الشارقة تكرّم "4" أدباء مصريين في القاهرة

12 مايو, 2023



القاهرة:



تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة؛ شهدت العاصمة المصرية القاهرة النسخة الثالثة عشرة من ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي الذي احتفى بـ"4" أدباء مصريين، هم: الناقد أحمد شمس الدين الحجاجي، والأديب محمد زكريا عناني، والقاص والروائي جار النبي الحلو، والروائي عبده محمد عبده.



ويأتي الملتقى تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، بتكريم قامات أدبية أسهمت في خدمة الثقافة العربية المعاصرة، ويحلّ للمرة الرابعة في مصر.



أقيم حفل التكريم في المجلس الأعلى للثقافة بحضور سعادة عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، ومعالي الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة المصرية، رئيس المجلس الأعلى للثقافة، وسعادة مريم الكعبي سفيرة دولة الإمارات لدى مصر، والأستاذ محمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، والدكتور هشام عزمي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، وجمع كبير من المثقفين والأكاديميين والأدباء المصريين والعرب، وأهالي المكرمين الأربعة.



أدار فقرات الحفل الشاعر المصري محمد المتيم مشيراً في البداية إلى الرعاية الواسعة التي توليها الشارقة للأدباء العرب بشكل عام، وللأدباء المصريين بشكل خاص، مؤكدا أن الإمارة هي القلب العربي الثقافي النابض بالمحبة والجمال.




"كوكبة جديدة"



وألقى سعادة عبد الله بن العويس كلمة أكد في بدايتها أهمية اللقاءات الأخوية لما تقوم به من تعزيز لأواصر المحبة، وتجديد عناصر التواصل العربي والتعاون المشترك، مشيراً إلى أن دولة الإمارات وجمهورية مصر العربية تجسدان عمق العلاقات التاريخية في ظل قيادة رشيدة تؤمن بأهمية استمرار التواصل العربي في المجالات كافة.



وأضاف العويس: "ها نحن اليوم نمثل نموذجا لهذه المبادئ من خلال ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي، وهو الملتقى الذي انطلق قبل عامين، ويهدف إلى تكريم شخصيات ثقافية عربية أثرت الساحة الثقافية المعاصرة بالإبداع".



وحول وصول الملتقى إلى مصر للمرة الرابعة منذ انطلاقه، قال العويس: "حرص الملتقى أن يتخذ من مصر مبتدأ لانطلاق فعالياته، ومنها إلى كافة الدول العربية، وبعد أن تنقل بين أقطار الوطن العربي، نعود اليوم للمرة الرابعة، لتكريم كوكبة جديدة من أدباء مصر ممن أخلصوا لإبداعهم وأفاضوا بجميل عطائهم ونتاجهم الأدبي المتنوع، حيث تجتمع في القاهرة اليوم كل من:  الأقصر، والإسكندرية، والمحلة الكبرى، وقنا، وهي المدن التي جاء منها المبدعون الأربعة من أجل تكريمهم".



ونقل رئيس دائرة الثقافة تهنئة صاحب السمو حاكم الشارقة إلى المكرمين، تقديرا لجهودهم وعطاءاتهم المخلصة، كما نقل تحيات وتمنيات سموّه لهم بالنجاح والتوفيق، وأعرب عن شكره إلى معالي الدكتورة نيفين الكيلاني وإلى أعضاء فريق العمل على تعاونهم المثمر لتنظيم "هذا الحفل الرفيع".




"جهود مستمرة"



ورحّبت معالي نيفين الكيلاني بالحضور، قائلة: "يسعدني أن أرحب بحضراتكم في مصر في بداية هذه الاحتفالية الثقافية المهمة التي تأتي تحظى برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتؤكد استمرار جهود سموّه في رعاية المثقفين واصحاب الاسهامات والعطاءات الفكرية في الوطن العربي، وتكرس دعائم مشروع الشارقة الثقافي الذي نتابعه في مصر بكل اعزاز وتقدير".



