مهرجان الأقصر للشعر العربي يختتم فعاليات الدورة السابعة

20 نوفمبر, 2022


 



القصيدة العربية والآثار التاريخية.. تكوين وجداني ومكاني



مهرجان الأقصر للشعر العربي يختتم فعاليات الدورة السابعة




اختتم مهرجان الأقصر للشعر العربي فعاليات الدورة السابعة التي أقيمت تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ونظمتها دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية على مدى 4 أيام بمشاركة فاعلة ومميزة من شعراء ومثقفين وفنانين وأدباء مصريين.



أقيم حفل الختام في مكتبة مصر العامة في الأقصر (المسرح المكشوف على طريق "الكباش")، بحضور سعادة عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، ورئيس جامعة أسوان د. أيمن عثمان، ومدير مكتبة مصر العامة في الأقصر د. محمد حسّان، وعدد من كبير من الشعراء والمثقفين والمهتمين بالشعر.



وعبّر المشاركون في المهرجان عن امتنانهم إلى صاحب السمو حاكم الشارقة "الحاضر دائماً في الوجدان المصري"، مؤكدين في الوقت نفسه دور سموّه الكبير في دعم الحركة الثقافية المصرية والعربية، مشيرين إلى ما مثّلته مبادرة بيوت الشعر في الوطن العربي منذ تأسيسها حتى اليوم، من ألق ووهج إبداعي للشعر والشعراء معاً.



وشرّع المهرجان، خلال أيامه الأربعة المميزة، أبوابه للمبدعين القادمين من مختلف محافظات مصر، كالمنصورة، والفيوم، وأسوان، والدقهلية، ومرسى مطروح، والقاهرة، وغيرها من المحافظات، لتصبح الأقصر عاصمة الشعر العربي المصري خلال فترة المهرجان التي كانت كافية لتشهد تراكماً شعرياً لافتاً لأكثر من 60 مبدعاً مصرياً.



وما يشار إليه أن بعض الشعراء المشاركين في المهرجان هم ممن فازوا بجائزة الشارقة للإبداع العربي (الإصدار الأولفي دورات سابقة، وتميّزت مشاركتهم بقراءات شعرية مميزة.



 



"المسرح المكشوف"



في المسرح المكشوف المحاذي لطريق "الكباش"؛ الممر الذي  يربط بين أهم المعالم الأثرية في الأقصر، ويمتد من معبد الكرنك إلى معبد الأقصر، كانت القصيدة تطوّق تلك الآثار التاريخية لتعكس صورة حضارية قوامها التناغم الوجداني والإبداع المكاني.



واحتضن المسرح أمسية شعرية ختامية قرأ فيها الشعراء: أحمد قنديل، وعبد الستار سليم، وعزت الطيري، ومسعود شومان، وقام بإدارتها الشاعر محمود مرعي.



واتشحت قصيدة الطيري بالندى، وهو العاشق الذي يبحث بين زحام الزهور عن وردة هجرت بستان قلبه، يقولك



لماذا يعاندنى الأقحوانُ



ويهجر أعتابى السيسبانُ 



إذا ما بدأت القصيدة متشحاً بالندى



ومغتبطا بالذي هز قلبي فأينع فى مرجه البيلسانُ



تقول القصيدة:  خض حرب ودي وجد بالذي كان عندي



وقد يكرم المرء في عشقهِ أو يُدانُ.



وتنقّلت القصائد الأخرى بين موضوعات شعرية عدة، وامتلأت بالمشاهد والصور حيث البرّية، والبحر، والنهر، والفطرة البشرية الأولى، كأن القصيدة تولد من قلب الشاعر، أو كأنها قلب الشاعر نفسه، فتملك ذاته، ووجوده، وكينونته.




"تحولات القصيدة"



شهد ثاني أيام المهرجان زخماً كبيراً في الفعاليات حيث بدأ بندوة نقدية حملت عنوان "تحولات القصيدة العربية، بحضور سعادة عبد الله بن محمد العويسرئيس دائرةالثقافة، والاستاذ محمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة.



