انطلاق فعاليات مهرجان تطوان للشعر العربي

15 أكتوبر, 2022




العويس: تنوّع الفعاليات يخدم الثقافة العربية ورموزها



عفيفي: جهود الشارقة الثقافية علامة فارقة





المغرب- تطوان:



تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، شهدت مدينة تطوان شمالي المملكة المغربية انطلاق الدورة الرابعة من مهرجان الشعر العربي الذي تنظمه دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية على مدى 3 أيام بمشاركة أكثر من 20 شاعراً ومثقفاً وأديباً مغربياً.



أُقيم حفل الافتتاح في مسرح اسبانيول في تطوان، بحضور سعادة عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، وسعادة العصري الظاهري سفير دولة الامارات العربية المتحدة لدى المغرب، والسيد يونس التازي عامل إقليم تطوان، والسيد عبد الإله عفيفي الكاتب العام لوزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية، والاستاذ محمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة، والمئات من المهتمين وعشاق الكلمة الشعرية.



قدّم حفل الافتتاح مدير دار الشعر في تطوان الشاعر مخلص الصغير، حيث رحّب في البداية بالحضور، وأشار إلى أهمية المهرجان بوصفه علامة ثقافية مميزة في المغرب نظراً إلى ما يقدمه سنوياً من نتاجٍ إبداعي زاخر، مؤكداً في الوقت نفسه أن رعاية الشارقة لبيوت الشعر حقّقت نقلة ثقافية نوعية في الوطن العربي، لا سيما وأن هذه المبادرة التاريخية أعادت الاعتبار إلى الشعر العربي، ديوان العرب.



وأعرب عبد الله العويس عن سعادته لتجدد اللقاء الثقافي في المغرب، قائلاً: " مجددًا نعود إلى المملكة المغربية الشقيقة حيث كنّا في الأمس القريب لتكريم رموز للثقافة المغربية بمدينة الرباط العاصمة المغربية"



وأكّد في كلمة ألقاها خلال حفل الافتتاح أن تواصل الشراكة واستدامتها بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية، ودائرة الثقافة في الشارقة تعزز التعاون لخدمة الثقافة العربية، واستمرار عقد الأنشطة المتنوعة،



وأضاف، قائلاً: "ها نحن نعود للاحتفال بالدورة الرابعة لمهرجان الشعراء المغاربة في تطوان، وافتتاح فعاليات هذا المهرجان الشعري الكبير، تفعيلًا لساحة الأدب والشعر، واهتمامًا وتقديرًا للمثقف ودوره في النهوض والبناء".



وتحدث العويس حول أهمية التعاون الثقافي، بقوله: "إنّ هذا التّنوع في النشاط الثقافي، يأتي في إطار توطيد أواصر المودة والتواصل وعمق العلاقات، بين دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة المغربية، في ظل القيادة الرشيدة، لكلا البلدين الشقيقين، كما يعكس التعاون المشترك، لخدمة الثقافة العربية ورموزها، والتي يوليها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، جلّ عنايته واهتمامه، من أجل المزيد من الحفاظ على لغة الضاد".



وتابع حول توسّع الاهتمام والرعاية باللغة العربية، بالقول: "لقد آثر سموّه أن يمتد هذا الاهتمام، ليخرج من الجغرافيا العربية، ليشمل حتى الآن (9) دولٍ إفريقيةٍ فتم تكريم وتشجيع شعراء شباب فيها".



وأبرز العويس أن هذه الرعاية للشعر، تتمثل في الاحتفال بمهرجان تطوان للشعراء المغاربة، مؤكداً أن الحفاوة بالشعر والشاعر والأديب يستهدفه مشروع الشارقة النهضوي، بالرعاية والدعم، كما يستهدف النهوض بالحركة الشعرية، والقصيدة العربية.