 وأضافت وزيرة الثقافة المصرية: "تأتي احتفاليه اليوم لتؤكد دور المثقفين العرب في الارتقاء بالفعل الثقافي والشأن الإبداعي في الدول العربية، ومما يزيد من سعادتنا ان يكون تكريم ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي اليوم هو الرابع من نوعه للمبدعين المصريين خلال العاملين الماضيين هو ما يؤكد على الدور الريادي الثقافي لمصر ومبدعيها من ناحية كما يؤكد على التقدير الكبير الذي يحمله الملتقى لهم من ناحية أخرى".




"علامة فارقة"



وفي بداية كلمتها، أكدت سعادة مريم الكعبي أهمية التعاون الأخوي وترسيخ عمق العلاقات التاريخية بين دولة الإمارات وجمهورية مصر العربية تحت ظل قيادة رشيدة تدرك أهمية التكامل العربي على جميع الأصعدة، وأضافت أن الملتقى، يحلّ، في دورته الثالثة عشرة، في جمهورية مصر العربية للمرة الرابعة منذ انطلاقته في إبريل عام 2021، وهو ما يمثل مبادرة ثقافية جديدة تضاف إلى سلسلة التعاون المشترك بين دائرة الثقافة بالشارقة ووزارة الثقافة المصرية عبر السنوات الماضية.



وذكرت سفيرة الدولة لدى مصر أن ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي يهدي معاني التقدير إلى كل من أسهم بإخلاص وتفان في إثراء الثقافة العربية بالجديد من الإبداع والعطاء، حيث أنها مبادرة ثقافية جديدة يرعاها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، يؤكد من خلالها أهمية دور المثقف العربي في بناء مجتمعه والمحافظة عليه.



وأشارت إلى أن صاحب السمو حاكم الشارقة قد وعد وأنجز، وأعلى من شأن الأدب والفكر والثقافة في الوطن العربي، و"ها هي مبادرته تؤتي أُكلها، فقد شكلت مبادرة سموّه في ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي علامة فارقة في الحراك الثقافي العربي".




"دلالات عميقة"



وجدد الدكتور هشام عزمي الترحيب بالحضور، قائلاً: " يُشرفني أن أرحب بحضراتكم، وأن نلتقي اليوم في احتفاليةٍ مُتميزة في إطارِ مبادرة مُلتقى الشارقة للتكريم الثقافي، التي تشملها الرعاية الكريمة لصاحب السمو حاكم الشارقة، وتتوفر على إدارتها دائرة الثقافة بالشارقة".



وتحدث الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة عن الملتقى، قائلاً "يستهدف الملتقى تكريم قامات فكرية وثقافية من كافةِ أرجاءِ الوطن العرب، اعترافًا وتقديرًا باسهاماتهِم وابداعاتهِم.  وهي غير أنها تقديرٌ مُستحق لمن يقودون مسيرة الفكر والإبداع والتنوير في أوطانهم، فهي تُعد حافزًا ودافعًا لهؤلاء المثقفين لمزيدٍ من الإنتاج والاستمرار في إمداد الساحة الثقافية العربية بأعمالهم الفكرية الجليلة".



وأبرز أن هذه المبادرة (الملتقى) "تُكرس تقليدًا جديدًا في الاحتفاءِ بالمثقفين وتقديرهم. حيث يتم تكريمهم  في بلدانِهم وبين أهلهِم،  وهو ما يحملُ معانيِ ودلالاتِ عميقة حيث يعني أيضا الاحتفاء بالبلدان والمجتمعات التي ينتمون إليها".




"لفتة نبيلة"



أعرب المكرمون الأربعة عن سعادتهم بالتكريم، مؤكدين أن الملتقى لفتة نبيلة، ليست غريبة عن صاحب السمو حاكم الشارقة حفظه الله، مشيرين إلى أن جهود سموّه في خدمة العلم والعلماء "معروفة للقاصي والداني".



