إطلالة على جزيرة جربة في العدد (74) .. "الشارقة الثقافية" تحتفي برموز الفكر والأدب العربي

01 ديسمبر, 2022


صدر أخيراً العدد (74) لشهر ديسمبر (2022م) من مجلة (الشارقة الثقافية)، التي تصدر عن دائرة الثقافة بالشارقة، وقد أكدت الافتتاحية التي جاءت تحت عنوان (معرض الشارقة للكتاب.. منارة ثقافية)، أنّ المعرض يواصل تحقيق رسالته، بجعل الشارقة قبلة للكتاب ومحطة عالمية للثقافة، كما يواصل قول كلمته للعالم، بأنّ الثقافة العربية منارة لا تنطفئ، وهي مستمرّة بإثراء الحضارة والمعرفة الإنسانية، وأنّنا أمّة اقرأ، وأمة علم ومعرفة، على الرغم من كلّ الظروف القاسية التي تأثرت بها الثقافة، وتراجع فيها الكتاب، فإنّ هذا المعرض وغيره من المعارض العربية، وقفت سداً منيعاً في عدم انهيار الكتاب، ودفعه إلى الأمام، من خلال بذل الجهود الكبيرة واللامحدودة في دعم الثقافة وتعزيز القراءة، ودعم الكتّاب والعلماء والمؤلّفين، ولذلك نرى كلّ هذا الزخم الذي حققه معرض الشارقة خلال أربعة عقود، وتصدّره معارض الكتب العالمية.



أمّا مدير التحرير نواف يونس؛ فتطرق إلى (الأسطورة.. والإبداع الإنساني)، مشيراً إلى أنّ أجدادنا الأولين حاولوا البحث عن إجابات لأسئلتهم الحائرة ومظاهر حياتهم المقلقة، فأوجدوا بعض التفسيرات لمشاكلهم، من خلال التعرف إلى الخير والشر، والقبح والجمال، والحق والباطل، وغيرها من المفاهيم، لتسهيل منظومة حياتهم التي يعيشونها.



وبيّن أنهم، برغم الأدوات والإمكانات المتاحة، المحدودة والمتواضعة، فقد ترجموا حيرتهم وخوفهم من خلال رسوماتهم وحكاياتهم، والتي تحولت من مجرد أوهام وخرافات، إلى قصص وأحداث وشخصيات، استلهموها من مخاوفهم وأسئلتهم الفضية وأحلامهم وطموحاتهم، التي تواصلت عبر الأجيال، لتتحول إلى نصوص إبداعية مشرقة.



وفي تفاصيل محتويات العدد؛ كتب يقظان مصطفى عن أفضل علماء الرياضيات والفلك في الأندلس؛ مسلمة المجريطي، الذي كان موسوعة زمانه في كل فروع العلم، وتناول هاني القط الفنانة الإيطالية أنتونيلا ليوني، التي تكتب الخط العربي بروحها، أما عمر إبراهيم محمد فسلط الضوء على مدينة صيدا اللبنانية، التي تعدّ حاضرة الثقافة منذ القدم، واستكشف محمد وحيد فريد بعض الجوانب من جزيرة جربة التونسية، التي تزاوج بين الأصالة والعصرنة.



وفي باب (أدب وأدباء)؛ تتوقف هبة محمد عند أحد رموز الفكر والأدب العربي، هو محمود المسعدي الذي يعد رائد التحديث في الثقافة التونسية، ويتناول عزت عمر رواية (الحرافيش)، وتعاقب الأجيال، حيث ولادة البطل الاستثنائي، ويستذكر أحمد فرحات لقاء ثقافياً تاريخياً جمع أندريه جيد وأمين نخلة، فيما تكتب مروى بن مسعود عن الكاتبة آني إرنو، التي تعد أول فرنسية تنال (نوبل) للآداب، وتستعرض غنوة عباس اهتمامات المفكر عمر فاخوري، الذي أولى قيم التراث وأصول الأدب عناية كبرى، ويتناول رمضان رسلان المستشرق الفرنسي غوستاف لوبون، الذي أنصف الحضارة العربية، ويكتب د. محمد صابر عرب عن الأديب طه حسين صاحب أول مشروع فكري ثقافي أدبي، ويقدم ضياء حامد إضاءة على المجلات العربية التي أثرت المشهد الثقافي ووثقت فترة الإحياء والنهضة، بينما يبحث د. محمد رمصيص عن حدود الأجناس الأدبية بين الأصالة والهجانة، ويقدم د. عمر عبدالعزيز قراءة في رواية (الهروب إلى النهار)، للزميل عبدالعليم حريص، الذي يواصل تجربة الإبحار في سحر الريف المصري، وتتناول سعاد سعيد نوح رواية (أيام الشمس المشرقة)، التي تسرد إشكالية الهوية وأحلام المهاجر، ويكتب عبدالسلام كامل عن الشاعر السوداني محمود أبوبكر، الذي تتعدد في شعره أسماء المحبوب، وتطل د. بهيجة إدلبي على عالم سعيد الغانمي، الذي يحفر في اللغة والكلمة والمعنى، ويقرأ أنور الدشناوي سيرة الشاعر شوقي بزيع، الذي يتمتع بأصالة شعرية وموهبة مبكرة، ويتقصّى د. عبدالسلام المغناوي عالم البحر في الأدب العربي، ويكتب مفيد خنسة عن الشاعرة هندة محمد التي تنوّع في شكل القصيدة، أما د. مها بنسعيد، فترصد التفاعل بين الشعر الإسباني والأمريكي، من خلال دور خوان رامون خيمينيث أبرز شعراء العصر الحديث، ويحاور خضير الزيدي رئيس اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين علي حسن الفواز، الذي أكد أن تجديد الخطاب الثقافي يكمن في الرهان على الوعي، ويجري أحمد اللاوندي مقابلة مع القاص شريف صالح، الذي رأى أن أي إبداع مكتوب يحتاج إلى وعي وإتقان لحيل السرد والدراما، ويحاور عمر أبو الهيجاء الروائي حسين العموش، الذي أكد أن كتاباته تطرح الأسئلة حول قضايا إنسانية، ويلتقي موسى أبو رياش القاصة شريفة التوبي، التي تعد صوتاً إبداعياً عمانياً أثبت حضوره الأدبي.