وفيما ثمّن رئيس دائرة الثقافة في الشارقة تعاون وجهود وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية، لإنجاح هذه الأنشطة المشتركة، فقد نقل تحيات صاحب السمو حاكم الشارقة، بقوله: "ويشرفني بأن أنقل لكم تحيات  حضرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتمنياته بنجاح هذه الدورة من مهرجان الشعراء المغاربة".



وقال عبد الإله عفيفي في كلمة ألقاها أن افتتاح فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان الشعراء المغاربة في تطوان، يمثل نموذجا للتعاون الوثيق القائم بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل بالملكة المغربية وبين دائرة الثقافة في الشارقة، مثمّناً الجهود المتواصلة التي تقوم بها الشارقة ممثلة بدائرة الثقافة، كما ثمّن الجهود المتميزة التي تبذلها دار الشعر في تطوان من خلال الاحترافية الكبيرة في تنظيم مختلف الانشطة الثقافية.



وأكد عفيفي أن البرنامج المتنوع للمهرجان، وحضور أسماء لامعة من عوالم الكلمة الجميلة والإبداع الراقي لخير دليل على التميز، مشيرا إلى أن هذه الفرادة تؤرخ لانطلاقة قوية وواعدة لفعاليات الحدث الشعري الضخم، مهنئاً دار الشعر بجمهورها الكبير، والشعراء المبدعين باللحظة المتميزة في فضاء تاريخي جميل.





"تكريم"



كرّمت الدورة الرابعة من مهرجان تطوان للشعر العربي، الشاعرة وفاء العمراني والكاتبة والباحثة العالية ماء العينين، تقديراً لجهودهما الفكرية والإبداعية في الساحة الثقافية العربية.



وعبّرت العمراني عن سعادتها بالتكريم و"بخاصة أنه يأتي من عاصمة الثقافة العربية الشارقة"، مشيرة إلى أن من يرى مشروعها العالمي من خلال متابعة الفعاليات ليس كمن سمع، مؤكدة أن عالمية المشروع جاءت بفضل اهتمام ودعم صاحب السمو حاكم الشارقة للثقافة والمثقفين.



وقالت إن تطوان الشامخة في أعاليها لها في القلب منزل المنازل، وتضيف "إذ تعلمت العربية وأسرارها على يد خيرة أساتذتها".



وأضافت، قائلة: "إن  الشعر يوحدنا في خصوصيته الجمالية الحدسي المعرفي، المتحول وسط الركود، الرحب دونما حدود، الحر دونما قيود، به نواجه العالم بإصرار وتجدد، ونلتقي في غنى حضاري في اضافة نوعية لحضارة هذا الوطن الثر بتنوعه وطاقاته الخلّاقة المذهلة".



من جانبها، أبدت ماء العينين اعتزازها بالتكريم، وقالت إنها تعتز به لأنها تُكرّم في مهرجان للشعراء، وقالت "هو الشعر وحده البيت الذي يضمنا جميعا، أدباء، وكتّاب، وباحثين، وفنانين.. هو هكذا الشعر وسيظل هكذا".



وأضافت، قائلة: "المهرجان يحيي الرحم مع العديد من الشعراء الذين مضى وقت لم نستمع إليهم، فشكرا إلى دار الشعر في تطوان، التي لها مكانة خاصة في قلبي".



وسلّم العويس والقصير يرافقهما عامل إقليم تطوان يونس التزاي، وعبد الإله عفيفي؛ سلّم العمراني وماء العينين شهادات تقديرية.





"المكرمتان في سطور"



ولدت الشاعرة وفاء العمراني في العام 1960 في مدينة القصر الكبير في الشمال المغربي، وهي أحدى أبرز الشاعرات في الخريطة الشعرية المغربية. من مؤلفاتها نذكر: "أنين الأعالي" نصوص، دار الآداب، بيروت، 1992، و"هيأت لك"، شعر، افريقيا الشرق، الدار البيضاء، 2002.



