إنسانيتنا..

12 يوليو, 2015

 الشخصية الإنسانية تتميز بانطباعات منضبطة في تلقيها وتعاطيها مع الآخر، والمحيط الاجتماعي والانساني، فحسب  (غوفمان  GOFFMAN -1981 ) إن» التنبيه المنضبط«  من المتطلبات الأساسية لشخصيتنا الإنسانية والاجتماعية، بحيث نظهر للآخرين قدرتنا وكفاءتنا على أداء الأنشطة اليومية واللقاءات مع الآخرين، والتفاعل وفق المعطيات المتاحة، بكل مدروس وممنهج.

ولأننا نعيش عالماً مضطرباً يصعب فيه ضبط المحيط، وضبط انطباعات الأفراد وإرادتهم في التعاطي مع المجتمع والآخرين؛ بات لا بد من دراسات معمقة في شأن إدارة الانطباعات الإنسانية، بحيث تدار وفق منهج إنساني؛ يتيح للفرد التعاطي مع الآخر والمحيط والمجتمع والحيوات من حوله بشكل فاعل وفق نهج ومعنى، الأمر الذي يفضي لسوية الأدوار التي من شنها أن تنتج مجتمعات حضارية إنسانية، في تعاملاتها وأدوارها. وبذلك تقل نسبة المشكلات التي هي في الأصل نتاج إرباك وعدم ضبط واضح للتعامل مع الإشارات والعلامات والأدوار.


إدارة الانطباعات تعمل في الأساس وفق منهج ضبط الدور الاجتماعي، وفاعلية الفرد في تطوير أدواره بما يتناسب مع ما هو متاح وما هو ممكن، والأدوار لا تعني الأداء وفق مخطط أو سيناريوهات محددة، وإنما هي التوقعات في بعد أعمق حيث يضع المجتمع توقعات عليا لأدوار أفراده ووفق ما تتيحه المجتمعات من تسهيلات وإمكانات لتحقيق ذلك.
 

ونظرا لحساسية الفرد إزاء نظرة الآخرين له، فهو يستخدم عدة أشكال إدارة الانطباعات ليدفع الآخرين للاستجابة والتجاوب مع ما يقدمه من أفعال وأدوار يومية في الحياة بشكل عام..


غالباً ما نقوم بإدارة انطباعاتنا بشكل عفوي مطلق؛ إلا أن الدراسات الحديثة تؤكد على أهمية أن تُدرس الإدارة في المدارس والجامعات، بحيث تأتي الأدوار في توافق مع التوقعات، بل وللتنبؤ بامكانات دراسة هذه الأدوار قبل وقوعها، لتجنب الانطباعات في بعض الأدوار والتي تؤدى بشكل خاطئ أو غير مدروس، أو يمكن أن يؤدى بشكل أفضل وأكثر إقناعاً، كل ذلك يتشكل من الأفكار التي يغذى بها الفرد منذ التأسيس على منهج واضح العلامات والبنى والمعاني، لتأتي في توافق مع انفعالاته وأدواره بكل منبط وفاعل...
 

نعيش في أطر مفتوحة على جبهات، يصعب تنبؤ الانطباعات والأدوار، خاصة وأن كل فرد يعتبر حالة اجتماعية وشخصية مستقلة تماماً، حتى وإن كان ابن بيئة مغلقة، يتشارك فيها أدق التفاصيل مع أهله وأقرانه، إلا أن البناءات التي تتكل في ظروف مختلفة، وتمربتجارب مختلفة، قد تعكس انطباعات مختلفة يتحتم مع الوقت إدارتها وضبطها