"ضمن ملتقى التكريم الثقافي".. الشارقة تحتفي بأربعة أدباء أردنيين في عمّان

02 مارس, 2023



"ضمن ملتقى التكريم الثقافي"



الشارقة تحتفي بأربعة أدباء أردنيين في عمّان




العويس: الملتقى يهدف إلى تقدير جهود القامات الأدبية العربية



نفش: الملتقى مشروع ثقافي نوعي يؤكد مكانته العربية



المكرمون: التكريم التفاتة ثقافية إنسانية ووسام رفيع





عمّان:



تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، شهدت العاصمة الأردنية عمّان النسخة الثانية عشرة من ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي الذي احتفى بأربع قامات أدبية أردنية، هم: الأديبة والناقدة أمينة العدوان، والناقد والمترجم يوسف بكار، والأديب والكاتب علي محمد قطوش، والقاص والروائي محمود الريماوي.



ويأتي الملتقى تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، بتكريم قامات أدبية أسهمت في خدمة الثقافة العربية المعاصرة، ويحلّ للمرة الثالثة في الأردن.



أقيم حفل التكريم في المركز الثقافي الملكي في العاصمة عمّان بحضور سعادة عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، والدكتور ماهر نفش أمين عام وزارة الثقافة الأردنية، والاستاذ محمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة، والاستاذ فهد العتيبي ممثل سفارة دولة الإمارات لدى المملكة الأردنية الهاشمية، وعدد كبير من المثقفين وأهالي المكرمين الأربعة.



أدار فقرات الحفل الشاعر الدكتور راشد عيسى، مؤكداً في بداية حديثه أن الشارقة قلب ثقافي كبير ينبض بالمحبة والجمال، مضيفاً أن دائرة الثقافة في الشارقة أخذت على عاتقها، بتوجيهات من صاحب السمو حاكم الشارقة، أن تعزز المشهد الثقافي العربي بجميع وسائل النماء. موضحاً أن أداء الدائرة يسجل الآن أرفع مستويات العمل الثقافي.



وألقى عبد الله العويس كلمة أكّد خلالها أن ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي يهدف إلى تقدير جهود القامات الأدبية العربية، التي أسهمت في إثراء الساحة الثقافية العربية، في بلدها والوطن العربي بإنتاجها الأدبي الرفيع، مشيراً إلى أن الأردن يفتح ذراعيه مرة أخرى مستقبلا الملتقى بين أحضانه، ليعزز العلاقات الأخوية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية، موضحاً "لنشهد معا تكريم من أخلصوا لإبداعهم، وأفاضوا بجميل عطائهم ونتاجهم الأدبي المتنوع، في حقول الشعر والقصة والرواية والكتابة الأدبية".



وأضاف قائلاً: "ها هو ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي، يحتفي بالأستاذة أمينة العدوان، والأستاذ يوسف بكار، والأستاذ علي محمد قطوش، والأستاذ محمود الريماوي، وإنها لمناسبة سعيدة، عندما تتجدد اللقاءات الثقافية العربية، لتعزز أواصر الأخوة، متخذين من سانحات الثقافة مساحات للتلاقي والتواصل، وهي التي طالما قربت المسافات وجمعت القلوب على المحبة".



وعبّر العويس عن شكره لوزارة الثقافة الأردنية بقوله: "يسعدني في هذا اللقاء، أن أتقدم بجزيل الشكر والتقدير، إلى وزارة الثقافة الأردنية، على تعاونها المخلص لإنجاز هذا الحفل".



ونقل رئيس دائرة الثقافة تهنئة صاحب السمو حاكم الشارقة للمكرمين، قائلاً: "أتشرف في هذا المقام، بأن أنقل تهنئة حضرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إلى المكرمين في هذه الدورة، كما أتشرف بأن أنقل لكم جميعًا تحيات سموه وتمنياته لكم بالنجاح والتوفيق".



"مشروع ثقافي نوعي"



من جانبه، رحّب الدكتور ماهر نفش، باسم وزارة الثقافة في حكومة المملكة الأردنية الهاشمية، بالحضور، قائلاً: "من دواعي سرورنا أن يقام ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي في نسخته الثانية عشرة عربيا، والثالثة في الأردن، فشكراً لكل القائمين على هذا المشروع الثقافي النوعي، الذي يؤكد مكانته العربية، ويعزز التعاون بين الحكومة الأردنية، ودولة الإمارات، ومبادرات صاحب السمو حاكم الشارقة في الشأن الثقافي". وهنأ نفش الأدباء المكرمين، قائلاً: "الذين نالوا بإبداعهم الثقافي الأصيل هذا التكريم الرفيع".



بدوره، أشار العتيبي  إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تزخر بحركة ثقافية نشطة، وإنتاج فكري وإبداعي متنوع، وضعها ذلك في مكانة ثقافية عالمية تحظى بإحترام وتقدير الجميع.



وتابع بقوله: "بالطبع كان لتوجيهات وفكر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة -حفظه الله- الدور الكبير في تعزيز النهضة الثقافية في دولة الإمارات والوطن العربي بوجه عام، وقدّم سموه الدعم والمتابعة للمثقفين والأدباء من خلال المبادرات الجليلة التي ترعى الفكر والإبداع الثقافي، الأمر الذي كان له الأثر البازز بالإرتقاء وتطوير المجتمعات نحو الأفضل، ومن هنا فإن ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي، يأتي ضمن الرؤية الثقافية العربية الثاقبة والرائدة، وسط متابعة ورعاية ناجحة من قبل دائرة الثقافة في الشارقة".