تحدث في الندوة النقّاد: د. يوسف نوفل، ود. أحمد عفيفي، د. أبو اليزيد الشرقاوي، فيما قام بإدارة الجلسة د. محمد أبو الفضل بدران.



وناقشت الندوة عوامل التحوّل والتجديد في القصيدة العربية عبر حقب زمنية عدة، وأبرزت أن الشاعر ما زال يدور في نفس فلك بحور الخليل، ونفس أوزان الشعر الجاهلي، وسلّطت الضوء على عدد من الشعراء المجددين في القصيدة.



أعقب الندوة جلسة شعرية شارك فيها الشعراء: ابتسام أبو سعدة، وأحمد عايد، وجمال عطا، وعبد العزيز الزراعي، ومصطفى رجب، وأدارها الشاعر النوبي عبد الراضي.



ويخاطب الزراعي صاحبه مطالباً إياه أن يثق بقلبه وبالقصيدة، يقول:



سوف نشرق يا صاحبي         ثق بقلبي وثق بالقصيدة



ثق بكل الذي خبّأته استعاراتنا      في الكهوف البعيدة



ثق بشمسي التي انكسرت       لم تخن سبأً إنما تشتهتي أن تكون شموسا جديدة.



وفي الفقرة المسائية من ثاني الأيام كانت أمسية جديدة للشعراء: محمد أبو العزايم، ومحمد الحناطي، ومحمد المسلمي، ومحمد ملوك، وأدارها الشاعر بكري عبد الحميد.



وشكّلت الأمسية مزيجاً من القصائد التي تعبّر عن الحياة؛ صور واقعية لما يدور في يوميات الحزن، أو الفرح، بلغة فريدة تتكئ على مجازات واستعارات شعرية لافتة.



 



"ثالث الأيام"



شهد اليوم الثالث من المهرجان أمسية شعرية شارك فيها حسن صالح خلف الله، ورحاب لطفي، ورشال الفوال، وعبد الرحمن مقلد، ومحد المتيم، وأدارها محمود الكرشابي.



وقدّمت القصائد لغة خاصة محمولة على مجازات شعرية مدهشة، وتمحورت حول موضوعات عدة مثل الهم الإنساني والوطني، لتنقل المستمع إلى عوالم شعرية مذهلة.



واحتضن بيت الشعر سادس أمسيات المهرجان بمشاركة مميزة من الشعراء: محمد عرب صالح، فوزية شاهين، محمد أبو الفضل بدران، محمد العارف، ومحمد المصري، وأدارها الشاعر عبيد عباس.



على نحو جميل يقرأ محمد عرب صالح:



الذي لا يستطيع النوم نامْ      ريشة بيضاء في عش الحمامْ



فكرة حمراء عنها أنبأتْ             قطرةٌ جفَّت على رأس السهامْ



كان في عين الصبايا قمرًا              شارحًا للكحل تاريخ الظلامْ



لم يكن في الغيم ما يشبهه              فلماذا الرمل أسماه الغمامْ.



ويمضي في قصيدة ثانية يقول:



كَبَا الجَوَادُ..



وضاعَ الدَّربُ حِينَ كَبَا



فَقَيَّدُوا حُلْمَهُمْ في الظِّلِّ.. وهْوَ أَبَى.



صادَفْتُهُ في أَوانِي الوَردِ مُبْتَهِجًا..



وفِي مَعِيَّةِ مِزمارٍ مَقامَ صَبا



وأنهى الشاعر عبيد عباس (فائز بجائزة الشارقة للإبداع العربي) الأمسية بقراءة مميزة، يقول:



و ذَا فُؤادِي الذي



أنْكَرتِ صَخْرَتَه؛



يُعَانِقُ النَاسُ في أحْزَانِهِ الناسَا



وَيَسْكُنُ الأرْضَ حَيْثُ الأرْضُ قَدْ طُمِرَتْ



فى سِرْتَ/ دَهْكُوكَ/ دَيرِ الزَورِ/ مِكْنَاسَا



مِنْ قَبْلِ حُسْنِكِ  



كَانَ الحُسْنُ مُخْتَرَعي



وَمَا جَعَلْتُ لَه  في الأرْضِ



حُرَّاسَا