تحت رعاية حاكم الشارقة.. نواكشوط تحتفي بمهرجان الشعر العربي الثامن

14 فبراير, 2023


نواكشوط:



تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجس الأعلى حاكم الشارقة، احتفت العاصمة الموريتانية نواكشوط بانطلاق النسخة الثامنة من مهرجان الشعر العربي الذي ينظمه بيت الشعر في نواكشوط، ويستمر على مدى 3 أيام بمشاركة واسعة لشعراء ومثقفين وأدباء موريتانيين وعرب.



أقيم حفل الافتتاح في قصر المؤتمرات في نواكشوط، بحضور سعادة عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، ود. الشيخ سيدي عبد الله المكلف بمهمة لدى وزارة الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان، والاستاذ محمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، ومحمد ولد سيدي عبد الله الأمين العام للجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، ود. عبد الله السيد مدير بيت شعر نواكشوط، وجمع كبير من المهتمين ومحبي الكلمة.



أدار فقرات الافتتاح محمد إدوم المنسق الثقافي لبيت الشعر، وأشار في البداية إلى انعكاس دور بيت الشعر في نواكشوط على الثقافة الموريتانية، وما حققه طيلة السنوات الماضية من نجاح لافت في الساحة المحلية والعربية والإفريقية.



وشاهد الحضور فيلماً تسجيلياً عن نشاطات بيت الشعر خلال العام 2022، وضمت المشاهد الحصاد السنوي للبيت، وذلك على صعيد الأمسيات الشعرية، والندوات النقدية والبحثية، والجلسات الحوارية، إضافة إلى الإصدارات التي قام البيت بطباعتها.




"موئل الثقافة"



بعد ذلك، ألقى عبد الله بن محمد العويس كلمة أعرب خلالها عن سروره بوصول مهرجان نواكشوط للشعر العربي إلى دورته الثامنة، قائلاً: "تغمرنا السعادة ونحن نصل إلى الدورة الثامنة من "مهرجان نواكشوط للشعر العربي".. ثمان دورات من الاحتفاء والاحتفال بالشعر وبالكلمة المؤثرة وبالخيال والمجاز.. ثمان دورات من احتضان الشعراء المبدعين، وتمهيد المنصات لهم لينثروا الجمال في الأجواء، ويعطّروا به قلوب جمهور عريق في حبه للشعر، يستلهم من صحرائه إبداعه".



وأشار العويس إلى أن المهرجان  لقاء أدبي أخوي يعزز العلاقات الوطيدة بين دولة الإمارات العربية المتحدة، والجمهورية الإسلامية الموريتانية، قائلاً: "فقد أراد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بإطلاقه لمشروع بيوت الشعر، أن يستعيد الشعر العربي حضوره البهي، وألقه السني في كل أرجاء الوطن العربي، فوجه بإنشاء بيوت الشعر العربي في الدول العربية.. وكان لا بد لقافلة تلك البيوت أن تحط سريعا في موريتانيا.. شنقيط الشعر والشعراء، وموئل الثقافة والكلمة العربية الأصيلة. وهكذا تأسس بيت الشعر في موريتانيا في سبتمبر 2015، ليكون حاضنة رحبة للشعر والشعراء".



وتابع حديثه حول بيت الشعر، بالقول: "لقد انطلقت مسيرة بيت الشعر في نواكشوط عبر عمل دؤوب، ونشاط لا يتوقف، من الأمسيات والندوات والملتقيات والمهرجانات.. فكان فعلا ذلك الفضاء الذي ينتشر منه أريج الشعر الجميل وعبق الخيال المبدع.. وكثيرون هم الشعراء الذين وقفوا على تلك المنصة، وشاركوا في تلك الأنشطة بحفاوة وفخر، وكثيرون آخرون نشرت لهم دائرة الثقافة في الشارقة دواوين عبر تلك المنصة.. ولم يقتصر نشاط بيت الشعر على شعراء موريتانيا، بل وصل إلى الشعراء الأفارقة من دول الجوار، الذين يكتبون الشعر باللغة العربية الفصحى، فقد فتح لهم بيت الشعر ذراعيه، ودعاهم إلى منصاته، تشجيعا لهم، ولكي يظل إشعاع العربية وشعرها ساطعا في تلك البلدان".



