناول فيها أهمية تجدد اللقاءات الشعرية لما يشكّله من تعزيز لحضور الإبداع والجمال، وقال: " يتجدّد اللقاء الشعري، ويتعزّز حضور الإبداع والجمال تحت ظلال مراكش وبين تاريخها العريق، يعود مهرجانها الشعري ومفردات الاشتياق ومعانيه تحيّي هذا الاحتفال بكل ما هو عَبِق وعَطِر، تؤكّده العلاقات الأخوية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية، في ظل القيادة الرشيدة بين البلدين".
وأضاف حول العطاء الثقافي المتواصل لدار الشعر في مراكش، قائلاً : "إننا لنعتز كثيراً ونحن نرى هذا العطاء المتواصل لدار الشعر في مراكش، وأثرها الأدبي، لتكوّن مشهداً من مشاهد الثقافة الأصيلة، في بلدنا العزيز المغرب، حيث حرصت الدار على دعوة الأدباء والشعراء والفنانين لإحياء الأمسيات الشعرية والليالي الفنية البديعة، وبتنوّع ثري عرف الانفتاح على الفضاءات المتعدّدة والحضور اللافت بين مدن المملكة".
وأعرب العويس عن شكره للتعاون المثمر بين وزارة الثقافة المغربية ودائرة الثقافة في الشارقة، قائلاً: "إنها لمناسبة كريمة لنقدّم جزيل الشكر والتقدير إلى وزارة الشباب والثقافة والتواصل، على ما تقدّمه من تعاونٍ بنّاء لإنجاح جميع أنشطة دار الشعر بمراكش".
ونقل رئيس دائرة الثقافة تحيات صاحب السمو حاكم الشارقة للمشاركين، وقال: "وأتَشَرّفُ في هذا المقام أن أنقُلَ إليكم تحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وتـمنِّيَاتِه لكم بالتوفيق".
وأكّد حسن هرنان في بداية كلمته أن المهرجان يجسد التعاون الوثيق القائم بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية، وبين دائرة الثقافة في الشارقة، والذي يندرج ضمن مبادرة نبيلة أسّسها صاحب السمو حاكم الشارقة، المتمثلة في إنشاء بيوت الشعر لتعم الوطن العربي بالثقافة والأدب الرفيعين،مشيراً إلى الدور البارز الذي تشكّله دار الشعر في مراكش على مستوى المغرب، بل ودول إفريقيا والعالم العربي، وتمثل في عطاء ثقافي متميز وبرماج هادفة غطت مختلف فضاءات محليا وخارجيا.
وأضاف: " نلتقي مع دورة جديدة من دورات مهرجان الشعراء المغاربة الذي يحتفي بالتنوع الثقافي المغربي، ويكرم قامات ثقافية مغربية، ويحتفي بالشعراء والنقاد الشباب، إضافة إلى افنتاح الدار على الأطفال واليافعين لتشجيعهم على الشعر والكتابة وحب القراءة، كما أن تنظيم مهرجاناً للشعراء المغاربة في مراكش، يزكي مرة أخرى المكانة الحضارية والعلمية والأدبية المرموقة لهذه المدينة التاريخية".
"الشعر توأم الطبيعة"
في أولى أمسيات المهرجان كان الشعر توأم الطبيعة بين لفيف الأشجار الكثيف في حديثة مولاي عبد السلام، وفيما كان الحضور يستمتع بمشهدية المكان، فقدارتقت ذائقتهم السمعية بقصائد الشعراء: عزيز ازغاي، وعبد الرحيم سليلي، ونجاة الزبير.
وقدّم المبدعون الثلاثة مزيجاً لافتاً من تجاربهم الشعرية عبر نصوص تصوّر ذات الشاعر الحالمة حيناً والمتأملة في تساؤلات الذات في أحيان أخرى، فيما تناولت قصائد أغراضا شعرية وموضوعات متنوعة مثل الغزل والحكمة والشجن.
وتجوّل سليلي في مناخاته الشعرية الخاصة، حيث المعنى يحتشد في رؤية فنية تستعيد صور الماضي، فأنشد يقول:
للوقتِ جَوْرَبُهُ
ولي الرمضاءُ،
للوطن المُغلفِ
بالحنين ِ
هذيله في الروح
فاقتسمي دمي
يا أنحاءُ.
لمْ تعُدْ ميَّة ُ قمري
وليستْ لي
سماء
"بادتْ وغيَّرَ آيَهُنَّ معَ البلى
إلا رَوامِدَ جمرهُنَّ هَبَاءُ "
"تكريم "
ضمن مبادرة الدار في تكريم القامات الأدبية المغربية، كرّمت الدار لهذه الدورة الشعراء: محمد عنيبة الحمري، والعزة بيروك، ومحمد مستاوي، تقديراً وتثمنياً لجهودهم الفكرية في العطاء الأدبي على مدى سنوات.
"جائزتا الدار وتكريم الفائزين"
أعلنت دار الشعر في مراكش، أيضا ضمن فعاليات الافتتاح، عن أسماء الفائزين في الدورة الخامسة من جائزتي "النقد الشعري"، و"أحسن قصيدة"، وتأتي الجائزتان ضمن فعاليات الدار وفي سياق اهتمامها بالتجارب والأصوات النقدية والشعرية الجديدة، ودعمها للمواهب الشابة، والعناية بنتاجهم الإبداعي.
ففي جائزة النقد الشعري حصل كل من عبد الله زمزكي عن بحثه "الاستعارة التصويرية في الشعر الأمازيغي"، وعلي أيت لاشكر عن بحثه "جمالية الأيقاع في الشعر الأمازيغي، البنية التصويرية"، على المركز الاول وذهب المركز الثاني لكل من فاطمة الزهراء عن بحثها "الفاعلية البلاغية والشعر"، ونصر الدين شردال عن بحثه "فسيفساء المعاني: دراسات في الشعرية المغربية الراهنة".
وفي جائزة أحسن قصيدة فاز في المركز الأول كل من حمزة أبعاش وعاطف معاوية، وحصل على المركز الثاني كل من محمد الجاوي ومحمد الذهبي، وحصل على المركز الثالث كل من حسان بن العطار، وعبد الرحيم أمدجار.
وكرّم سعادة عبد الله العويس ومحمد القصير يرافقهما الشامسي والفاضل وهرنان الشعراء المكرمين والفائزين في جائزتي النقد وأحسن قصيدة.
"إصدارات دائرة الثقافة"
صاحب حفل افتتاح المهرجان معرض يضم عددا من إصدارات دائرة الثقافة، ومنها: مجلة الشارقة الثقافية، ومجلة الرافد، ومجلة المسرح، ومجلة القوافي، وقد حرص الحضور على اقتناء المجلات والاصدارات في صورة عكست جانبا حيويا من المهرجان.
"حديقة مولاي عبد السلام"
يعود تاريخ إنشاء "عرصة مولاي عبد السلام" إلى القرن الثامن عشر، وهي بالإضافة إلى كونها مكاناً للتأمل، فهي حديقة تاريخية وثقافية لما تضمه من مرافق متعددة، كما توجد ممرات تؤدي إلى حديقة أميرية قديمة يعود تاريخها للقرن 18، فيما تعكس جمالية الفن المغربي الخاص بالحدائق.