تكريم الفائزين في جائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي (13)

21 ديسمبر, 2022



أعلن الاستاذ محمد إبراهيم القصير، مدير إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة في الشارقة، الأمين العام لجائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي أسماء الفائزين بالدورة الثالثة عشرة التي جاءت  تحت عنوان"التشبيهُ والتجريدُ في الصورة: التشكيلُ العربي نموذجاً"، وفاز بها 3 نقاد عرب.



جاء ذلك، خلال حفل تكريم أقيم في الدائرة بحضور سعادة عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة، والفائزين، ولجنة تحكيم الجائزة، وعدد كبير من المهتمين بالمجال النقدي التشكيلي، ووسائل إعلام محلية وعربية.



وقال مدير إدارة الشؤون الثقافية إن الجائزة أضافت إلى المكتبةِ النقديةِ العربيةِ ثلاثة عناوين متخصصة، وبوعيٍ نقديٍّ عميقٍ، لثلاثةِ مبدعين، هم: الفائزُ بالمرتبةِ الأولى الدكتور مصطفى النحال من المملكةِ المغربيةِ عن بحثِه "التّصْويرُ التشكيليُّ الحديث: في تأويلِ العلاقةِ بين التجريدِ والتشخيص"، فيما حلّت الباحثةُ رشا ملحم من لبنان فائزةً في بالمرتبةِ الثانيةِ عن بحثها "ذاكرةُ الفن التشكيلي في العالمِ العربي وازدواجيةُ الخطاب، أمّا الفائزُ بالمرتبةِ الثالثةِ فهو الباحثُ جواد الزيدي من العراق عن بحثِه "التراسلُ بين الملموسِ والمجرّد - النصُّ البصريُّ نموذجاً



وأشار القصير إلى أن الجائزة حظيت منذ انطلاقِها في العام 2008 باهتمامٍ كبيرٍ من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضوِ المجلسِ الأعلى حاكمِ الشارقة، وأسّست لمرحلةٍ نقديةٍ هي الأولى من نوعِها عربياً في الفنّ التشكيلي، وشكّلتْ، على مدى أكثرَ من اثنتي عشْرةَ دورةً متتاليةً، مكانةً مهمةً في تعزيزِ المفهومِ البصريِ من جهة، ودعمِ النقّادِ العربِ من جهةٍ أخرى.



وأضاف، قائلاً: "لجائزةِ الشارقة للبحثِ النقدي التشكيلي أهدافُها ورؤيتُها، فهي تذهبُ إلى دعم التجاربِ البحثيةِ المتّصلةِ بالفنونِ الجماليةِ البصرية، والجائزةُ في هذه الحالةِ إنّما هي جسرٌ يمدُّ القرّاءَ بسلسلةٍ من المعارفِ المتّصلةِ بالتشكيل وتاريخِه، فهي الجائزةُ الوحيدةُ التي تناقشُ موضوعاتٍ فنّيةً حيويةً من خلال عناوينِها المتنوعة، وتتوّجُ الجائزةُ ذلك كلَّه بتوثيق بحوثِ الفائزينَ، عبر طباعتِها ضمن إصدارات دائرة الثقافة في الشارقة لإثراءِ المكتبةِ العربيّةِ بكتبٍ نقديّةٍ تشكيليّةٍ تخصُّصيّةٍ"..



وأبرز القصير دور الجائزةُ في الساحة الفنية العربيةِمنذُ تأسيسها حيث قدّمت أكثرَ من 43 ناقداً وناقدةً بعد مشاركاتٍ واسعة، مشيراً إلى أن هذه الدورةِ استقبلت أكثرَ من 20 عشرين بحثاً من عدّة دولٍ، منها: الإمارات، ومصر، والعراق، وتونس، والمغرب، ولبنان، والأردن، وسوريا، وغيرُها من الدول، مؤكداً أنه مشهد يؤشّر إلى خصوصية هذه الجائزة المتفردة في طرحِها الفنيِّ والإبداعيِّ على مستوى الوطنِ العربي.



وأشار إلى الجهودِ الحثيثةِ التي قامتْ بها لجنةُ تحكيمِ الدورةِ الحاليةِ، والمكوّنةُ من: الدكتور محمد بن حموده من تونس، والدكتورة آمنة النصيري من اليمن، والدكتور نصيف جاسم محمد من العراق.



وألقى د. مصطفى النحال كلمة الفائزين، مؤكداً فيها أن النجاحات العالمية البارزة التي حققتها إمارة الشارقة في ميادين العلم والثقافة ما هي إلّا ثمرة ونتيجة طبيعية وحتمية للجهود الرائدة التي يبذلها صاحب السمو حاكم الشارقة في مشروع سموّه الثقافي الذي أطلقه منذ توليه تدبير شؤون الإمارة ورعايتها.



وأعرب النحال عن شكره وامتنانه  للرعاية الوافرة التي يحظى بها البحث النقدي في مجالات الفنون التشكيلية من قبل إمارة الشارقة، وعلى تعزيز دور هذا البحث باعتباره مكوّناً لإبداعياً أساسياً في تطوير الوعي بالفنون وبخطابها النقدي الواصف.



من جانبه، ألقى د. محمد بن حموده كلمة لجنة التحكيم، وذكر أن جائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي تمثل حالة متميزة من حالات التواصل بين الخليج والشرق من ناحية وبين المغرب العربي من ناحية أخرى.



وقال إن النصوص التي تم ترشيحها للفوز تتميز بأصالة مقارباتها، وذكر في هذا الصدد، أن النص الذي يحمل عنوان "التّصْوير التشكيليّ الحديث: في تأويلِ العلاقة بين التجريد والتشخيص" للنحال، قد انفرد بالتمييز بين التجريد الصوري وبين التجريد الحدسي. ومنذ المنطلق أشار النص إلى تضايف دافعان تشكيليّان أصليّان: دافعٌ عُضْوِيّ-مُحاكاتِيّ وَدافعٌ هَنْدَسِيّ- تجْريديّ".



وتطرق بن حموده في حديثه عن البحث الذي يحمل عنوان "ذاكرة الفن التشكيلي في العالم العربي وإزدواجية الخطاب" لملحم، مشيراً إلى أنه انتبه إلى دور الجماعات الفنية في تقليص التجريد العالمي ضمن السياق العربي وملاءمته مع الخصوصيات الثقافية للأخير.



أما النص الذي يحمل "التراسلُ بين الملموسِ والمجرّد - النصُّ البصريُّ نموذجاً" للزيدي، فقال بن حموده أنه انتبه إلى دور التجريد في تحرير الابداع من محدودية الأجناس الفنية ولفت النظر إلى مقامات جديدة تتسم بالانفتاح وعدم التوقع المسبق. قائلاً إنه "ورد في المقدمة أن التجريد "أخذ مساراً واضحاً في تصيّر الخطاب البصري المعاصر من خلال تعالق الأجناس وتداخلها، حتى ألغيت الجنوسة ، ولم يعد النوع الفني يحمل خصائصه القديمة. وبفقدان تلك الخصائص اكتسب الفن سماتٍ وملامحٍ جديدة تشتبك وتتعالق مع مفهومات أخرى جاءت بها المعاصرة".



وفي ختام الحفل، سلّم سعادة عبد الله العويس والاستاذ محمد القصير الفائزين ولجنة التحكيم شهادات تقديرية ودروع تذكارية، تثميناً لجهودهم الفكرية وعطاءاتهم الإبداعية.