وأضاف العويس، قائلاً: "لقد كان الزخم كبيرا، وكان الجمهور الموريتاني الشاعر بطبعه، حاضرا في صلب كل ذلك، يستمع ويحتفي ويشجع.. وفي ذلك الزخم تتلاقى مدارس الشعر الموريتاني، قديمها وجديدها، وتتطور أدوات الشعراء، وينشأ شعراء شباب جدد، وتتحرك أقلام النقاد فاحصة وموجهة.. وبكلمة واحدة: يتطور الشعر".



وعبّر العويس عن شكره وتقديره إلى وزارة الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان، على التعاون المثمر من أجل إنجاح مهرجانات وأنشطة بيت الشعر في نواكشوط، متقدما إليها بالتهنئة الخالصة بمناسبة اختيار نواكشوط عاصمة للثقافة في العالم الاسلامي لعام 2023.



ونقل رئيس دائرة الثقافة تحيات صاحب السمو حاكم الشارقة، قائلاً: "أتشرف في هذا المقام، بأن أنقل إليكم تحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتمنياته لكم بالنجاح والتوفيق".




"أمل اللغة العربية"



أبدى د. الشيخ سيدي عبد الله المكلف بمهمة لدى وزارة الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان سعادته بتنظيم الدورة الثامنة من مهرجان نواكشوط للشعر العربي، وقال: "ها هو بيت الشعر يدير الدفة، ويضعها حيث يسهل من جديد.. وشكرا لدائرة الثقافة في الشارقة، ولدولة الإمارات، ولصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أمل اللغة العربية إبداعاً ورعاية".



وتابع الحديث بالقول: "إن بيت الشعر أحد وجوه التعاون المشرقة، وهي وجوه ضاربة في عمق التاريخ، ولهذا تعمل وزارة الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان على تنفيذ جميع الرؤى، وقد تجسد ذلك في حضور الاتحادين الشعريين الوطنيين (الفصيح والشعبي) في جميع الفعاليات الثقافية".




"منارات بيوت الشعر"



وفي بداية كلمته، قال عبد الله السيد: "مثلما نجتمع اليوم، ولأول مرة في هذه البلاد، تحت شعار "نواكشوط: عاصمةُ الثقافة في العالم الإسلامي"، فإننا نستضيء بإحدى مكارم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تلك المكرمة المتمثلة في مشروع " بيوت الشعر في الوطن العربي" الذي أعاد لديوان العرب حيويته في الحياة الثقافية والاجتماعية، ولروح العربية ألق نجمها البارق".



وأضاف السيد، قائلاً: "لقد تنفست مدن عربية عديدة هواء الشعر بموجب هذه المكرمة، وكانت نواكشوط ـ التي تجمعنا اليوم ـ واحدة منها؛ إذ امتد إليها بريق هذه المكرمة، فكان بيت الشعرـ نواكشوط منذ تأسيسه مثابةَ الشعراء والمبدعين، وأفقَ الطامحين إلى تحليق رسالاتهم الشعرية في أرجاء المعمورة، وإيصال رؤاهم الفنية والإبداعية؛ وبذلك أضحى منبرَ حوار مختلف الأصوات الشعرية عمريا وفنيا واجتماعيا، مشكلا بذلك لوحة ساحرة لعمق روح الإنسانية التي هي مسعى من مساعي الفن عموما والشعر خصوصا، والتي نحتاجها الآن أكثر من أي وقت مضى".



وتابع بقوله: "كعادةِ هذه الأرض التي ترسخ في ذاكرتِها شغف الفصحى، وانطبع في وجدانِها حب المعرفةِ، وظلت رحبة الآفاق العلمية رحابةَ صحرائها، وثرية الشواهد والآثار ثراء شواطئها، ها هي نواكشوط اليوم تحتفي بالثقافة والفكر والشعر فيجتمع فيها شعراء العربية من مختلف مدن موريتانيا بإخوتهم من السنغال ومالي وغامبيا وغينيا بفضل مبادرة بيوت الشعر".