وتحدث الحجاجي في بداية كلمته حول دور دائرة الثقافة في الساحة الثقافية العربية، قائلاً: "أشهد أن دائرة الثقافة أحدثت في العقود الثلاثة الأخيرة طفرة في كل ما يخص تثقيف القارئ والمتلقي العربي؛ وذلك لما تزخر به الشارقة من حركة ثقافية نشطة وفاعلة، وإنتاج فكري وإبداعي جدير بالإشادة والتقدير والاحترام؛ مما وضعها في مكانة ثقافية عربية وعالمية مرموقة؛ وقد سَعُدت أيما سعادة بترشيحي لهذا التكريم؛ وذلك لكون الدائرة والقائمون عليها يعون ويعلمون أقدار المثقفين في العالم العربي؛ مما جعلهم ينظرون إلى مشروعي الإبداعي وإنتاجي النقدي الممتدين على مدى ما يزيد على سبعين عامًا بعين الاعتبار"..



وأضاف: "إن أكثر ما لفت نظري أن يكون التكريم في بلد المُكرم، وهو شيء عظيم، وأمر إنساني في غاية النبل، نظرًا لعدم قدرة بعض المُكرمين على تحمل مشاق السفر. ومن لم يشكر الناس لا يشكر الله؛ لهذا أتقدم بخالص شكري وامتناني لصاحب السمو حاكم الشارقة، وهو الأديب والمبدع المثقف الحقيقي الذي يُعد من الرواد الأوائل والقلائل الذين يعون قدر الثقافة، ومدى قدرتها على التأثير الإيجابي في الشعوب؛ لتوجيهه بتنظيم مثل هذه الفاعلية التي تمنح المُكرم دفعة وطاقة عظيمة".



وأعرب عناني عن سعادته بالتكريم، قائلاً: "يشرفني أن أتواجد في هذا الجمع الكريم لأتسلم تكريم ملتقي الشارقة للتكريم الثقافي، حيث تلقيت ببالغ السعادة نبأ اختياري "الشخصية المكرمة" للملتقي لهذا العام. وبهذه المناسبة، أود أن أعرب عن خالص امتناني وتقديري لهذا الاختيار الكريم من إدارة القائمين على الملتقى".



وتابع: "إن أكثر ما يؤثر في النفس أن يتلقى المرء التقدير والتكريم من خيرة المثقفين وان كانت هذه اللفتة النبيلة بتكريمي في هذا اليوم ليست غريبة عن صاحب السمو حاكم الشارقة حفظه الله، فجهود سموّه في خدمة العلم والعلماء معروفة للقاصي والداني. كما أن إسهامات سموّه في مجالات التعليم والثقافة والأدب والتراث في العديد من الدول إن هي الا تعبير عن عقلية راقية تثمن المعرفة وتدرك أهمية التفاعل الثقافي بين الشعوب".



وقال عبده: "اعبّر عن امتناني لمبادرة صاحب السمو حاكم الشارقة على هذه المبادرة المنصفة لكثير من مبدعي العالم العربي. من هنا أتقدم بخالص الشكر والتقدير لكل من ساهم في وصول هذا التكريم الثقافي المُقدّر والمحترم لمستحقيه من السادة المبدعين منذ الدورة الأولى التي تمّ فيها تكريم المترجم والكاتب الراحل سيد إمام مرورا بالدورات التالية وحتى هذه الدورة التي أشرف أن أكون أحد مبدعيها الذين طالهم التكريم الثقافي. وهذا ليس بمستغرب على حاكم مثقف ومبدع يعرف قيمة الإبداع والمبدعين، فشكرا جزيلا له، وشكرا للسادة الأكارم القائمين على هذا التكريم".



وأبدى جار النبي الحلو سعادته، وقال: "أنا ابن حارات المحلة الكبرى حيث زملاء لعبة كرة القدم وهواة مشاهدة الأفلام فى دور السينما. أنا ابن مجموعة المحلة – شلةِ المحلة كما يطلقون عليها. أنا فرعٌ من هذه الشجرةِ المُثمرةِ التى نبتتْ فى قلب العالم فاحتضنها لصدقِها وفكرِها وتصوراتِها وأحلامِها".



