قصائد وطنية وغزلية تطوّق مجلس الحيرة الأدبي

11 أغسطس, 2022



في جلسة شعرية طوّقتها قصائد تتغنّى بالوطن، وأخرى تُطلّ من نافذة الغزل، استضاف مجلس الحيرة الأدبي في دائرة الثقافة في الشارقة، الشعراء: عامر بن هدفه العامري، وراشد بن عمير الشامسي، ومبخوت بن مرعي الربيعي، وقدّم لها الإعلامي سعيد بن سالم القمزي، بحضور بطي المظلوم مدير المجلس، وعدد من المثقفين والشعراء، ومحبي الكلمة الشعبية.



أكّد القمزي بدايةً إن رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، للشعر الشعبي تحافظ على مكانته بين الفنون الأدبية الأخرى، كما تمنح الشعراء مساحة واسعة من الإبداع، وأشار  إلى أن الجلسة تضم كوكبة مميزة من المبدعين الذين لهم بصمة واضحة في الساحة الأدبية المحلية والعربية.



وعرج القمزي إلى قراءة موجزة في سيرة الشعراء، قبل أن يمنحهم المنصة، قائلاً إن العامري نشأ في أسرة شعرية ممتدة لها باع طويل في مجال الشعر الشعبي، بينما الشامسي من بيئة شعرية بحتة، حافظ في كتاباته على الهوية والكلمة المحلية التراثية وله مساجلات مع كثير الشعراء الإماراتيين والعرب، وتغنّى بقصائده الكثير من الفنانين، فيما الربيعي شاعر له عدة مشاركات كمسابقة شاعر المليون ووصوله إلى مراحل متقدمة.



خرجت القصائد من قلوب الشعراء وعرفت طريقها إلى وجدان الحضور حيث اهتدت بسلالة الكلمة وعمق المعنى، وتمسّكت الأشعار بالمفردة الإماراتية الأصيلة التي تعكس دواخل الشاعر وانتمائه للوطن، وفكرته حول الحب، والشجن، ومواساة الذات بالأمل والحنين والذكريات، فعَبَرَت تلك السطور الشعرية نهر الإبداع، بلياقة الكلمة، إلى ضفاف وارفة الأظلال.



وقرأ الشامسي ابياتاً مهداة إلى صاحب السمو رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد، يقول فيها:



كل الشكر يا محمد                    على  الذي  شفناه



ابوك  ذكره  مِخَلّد                     له فضل  ما  ننساه



و اليوم ذاك اتجدد                    خيره يلي.. حدناه



يوم إنْظِرِك له سدد                   تمشي على  ممشاه



ومن مرّ الهجران ولوعته يقرأ الشامسي، ويقول:



اذوق.. من  ذا  الهجر  مِرّه                والقلب.. يترزّم.. بزفرات



كل ما فَخَتْ.. بالصوت يَرّه                    ذاك  الحنين ومول  مابات



مثلي.. يلي تصليه.. حَرّه              من زود ما فالصدر ضيقات



يكفيك.. يالمضنون .. شَرّه              كانك خِلِيّ البال.. واتبات



ومن قصيدة مهداة إلى صاحب السمو حاكم الشارقة، يقص العامري شريط القراءات، ويقول:



الـصـدق  عندي  و الـشِـعـر  تـلـقـونـه         أسـاسـه  الـحُـبّ  الـنـقـيّ  مـضـمونـه



يـا  مـن  حـضر  في  مـجلسٍ  ما  سِـكّر       بــابـه  مــشــرّع  لـلـعــرب  يــلـفـونـه



ســلام  مـن  بــعــد  الـسـلام  تــحـيّــه            لـلّـي  فــعـولـه  بـالــشـرف  مــقـرونـه



ســلام  طـاهـر  كـالــنّـدى  لـلـمـسـجـد             يـخـتـص  بـه  شـيـخٍ   ذهب  مـكـنونـه



شــيـخٍ  حــفـظ  ديــنــه  و عــزّ  بــلاده            حــتّـى  جـعـلـهـا  دانــةٍ  مــصـيـونـه



سـلـطـان  بـيـت  الـمـكرمـات  و بابه        بــرق  الـعـطـا  فـي  عـالـيـات  مْـزونـه



ومن سحر الهوى والغرام، يقرأ:



يا آية الوجد يا سحر الهوى و الغرام            كل ما يهلّ الدّجى والنوم جيتي سعي



ما لك و مال العيون المسهده والمنام             ما دام لك مُهجتي و القلب فيه أرتعي



من بعد عِرف الحقوق و قبل فصل الكلام               آثرت درب السلامة قبل درب النعي



قدّمت لك غصنْ زيتون وْ حمامة سلام                   من خوف بُعدك عذاب وْجنّتك مطمعي.



ومن قصيدة أخرى يقرأ العامري:



لــيـتـك  يـــا  بـــو  جـــابـــر  تـــشــوفــه             ان  كـــان  تـــتــرك  عـــالــم  الــغــوص



عــقــب  الــبــحـر  تــهــمـل  ســيــوفـه              ويــكــون  عــشــقــك بــر  وبــحــوص



تـــتـــبـــع  مـــع  الـــراعـــي  عـــزوفـــه                  ويـــن  الـــمــفــالــي.. تـــازم  حْــروص



مـــا  كـــن  لـــك  مـــاضـــي  تـــلــوفــه                 تــصــبــح  مــع  الــبـدوان  مــخــبـوص



تـــــرفٍ   تــــفــــرّد  فـــي  وصــــوفــــه                  كـــنّـــه  مـــع  الآيـــات  مـــنـــصـــوص



ومشى بن مرعي الربيعية في دروب الحنين، هائماً تاركاً الجرح الأول والأخير، إلّا أن ذكرى ستظل عالقة في صدره، يقول:



يا عيوني لا تهلين ذا الدمع الخزير           مستحيل المقفي انه يعوّد جيته



متعبن رجلي على الدرب لو طال المسير           صافي النيه مشى ما درى عن نيته



والمشاعر هايمه لو يصير الي يصير               ما دريت ان المشاعر عند مثله ميته



انعزلت ابترك الجرح الاول والاخير                   بس ذكرى في الصدر للمواجع بيته



قمت اعّود وتسلى مع الجمع الغفير                 لجل ما ذكر من طيوفه مع شخصيته