وقال إن الدورة الثامنة من مهرجانكم هذا تأتي في سياق الرسالة الكبرى لبيوت الشعر المتمثلة في النهوض بهذا الفن، وإعادة الاعتبار إليه من خلال تشجيع الشعراء ماديا ومعنويا، وفتح جسور التواصل بينهم، وإعطاء الثقافة والفكر والفن واللغة المكانة التي يسمو بها الإنسان إلى عوالم الفضيلة.



وأشار مدير بيت الشعر إلى أن المهرجان ما كان لينتظم في الزمان والمكان، وينفتح على آفاق أرحب لولا التوجيهات النيرة، والدعم المادي والمعنوي الذي يتلقوه من دائرة الثقافة بحكومة الشارقة التي تحرص على مواكبة جهودنا في تحضير هذا المهرجان في دوراته المختلفة، مضيفا: "فضلا عن متابعة أعمالنا وبرامجنا الشهرية والفصلية تخطيطا وتمويلا وتوجيها فلهم منا جزيل الشكر وعظيم الامتنان، والله نرجو أن تكون الخطوات الكثيرة التي خطوها إلينا لتأسيس بيت الشعر، وحضور مهرجاناته، وتكريم مبدعي هذه الأرض في ميزان حسناتهم".




"جهود الشارقة"



وأشاد الأمين العام للجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، محمد ولد سيدي عبد الله، بجهود بيت الشعر، قائلاً: "بيت الشعر الذي يعد بشهادة كل المهتمين بالشعر والثقافة أحد أهم المؤسسات والهيئات الوطنية في هذا المجال".



وأضاف، قائلاً: "هذا البيت يعد بالإجماع وجهة الشعراء من مختلف الأجيال، ومزارا يقصده عشاق الشعر والأدب لذا يستحق منا كل تقدير واحترام، كما أشيد باستمرارية هذا المهرجان سنويا، وهو دليل على جدّية واهتمام الشارقة القائمة عليه، ولا شك أن الثقافة والأدب وما تعنيانه لصاحب السمو حاكم الشارقة سينعكس على أنشطة بيت الشعر، الرافد الأساسي والمهم للبرنامج الثقافي الموريتاني".




"تكريم"



في ختام الحفل، كرم عبد الله العويس ومحمد القصير يرافقهما ود. الشيخ سيدي عبد الله، وعبد الله السيد، ثلاثة شعراء ضمن تكريمات مهرجان نواكشوط للشعر العربي، تتويجاً لمسيرتهم الشعرية والإبداعية، وجاءت الأسماء على النحو التالي: الدكتور عبد الله ولد عمر، والشاعر جاكيتى الشيخ سك، والدكتور خالد عبد الودود.




"لقاءات تعريفية"



تواصلت فعاليات اليوم الأول في بيت شعر نواكشوط، حيث التقى الشعراء المشاركون في جلسة تعريفية، تمكّن خلالها الحضور التعرّف على مختلف الأسماء المشاركة في الدورة الحالية من المهرجان، خاصة وأن منهم يمثلون دول عربية وإفريقية عدة.



وتخلل الجلسة سلسلة قراءات شعرية ألقاها عدد من الشعراء في جو عطّره الإبداع، وزيّنه صداقات الشعر الجديدة.




"معرض كتاب"



صاحب حفل الافتتاح معرض كتاب يضم إصدارات دائرة الثقافة، ومنها المجلات: الرافد، والشارقة الثقافية، والقوافي، والمسرح، والحيرة من الشارقة، والشرقية والوسطى، وتمكن الجمهور من اقتناء مجموعة من المجلات التي تضم مضامين ثقافية متنوعة، في حين أدّت فرق فلكلورية وصلات موسيقية تعكس التراث الغنائي الموريتاني.