           وتابع: "وأنا بينكم في هذا العُرس الثقافي المُمتد من الشارقة إلى إلى القاهرة لا يتملّكني سوى الفرح بالانحياز الحقيقي للمستقبل وللأدب وللثقافة، لأن الثقافة هي القلعةُ الحصينةُ للوطن".




"شهادات"



في ختام الحفل، سلّم عبد الله بن محمد العويس ومحمد القصير، يرافقهما عزمي والكعبي وكيلاني، شهادات تقديرية للمكرمين الأربعة، تكريماً لجهودهم الإبداعية.




"إصدارات"



صاحب حفل التكريم معرض لعدد من إصدارات دائرة الثقافة في الشارقة، وكان من بينها: مجلة الشارقة الثقافية، ومجلة الرافد، ومجلة القوافي، ومجلة المسرح، وعرّف العويس للكيلاني والكعبي بالإصدارات وما تتضمنها من مواضيع ثقافية لافتة، فيما تمكن الحضور من اقتناء المجلات حيث اطلعوا على عناوين تنوّعت بين المحلي الإماراتي، والعربي، والعالمي.




"المكرمون في سطور"



الناقد أحمد شمس الدين مصطفى الحجاجي، من مواليد الأقصر 1934، حاصل على دكتوراه في النقد والأدب من جامعة القاهرة، وهو استاذ الأدب العربي والنقد الحديث، قسم اللغة العربية، كلية الآداب، في جامعة القاهرة، واستاذ زائر في عدد من الجامعات العربية والدولية.



صدر للحجاجي العديد من المؤلفات، منها: "العرب وفن المسرح" في العام 1975، و"الأسطورة في الأدب العربي" في العام 1983، و"الأسطورة في المسرح المصري المعاصر" (جزءان) في العام 1985، و"المسرحية الشعرية في الأدب العربي" في العام 1995، و"تجليات الأسطورة في الآدب العربي" في العام 2015.



الشاعر والأديب محمد زكريا عناني من مواليد 1936 الاسكندرية، استاذ جامعي - قسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية، أنهى درجة الدكتوراه بامتياز مع مرتبة الشرف من جامعة باريس، فرنسا، 1967، ودكتوراه الدولة في الآداب والعلوم الإنسانية من السوربون، فرنسا، بمرتبة الشرف الأولي 1973.



من مؤلفاته نذكر: "الموشحات الأندلسية"، و"قراءات نقدية في المكتبة العربية"، و"ديوان ابن الصباغ الأندلسي" ( دراسة وتحقيق )، و"دار الطراز لابن سناء الملك" ( دراسة وتحقيق ).



وجار النبي الحلو من مواليد المحلة الكبرى في العام 1947، وهو قاص وروائي،حصل على دبلوم معهد إعداد الفني التجاري، لديه العديد من الكتب والمسلسلات التلفزيونية الموجهة إلى فئة الأطفال حاصلة على عدة جوائز في عدد من المعارض والمهرجانات العربية.



صدر له: طعم القرنفل ( قصص قصيرة )  1986، وطائر فضي ( قصص قصيرة ) 1990، وقمر الشتاء ( رواية ) 2003، وعطر قديم ( رواية ) 2010.



وعبده محمد عبده (عبده جبير) من مواليد 1948 في محافظة قنا، تلقى تعليمه الأولي في الأزهر حيث درس اللغة العربية والتاريخ الإسلامي، ثم أكمل دراسة الأدب الإنجليزي، ليعمل بعدها بالكتابة والعمل الثقافي منذ 1969.



-           صدر له: فارس علي حصان من الخشب ( رواية ) 1978، وتحريك القلب ( رواية )1981، وسبيل الشخص ( رواية ) 1984، ورجل العواطف يمشي على الحافة ( مجموعة قصص ) 2009