وفي باب (فن. وتر. ريشة)؛ نقرأ الموضوعات الآتية: غازي إنعيم.. وظف السيرة البصرية بتنويعاتها الجمالية– بقلم محمد العامري، زينب منصور تدمج ما بين الخطين العربي والصيني– حوار محمد بابا حامد، وحيد مغاربة.. خصوصية وتفرد ولوحات قادرة على البوح – بقلم محمد شويحنة، جواد الأسدي.. جعل من فن المسرح معيناً معرفياً وجمالياً– بقلم عدنان محمد حسين، مهرجان المسرح الصحراوي.. مسيرة من الـتألق والتفاعل الجماهيري– بقلم عبدالعليم حريص، كارلوس كانو.. وازدهار الموسيقا الأندلسية – بقلم خوسيه ميغيل بويرتا، الموسيقا.. من مستلزمات العرض المسرحي– بقلم سناء الجمل، فيلم (فرحة) واغتيال أحلام الطفولة– بقلم أسامة عسل، (أوتويا 22 يوليو).. صرخة تحذيرية من المستقبل الغامض– بقلم محمود الغيطاني، (أطفال الرجال) فيلم مستقبلي عن كوكبنا الأزرق– بقلم عدنان كزارة.



من جهة ثانية؛ تضمّن العدد مجموعة من المقالات الثابتة، وهي: علم الجغرافيا والحضارة الإسلامية– بقلم راشد سعيد مبارك، تاسيلي.. أكثر بقاع العالم غموضاً– بقلم ذكاء ماردلي، محمد سعيد جرادة– بقلم رعد أمان، الواقع والخيال في بوتقة السرد– بقلم د. ضياء الجنابي، سميرة موسى.. عالمة الذرة العربية – بقلم سوسن محمد كامل، شعبان خليفة.. أحد رواد علم المكتبات– مصطفى عبدالله، (المكان) الرواية الأكثر اقتراباً من سيرة آني إرنو– بقلم نجوى بركات، محمد حاج حسين.. رائد أدبي نتاجاته لاتزال حية– بقلم غسان كامل ونوس، بومدين بلكبير وعالمه الاستثنائي– بقلم محمد حسين طلبي، رولان بارت والبعد الثالث للقراءة– بقلم أشرف الملاح، تطور المفاهيم الجمالية– بقلم د. مازن أكثم سليمان، كيمياء القصيدة.. الفرق بين الصنعة والطبع والنظم والإبداع– بقلم الأمير كمال فرج، كيف تكتب المرأة المبدعة العالم– بقلم د. حاتم الفطناسي، الأدب الرقمي للأطفال– بقلم د. حاتم عبدالهادي السيد، الشاعر عمادالدين موسى يبحث عن ملاذ آمن للذات– بقلم د. هويدا صالح، الحنين إلى الوطن في الشعر العربي القديم– بقلم د. سعيد بكور، الغزل مقلوباً– بقلم د. عبدالواحد لؤلؤة، فيكتور هوجو شاعر الحرية وأديب البؤساء– بقلم حاتم السروي، الخيل.. في الشعر العربي– بقلم ناصر فولي، تحولات التشكيل والأثر المنقوص– بقلم نجوى المغربي، المخرج والمؤلف.. شراكة مسرحية واعية– بقلم أحمد الماجد، حسن الطريبق.. أحد رواد الشعر المسرحي– بقلم زمزم السيد، سنية صالح.. ياسمينة انتظرت تحت المصباح– بقلم سلوى عباس. 



وفي باب (تحت دائرة الضوء) قراءات وإصدارات: التماسك النصي في الشعر الإماراتي الحديث– بقلم أبرار الآغا، البعد النفسي في الشعر الفصيح والعامي– بقلم نجلاء مأمون، في أصول السير والملاحم الشعبية العربية– بقلم ناديا عمر، خلف الباب يسكن الفرح.. تسكن الحياة– بقلم انتصار عباس، (الجدة نونا) والحكي على ألسنة الطيور والحيوانات– بقلم مصطفى غنايم، (الاتجاه الوجداني) في الشعر العربي بمنطقة الخليج– بقلم د. سعيد عبيدي، سعيد بنكراد.. سيرة ذاتية تبحث عن المعنى في أقاصي الذاكرة– بقلم د. يوسف رحايمي.



وأفرد العدد مساحة للقصص القصيرة والترجمات، لكوكبة من الأدباء والمبدعين العرب، وهي: نصر الدين شردال (المخالفة) قصة، (المخالفة) اقتصاد في اللغة وعفوية في السرد / نقد بقلم د. عاطف البطرس، ريم خيري شلبي (غرفة الضيوف) قصة قصيرة، سمير المنزلاوي (وجه صغير في نافذة) قصة قصيرة، أحمد الخميسي (غداً الإثنين) قصة قصيرة، إضافة إلى (أدبيات) فواز الشعار، وتضمنت جماليات اللغة وفقه اللغة.