"وسام رفيع"



ألقى الدكتور يوسف بكار كلمة المكرمين، وقال فيها: "فقد اسندت إليّ مهمة إلقاء هذه الكلمة باسم زملائي المكرمين ولست بخيرهم، فكلنا سواء. نشكر وزارة الثقافة الأردنية ورئيس دائرة الثقافة في الشارقة عبد الله العويس، على رعاية ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي الذي يهدف منذ تأسيسه إلى الاحتفاء بالشخصيات العربية وتكريمها ممن أسهموا في خدمة الثقافة العربية، والملتقى التفاتة ثقافية إنسانية حقيقةٌ بالشكر الجزيل والتقدير التام، ووسام رفيع للمكرمين حيث وجدوا".



وتابع حديث بالقول: "سعى صاحب السمو حاكم الشارقة الشاعر المبدع والأديب الألمعي والمثقف المستنير منذ تأسيس دولة الإمارات قبل ما ينوف على أربعة عقود إلى أن يصل حاضر إمارة الشارقة ومستقبلها بماضيها الثقافي والعلمي النيّر، فحولها بجدارة واقتدار نادرين إلى عاصمة ثقافية، وكرّس فيها تقاليد ثقافية فكرية بارزة ذات بنية أساسية مكينة للتنمية الثقافية الشاملة من جامعات ومتاحف ومراكز إعداد ثقافي وفني لمكونات المجتمع كافة".



وأكّد بكار في كلمة المكرمين أن صاحب السمو حاكم الشارقة من الراعين طواعية للثقافة العربية ومبدعيها ومثقفيها في غير مجال، مضيفا أن "مآثر سموّه في هذه البابة كثيرة، ولو لم يكن له سوى تبنيه مشروع المعجم التاريخي للغة العربية، الذي طالما حلمنا به، لكفاه. وسيظل منارة شامخة باسمه".



وأضاف بكار، قائلاً: "حسبي هذا، فالكلام يطول على إنجازات وإبداعات ومآثر سموّه، فما تكريمنا اليوم بتوجيه من سموه، إلّا من مآثره العملية والثقافية الكبيرة التي يستحق عليها جزيل الشكر والتقدير والعرفان، والله نسأل أنه يهبه مزيدا من الصحة والعافية والنعماء، ويمد في عمره لفيض من العطاء وتقدير الإبداع والمبدعين، ويجزيه الخير كله، فالله يحب أن يرى أثر نعمته على عباده".



"المكرمون في سطور"



أمينة العدوان ، من مواليد 1935، شاعرة وأديبة من جيل الرواد ومؤسسي رابطة الكتّاب الأردنيين، عملت في وزارة الثقافة والإعلام الأردنية. شاركت في الحركة النسائية الأردنية، ولها العديد من الأعمال الشعرية والأدبية التي ترجم عدد منها إلى الإنجليزية، ومنها "وطن بلا أسوار"، و"أصوات ثائرة"، و"وجوه عربية". ومن كتبها الفلسفية والنقدية دراسات في الأدب الأردني ومقالات حول الرواية العربية المعاصرة.



ويوسف بكار من مواليد الأغوار الشمالية الأردنية في العام 1942، وهو كاتب واستاذ جامعة له أكثر من 50 مؤلفا معظمها في النقد الأدبي، ومنها نذكر: الترجمات العربية لرباعية الخيام: دراسة نقدية، وأوراق نقدية جديدة عن طه حسين، وفدوى طوقان: دراسة ونصوص ومختارات.



يحمل بكار درجة الدكتوراة في النقد الأدبي من جامعة القاهرة في العام 1972، يتقن اللغة الفارسية والإنجليزية، وهو عضو رابطة الكتّاب الأردنيين.



القاص والروائي محمود الريماوي من مواليد بيت ريما في فلسطين في العام 1948، صدر له 18 مؤلفا، منها 13 مجموعة قصصية، ومنها: القطار "قصص قصيرة"، ورجوع الطائر "قصص قصيرة"، ومن يؤنس السيدة "رواية"، وحلم حقيقي "رواية.



وعلي محمد قطوش البتيري كاتب وأديب من مواليد 1945، تولى إدارة التحرير في مجلة "وسام" للأطفال، كما عمل مستشارا للتحرير في صحيفة "زها" التي يصدرها مركز زها الثقافي/ أمانة عمّان الكبرى، وهو عضو في رابطة الكتّاب الأردنيين، كما كان عضوا في الهيئة الإدارية لاتحاد الكتّاب والأدباء الأردنيين لدورتين.



"عرض تسجيلي"



تابع الحضور لمحات من مسيرة كل أديب مكرّم خلال عرض تسجيلي مصوّر، كما تناولت المشاهد مكارم صاحب السمو حاكم الشارقة التي "تُحيي أنفاس الثقافة العربية في وطننا العربي الكبير، من خلال مبادرات سموّه التي لم تترك مفردة في كل حقول الآداب والفنون والفكر إلّا ولبّى فيها سموّه نداءات أبناء العروبة".



"الشهادات التقديرية"



في ختام الحفل سلّم عبد الله العويس ومحمد القصير يرافقهما ماهر نفش إلى المكرمين الأربعة شهادات تقديرية لجهودهم الأدبية والفكرية في الساحة الثقافية العربية.



"إصدارات الدائرة"



صاحب حفل التكريم معرض شمل عدد من إصدارات دائرة الثقافة في الشارقة، وكان من بينها: مجلة الشارقة الثقافية، ومجلة الرافد، ومجلة القوافي، ومجلة المسرح، وحظي الحضور في اقتناء المجلات حيث اطلعوا على عناوين ثقافية تنوّعت بين المحلي الإماراتي، والعربي، والعالمي.