مهرجان تطوان للشعر العربي يختتم فعاليات الدورة الرابعة

17 أكتوبر, 2022


اختتم مهرجان تطوان للشعر العربي فعاليات الدورة الرابعة التي أقيمت تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ونظمته دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية، على مدى 3 أيام بمشاركة مميزة وفاعلة من مثقفين وشعراء وأدباء وفنانين مغاربة.



حضر حفل الختام سعادة عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، والاستاذ محمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، ود. زهير العمراني مدير المدرسة العليا للأساتذة في مدينة مرتيل، وعدد كبير من الطلاب والأكاديميين والمهتمين بالشعر.



وأبدى المشاركون سعادتهم بمهرجان الشعر وما يتيحه من فضاءات إبداعية وثقافية واسعة المدى، مقدمين أسمى معاني الشكر والتقدير إلى صاحب السموحاكم الشارقة، باعتبار سموّه داعماً للثقافة والمثقفين.



تنقّل المهرجان بين العديد من المؤسسات الثقافية والتعليمية في الشمال المغربي، محتفياً بالقصيدة ومبدعيها، وسط حضور كبير يؤكد أهمية الحدث الشعري.




"تكريمات"



حجز الحضور الشبابي مكاناً كبيراً في المهرجان، وتتوّجت الفعاليات بما صاحبها من توزيع شهادات  سلّمها العويس والقصير لأكثر من خمسين طالباً وطالبة، وهم من طلبة الورشات الشعرية في دار الشعر في تطوان، فضلاً عن حفل توزيع الشهادات على "الأطفال الشعراء"، وهم طلبة ورشات شعرية تنظمها الدار أيضاً، وموجهة إلى الأطفال، وأُقيمت بالتعاون مع المركز السوسيوثقافي التابع لمؤسسة محمد السادس بتطوان.



ويأتي هذا التكريم في إطار تشجيع ودفع الموهوبين من الشباب إلى مواصلة الكتابة في كافة حقولها الابداعية.




"زخم كبير"



شهد اليوم الختامي زخماً كبيراً في الفعاليات، فقد احتضنت مدرسة الصنائع والفنون الوطنية جلسة شعرية شارك فيها 4 شعراء هم: خالد الريسوني، وعزيزة العميري، وعبد الرحيم الخصار وخلود بناصر، بتقديم الشاعر نجيب خداري.



وشدت العميري من قصيدة أجمل الألحان، إذ قالت:



مطر الخريف وجرح عصفور شدا            في الحب يجمل بالأسى أيلوله



فإذا الدوالي اظمأت جذورها                     نعناع جنتك استحال ذبوله



مطر من الأحزان إذ جرف المنى                عرى جذور الليل فيك هطوله



مطر من الاشواق فاض سحابه                تلهو بقش الأمنيات سيوله



وقرأ الخصار في حب أبيه، يقول:



اشتقت إليك يا أبي/ إلى جلبابك الأبيض القصير وغرائبك التي لا تنتهي/ إلى رشفة من كأس شايك الجامد على مقربة من الكير/ إلى الكير وشظاياه التي كانت تسقط في عيني حين كنت أجلس أمامك أدير لك الرحى/ فيما كنت تدير ظهرك لسنوات الفاقة حالما كعادتك بأيام يبدو أنها لن .تأتي.



وقام المشاركون بعد الجلسة بزيارة إلى معهد طه حسين الجهوي للمكفوفين بتطوان، لحضور لقاء شعري شارك فيه الشاعران سعيد الخمسي ومحمد العمراني، مع مرافقة موسيقية لـ"ثلاثي طه حسين"، التابع للمعهد.



وفي مدرسة الصنائع، اختتم المهرجان فعالياته بأمسية شعرية شارك فيها الشعراء: أحمد بنميمون، وصباح الدبي، وعلي أبو عارف، وقدّمها الشاعر أحمد الحريشي. فيما توّج الختام بتكريم الفنانين التشكيليين المشاركين في الدورة.



وقرأت صباح الدبي:



أيُّ بابٍ سنطرقُ كُلُّ الطَّريق احتمَال



كُلُّ ما خطَّه الرَّملُ



ما ضمَّهُ المَاءُ



ما  شبَّ في موقدٍ لاهبٍ للسُّؤال



يشتهي موتَنا حين يصحو ويُطلِقُ أرواحَنا إذ  يشَاء



أمِّنُوا دِيمةً تحملُ الطَّيرُ غيماتِها



قد تجيءُ على ظُللٍ من بُكَاء.




وقرأ أبو عارف:



دِينُ الوَرْدْ...



تَدَاوَيْتُ بِدَاءِ الحُبِّ



مِنْ دَائِي، كَأنِّي قُمْتُ



مِنْ دَاءٍ إلَى دَاءِ.




