بعد قيام الاتّحاد، سعى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إلى أن يصل حاضر إمارة الشارقة ومستقبلها بماضيها الثقافي والعلمي النيّر، فحوَّلَها بجدارةٍ إلى عاصمة ثقافية، وكرّس فيها تقاليد ثقافية وفكرية تنشدُّ إليها الأفئدة من البعيد والقريب.
وخلال أربعة عقود من الزمان، تشكّلت في الإمارة وفي عاصمتها خاصةً، بِنيَةٌ أساسيّةٌ مكينةٌ للتنمية الثقافيّة، على شكل مرافقَ وصروحٍ علميّةٍ من جامعاتٍ ومتاحفَ وصالاتِ عرضٍ ومراكزِ إعداد ثقافي وفنّيّ للأطفال وأندية للشباب والنساء ومؤسساتٍ خِدْميّة، وعلى شكل فعاليات ثقافية وفنية محلية وعربية على مدار العام.
ولكي تضطلع الشارقة بهذا الدور الرائد، وتواصل رسالتها النبيلة منذ القديم، أصدر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي مرسوماً أميريّاً برقم (20) في 30 أبريل 1981م، يقضي بإنشاء "الدائرة الثقافية"، والتي عرفت فيما بعد باسم "دائرة الثقافة والإعلام"، إلى أن تم تغيير الاسم إلى "دائرة الثقافة" بموجب المرسوم الأميري رقم (13 / 2017م)؛ وذلك تعزيزاً للجهد الثقافي المبذول، وحرصاً على تطوير وتوسيع قاعدة العمل الثقافي الخلّاق، ليصل إلى المواطن والمقيم في كل مكان.
وقد حرصت الدائرة منذ قيامها على تحقيق ذلك عبر أنشطة ثقافية عربية وإسلامية تؤثر وتتأثر بالثقافة الإنسانية في مفهومها الشامل والواسع.. ومنطلقة من شعار صاحب سمو حاكم الشارقة: "كفانا من ثورة الكونكريت ولنتحوّل إلى بناء الإنسان".