حكومة الشارقة - دائرة الثقافة

  • English

البحث

الأكثر بحثاً

11 يناير 2024

حاكم الشارقة يشهد عرض مسرحية "مجلس الحيرة"

شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مساء اليوم الأربعاء، العرض الأول لمسرحية "مجلس الحيرة" التي ألفها سموه وأصدرتها منشورات القاسمي وقدمتها فرقة مسرح الشارقة الوطني في منطقة الحيرة بالشارقة، وذلك ضمن فعاليات الدورة العشرين من مهرجان الشارقة للشعر العربي.

ويقدم صاحب السمو حاكم الشارقة، للقارئ العربي من خلال المسرحية هدية نفيسة من عيون الشعر العربي ونوادر معلقاته، ونصوصًا من التراث الأدبي الزاخر بأرقى العبارات وأبلغ الكلمات، مشتملة على بديع الحكم وجميل المقال.

وأخذت مسرحية "مجلس الحيرة" الحضور في رحلة عبر الزمن إلى مملكة الحيرة العربية، على ضفاف الفرات، حيث الهواء العليل والخير العميم، والثروات الكثيرة والنعم الوفيرة، ونظرًا لذلك فقد اتخذها ملوك العرب موطنًا لهم، وشيّدوا فيها القصور وبنوا الحدائق والبساتين حتى أصبحت زينة البلاد العربية وعروس الممالك، وتهافت الناس إليها أيام مجدها من مدن العراق والجزيرة العربية والشام.

وقد تناول صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، في مقدمة المسرحية كيف نقل القواسم الكرام صورة الحيرة من العراق إلى شمال الشارقة، حيث جاء في المقدمة:

"في سنة 740هـ، الموافق عام 1339م، انتقل القواسم من الحلة إلى الرماحية الواقعة جنوبي الحلة، واستقروا هناك وأصبحوا أمراء واسط والرماحية، وانتقل القواسم بعد أن حاربهم المولى علي المشعشع في سنة 858هـ، الموافق عام 1454م، إلى منطقة الغراف، والتي تبعد عن الحيرة بمسافة سبعة وخمسين كيلومتراً، وقام زعيمهم الشيخ صقر بن علي بن صقر القاسمي، ببناء قلعته في منطقة الغراف وهي قائمة حتى يومنا هذا.

وفي نهاية عام 1613م، وصل القواسم إلى الشارقة قادمين من العراق بزعامة كايد رحمة بن حمود عدوان القاسمي، واستقروا في مدينة الشارقة، وقد نقلوا صورة موقع بلدهم الحيرة إلى الشمال من الشارقة، فبنوا بلدة الحيرة، وسلكوا الطريق الذي يطلق عليه درب الدبدبة، إلى منطقة الزبير في شرقي الحيرة، وبنوا بلدة واسط إلى الشرق من بلدة الحيرة".

وقد اشتهر أهل الحيرة بالشجاعة والكرم والغنى والثراء، وكان لهم عناية بالعلوم والفنون والأدب، ونبغ فيهم جماعة من الحكماء والفلاسفة والأدباء والشعراء، وكانت تعقد في الحيرة مجالس الشعر والمحاورات واللقاءات الأدبية، وخاصة في مجالس اللخميين، وفي هذه المسرحية يتناول صاحب السمو حاكم الشارقة، أحد تلك المجالس، وهو مجلس الملك النعمان بن المنذر، ملك الحيرة ما بين الأعوام 585م إلى عام 613م.

ويقدم سموه للقارئ من خلال مسرحيته "مجلس الحيرة" تاريخًا محققاً وروايات موثقة بقالب أدبي مسرحي مبتكر، يحفر المعلومة في الذاكرة، وينقشها في الفؤاد، ويوصل مضمونها إلى شعاف القلوب ليلامس الوجدان ويحرك المشاعر وينقل خبرة الأمراء والحكماء إلى الجيل الجديد من الأحفاد والأبناء، ليربط الماضي التليد بالحاضر المجيد.

ويؤكد سموه في مسرحية "مجلس الحيرة" أن التاريخ العربي لا يقف عند حدود التدوين والسرد، بل يتعداه ليتبوأ مكانًا عليّا، فهو تراث الأمة العريق ومخزونها الفكري والثقافي، ومستودع تجاربها وسجل خبراتها وديوان حِكمها وأمثالها، ومصدر عزها وفخرها، مشدداً سموه على أن التاريخ ليس سطورًا تكتب وعبارات تروى فحسب، بل هو واقع يشاهد ونص يتحرك ويتلألأ للناظرين في صورة حية ماثلة للعيان.

وتأتي هذه المسرحية لتنتظم في عقد المسرحيات التي أصدرها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وهي: مسرحية عودة هولاكو، التي صدرت عام 1998م، ومسرحية القضية، التي صدرت عام 2000م، ومسرحية الواقع صورة طبق الأصل، التي صدرت عام 2001م، ومسرحية الإسكندر الأكبر، التي صدرت عام 2006م، ومسرحية النمرود، التي صدرت عام 2008م، ومسرحية شمشون الجبار، التي صدرت عام 2008م، ومسرحية طورغوت، التي صدرت عام 2011م، ومسرحية الحجر الأسود، التي صدرت عام 2012م، والمسرحية الشعرية علياء وعصام، التي صدرت عام 2015م، ومسرحية داعش والغبراء، التي صدرت عام 2016م، ومسرحية كتاب الله: الصراع بين النور والظلام، التي صدرت عام 2018م.

وقدم صاحب السمو حاكم الشارقة في ختام عرض المسرحية الشكر والتقدير إلى المشاركين في عرض المسرحية من ممثلين وفنيين ومشرفين على جهدهم في إخراج المسرحية بمستوى متميز، مشيراً إلى أن عرضها ضمن مهرجان الشارقة للشعر العربي حتى يستعذب الشعر بما تتضمنه المسرحية من أشعار، ومعرباً عن سعادته بإتقان أداء المسرحية باللغة العربية الفصحى.

حضر عرض المسرحية بجانب صاحب السمو حاكم الشارقة، كل من: الشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، والشيخة نوار بنت أحمد القاسمي مدير مؤسسة الشارقة للفنون، ومعالي عبدالرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع، ومعالي عبدالله بلحيف النعيمي رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، وكبار المسؤولين رؤساء الدوائر الحكومية ومسؤولي المؤسسات وجمع من الشعراء والأدباء والفنانين وضيوف مهرجان الشارقة للشعر العربي.