حصلت العمراني على جائزة المغرب للكتاب في الإبداع الأدبي صنف الشعر سنة 2002. وصدرت أشعارها مترجمة في عدد من المجلات بالفرنسية والإنجليزية والألمانية والمقدونية والإسبانية.



الكاتبة والباحثة الدكتورة العالية ماء العينين، أستاذة الأدب الأندلسي بكلية الآداب جامعة محمد الخامس بالرباط، وناقدة وأستاذة باحثة في الأدب العربي والثقافة الشعبية، وعضو اتحاد كتاب المغرب.



صدر للكاتبة عن الدار كتاب "نساء على أجنحة الشعر/ التبراع"، كما لها دراسات متنوعة في الشعر والرواية وأبحاث عامة في الأدب والثقافة الشعبية، من بينها: “ديوان الشيخ محمد الإمام جمع تحقيق وتقديم"، وكتاب “ثقافة الصحراء: مقالات في الأدب والتاريخ والثقافة الشعبية".





"جائزة الديوان الأول"



أعلنت دار الشعر في تطوان عن أسماء الفائزين في جائزة "الديوان الأول للشعراء الشباب" في دورتها الرابعة"، وتأتي في سياق انفتاح الدار على تجارب وأصوات شعرية جديدة، ودعمها للشعراء الشباب، والعناية بقصائدهم حيث سيتم طباعة الدواوين المتوجة بالجائزة.



وذهبت جوائز الدورة الحالية للمبدعيّن الشابيّن المغربين: جواد الهشومي عن المركز الأول، ومحمد نور بن حسين عن المركز الثاني.





"قراءات شعرية"



شهد حفل الافتتاح قراءات شعرية لثلاثة شعراء، هم: وفاء العمراني، وإدريس عيسى، وعمر الراجي.



وعبّر الشعراء المشاركون في أولى أمسيات المهرجان عن شكرهم إلى الشارقة على ما تقدمه من دعم ورعاية للمبدعين من كافة أنحاء الوطن العربي.



وقرأ الراجي نصوصا تحمل لغة شفيفة ورقيقة، إلا أنها لغة متينة بما تحمله من معنى ورؤية شعرية، يقول من قصيدة "حدائق في غيبة الطيور":



ما بين شَعْرِكِ والمنفى.. حدودُ يدي



هذا هو الحُب:



أشواقٌ إلى الأبدِ 



في هوْدَج الريح تبدو الشمس متعَبةً



تخفّفي يا سماءَ الريح من جسدي 



ولْتَمْنَحيني بلاداً لا إمامَ بها 



ولا قبائلَ 



لا شيءٌ من الْفَنَدِ



لقد خسِرنا كثيراً مِن براءتِنا 



وقد خسرتُ صِبا قلبي ووَجْهَ غدي 



كذا البلادُ التي أدمنتُ مِشمشَها



متيّماً.. 



سَرقَتْها أعيُنُ الرّمدِ





سافرتُ فيها.. رَمتْني.. ثمّ ضِقتُ بها



سافرتُ جداً.. وحتى الآن لم أعُدِ.





"معرض تشكيلي"



صاحب المهرجان تنظيم معرض تشكيلي تحت عنوان "20/20.. معلقات معاصرة"، بمشاركة عشرين شاعراً وعشرين تشكيلياً، وحملت اللوحات قصائد لشعراء مشاركين في المهرجان".





"وصلة فنية تراثية"



في الختام، أحيت الفنانة المغربية لطيفة رأفت حفلاً موسيقياً قدّمت خلاله أغان تراثية، وتعد رأفت أيقونة غنائية مغربية، ترمز الى الفن والحضارة.





"مسرح اسبانيول"



يذكر أن مسرح اسبانيول قد جرى تشييده في العام 1914، ويقع في المدينة العتيقة لتطوان، وبالقرب منه القصر الملكي، والمتحف الأثري، وهو محيط آثاري وتاريخي تم ادراجه على لائحة التراث العالمي.