"من تطوان لمارتيل"



وكان ثاني أيام المهرجان شهد العديد من الفعاليات، فقد تنقل من تطوان إلى المدينة الشاطئية مارتيل، حيث حلّ في المدرسة العليا للاساتذة، وهناك كان الجمهور على موعد مع قراءات شعرية شارك فيها الشعراء: عبد السلام المساوي، ورضوان أعيساتن، وهدى الفشتالي، وعبد الجواد العوفير، وقدّم للجلسة الشاعر عبد الرحيم الخصار، بحضور العشرات من الطلاب والأكاديميين.



يهدي المساوي أولى القراءات إلى والدته التي تحرسه بقلبها، يقول:



أمّي،



كل المفاتيح في صدرك



قبالة غيم الأحباب



فأدخليني



بهو المعاني



عندما ينتهي البحر على يديك



وعندما يصير العمر على شفتيك...



ويمضي:



لم يزل خوفها يحرسني



من زلّة فوق أرصفة ٍ



تحرّكها الرياح



ولم تزل عيناها تشعان بالفرح



وهي تراني مقبلاً من أيما جهةٍ.




"مدرسة الصنائع"



وفي مدرسة الصنائع والفنون الوطنية، تواصل برنامج المهرجان بتنظيم أمسية شعرية، بمشاركة الشاعر إدريس الملياني، وعبد الرحيم فوزي، ونسرين بلعربي، وحسن أوحمو الأحمدي، وأحمد الحريشي، وقدمها الشاعر عبد السلام المساوي.



وقرأ الأحمدي وهو أحد الشعراء الفائزين بجائزة الشارقة للإبداع العربي، كما يمثّل صوتاً شعرياً برز من دار الشعر في تطوان، يقول:




رِفْقِاً بِهِ .. لَفَحَاتُ الْوَجْدِ تُدْمِعُهُ           يَا رَبَّةَ الْحُسْنِ آيُ الْحُسْنِ تَصْرَعُهُ



نَبَتْ بِهِ الدَّارُ لاَ أحلام تُؤَانِسُهُ               وَ لاَ الْمَوَاوِيلُ مِنْ فَيْرُوزَ تَنْفَعُهُ



نَاوَلْتِهِ مِنْ وِدَادٍ أَلْفَ مُتْرَعَةٍ                   فَلَيْتَ رَبْعَكِ يَا كَاتْرِينُ مَرْبَعُهُ



لاَ تَعْذِليهِ إِذَا مَا اعْتَلَّ مِنْ وَلَهٍ              لَطَالَمَا مَاتَ مُضْنَى الْقَلْبِ مُوجَعُهُ




ويقول من قصيدة ثانية:



خَمْسٌ وَعِشْرُونَ مَا أَوْدَى بِكَ الْأَسَفُ             مضَى الْمُحِبُّونَ عَنْ دُنْيَاكَ وانْصَرَفُوا



تَشَابَهَ النَّاسُ لَمْ تَرْحَلْ نَوَارِسُهُمْ                   وَأَنْتَ وَحْدَكَ بَينَ النَّاسِ مُخْتَلِفُ



أَمَامَكَ اثْنَانِ: آمَالٌ وَرَاحِلَةٌ                         وَخَلْفَكَ اثْنَانِ: هَذَا الْحُزْنُ وَ الشَّغَفُ



آنَسْتَ نَاراً وَمَا أَغْرَتْكَ أَلْسُنُهَا                      فَقَدْ تَسَاوَى لَدَيْكَ الْبُؤْسُ وَ التَّرَفُ.



وقرأ الحريشي:



وَتَسْأَلُنِي:



تُرَى مَنْ أَنْتَ؟!!



ـ قُلْتُ:



أَلِلْمَدى حَدُّ...؟!!



سُؤَالُكِ "صَخْرُ سِيزِيفٍ" ..



عَلَى الْخَيْبَاتِ يَنْهَدُّ  



عَلَى جَبَلٍ



مِنَ الْكَلِمَاتِ



يَعْلُو ثُمَّ يَرْتَدُّ




"مهرجان تطوان"



منذ دورته الأولى، يحرص مهرجان تطوان للشعر العربي على استضافة شعراء يمثلون مختلف أجيال وأشكال الكتابة الشعرية، دون أن يتكرر أي اسم من أسماء الشعراء المشاركين من دورة إلى أخرى. كما يحرص المهرجان على إقامة ندوات كبرى تجدد التفكير في راهن الشعر المغربي ورهاناته. مثلما تنصت هذه التظاهرة إلى القصيدة المغربية بمختلف أصواتها ولغاتها، فضلا عن ذلك، تجدد الدورة الحالية صلة الشعر بالفنون المجاورة له، من تشكيل وموسيقى، من خلال  عروض فنية ومعارض تشكيلية.