05 أكتوبر 2017
ملتقى الشارقة للسرد
استكمالاً لحديث أمس نبدأ من الدورة الرابعة عشرة لملتقى الشارقة للسرد التي انعقدت أمس الأول في مدينة الأقصر التاريخية الأثرية في مصر، وقد استحقت هذه المدينة لقب عاصمة الثقافة العربية لهذا العام، ويشهد الملتقى تداول ومناقشة أوراق عمل متخصصة تبحث في مرجعيات القصة القصيرة ورهانها مع التجديد كما قال عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة خلال افتتاح الملتقى.
محاور الملتقى ومن خلال عناوينها تخصصية ومهنية وتتصل مباشرة بفن القصة القصيرة وجذرها التراثي وتحولاتها الفنية على أيدي نخبة من الكتاب العرب كانوا قد أخلصوا لهذا الفن، وعملوا على استقلاليته بين الأجناس الأدبية الأخرى.
القصة القصيرة محور ملتقى الشارقة للسرد، هي ديوان آخر للعرب، ولكن من دون مزاحمة مفتعلة للشعر، وهي جنس أدبي حديث نسبياً حتى وإن أعيدت جذوره إلى مرجعية ألف ليلة وليلة وغيرها من السرديات التراثية هو فن الوصف والمونولوج والديالوج كما في أدبيات النقد، وإلى جانب ذلك طور القاصون والعرب أدواتهم اللغوية والأسلوبية، وظهرت تجارب قصصية تعتبر بحق في مصاف السرديات القصصية العالمية الأمر الذي يؤكد على حضور هذا الفن وتجدده من بيئة ثقافية عربية إلى أخرى من دون أن يفقد هذا الفن روحه الإبداعية، ونقول ذلك خلافاً ورفضاً لما اجتمع عليه نفر من النقاد العرب في العاصمة الأردنية عمان قبل سنوات، وأعلنوا في جمعهم ذاك ما أطلقوا عليه موت القصة القصيرة، غير أن الأجناس الأدبية لها حيوات تشبه حيوات البشر، قد تتراجع، ولكنها لا تموت، ومن الطبيعي ألا تموت الآداب والفنون .
ملتقى الشارقة للسرد إذاً، وفي هذا الإطار، يعيد الاعتبار الأدبي والنقدي والاجتماعي لفن القصة القصيرة، كما ويعيد الاعتبار لكتاب هذا الفن، ويطرح أمامهم مجموعة من الرؤى والأفكار المعززة أصلاً، لثقافة وتاريخ القصة القصيرة.
الملتقى أيضاً يعزز عربية مشروع الشارقة الثقافي، ويعزز أهداف هذا المشروع المعني جذرياً بالثقافة العربية، والملتقى يأتي ترجمة واضحة لروح مشروع الشارقة الثقافي عندما نعرف أن الدورات القادمة للملتقى ستتنقل في عواصم عربية وتستقطب، بالتالي، كتاب السرد العربي في بلدانهم وفي بيئاتهم الثقافية المحلية.
عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة قال: إن الملتقى ابتداء من الدورة الرابعة عشرة سيعقد في ربوع الوطن العربي الكبير، تعميماً للفائدة وزيادة في إثراء الثقافة والمعرفة، وبكلمة ثانية فإن ملتقى الشارقة للسرد هو ملتقى عربي للكتاب العرب.. ولفحص تجاربهم القصصية، والإضاءة النقدية والنظرية على مختبراتهم السردية في الرواية والقصة لتمكين هؤلاء الكتاب من مواصلة عملهم الثقافي في مناخ معنوي ومعرفي يكفل لهم حرية الكتابة بكل أبعادها الحضارية التنويرية.
الكاتب : يوسف أبولوز