في العدد (70) من "الشارقة الثقافية" القصة في فلسطين والشعر السوداني والحركة النقدية العربية

02 أغسطس, 2022


صدر أخيراً، العدد (70) لشهر أغسطس (2022م) من مجلة (الشارقة الثقافية)، التي تصدر عن دائرة الثقافة بالشارقة، وقد توقفت الافتتاحية عند العلاقة الوطيدة والمميزة بين الشعر والحضارة، وهي علاقة بناء وسبر وحفر في الجذور والتاريخ والزمن، وهي أيضاً علاقة أخذ وعطاء، عبور ووصول، تأثير وتأثر، فعندما يحفظ الشعر مفردات التراث، ويوثق الأحداث والأيام والمحطات المضيئة والأليمة، فهو بذلك يشكل ذاكرة للحضارة، وسجلاً لسيرورتها، وعندما يسهم الشعر في إثراء اللغة وبناء الشخصية والارتقاء بالثقافة، فهو بذلك أيضاً يكون قد حصن مقومات الحضارة، وعانق نضجها، وشق دروب التواصل مع الحضارات الأخرى، في أبهى صور التفاعل والتمازج الإنساني، فقيمة الشعر أنه حاضر في جميع نواحي الحياة، يعبر أصدق تعبير عن الأشواق والأحلام والآلام والتطلعات، ويمثل خير تمثيل للحرية والعدل والأمل والوطنية.



أما مدير التحرير نواف يونس؛ فلاحظ في مقالته (النقد يحاكي النص الأدبي إبداعاً)، أن بعض الكتابات النقدية، تحولت إلى غزل مكشوف، أو ما يشبه التقارير التي تركز على مضمون النص الإبداعي، وتكتفي بتفسير النص وشرحه، بطريقة أقرب ما تكون إلى الحصص المدرسية، متناسين أن متناول النص الإبداعي، يجب أن يتجاوز عمل الدارس ويرتقي إلى رتبة الناقد، بعد ترسيخ مفهوم النقد الحقيقي، والذي يفرق بين الدارس، الذي يتكئ على معرفة ومعلومات عامة، وبين الناقد الفنان المبدع، الذي يقدم لنا من خلال قراءته النقدية، رؤية حية للنص المبدع بعد تفاعله معه فكرياً وفنياً.



واعتبر أنه إذا كان النقد فعلاً حضارياً، فإن قبول الكاتب للنقد فعل حضاري أيضاً، لأن الناقد مثل الأديب، لا بد أن تتوافر له الأدوات والقدرة على إنتاج نص نقدي مبدع، يوازي نص المبدع ويساويه.



وفي تفاصيل محتويات العدد؛ تناول يقظان مصطفى، أحد أعلام العلماء العرب والمسلمين هو المسعودي والأدب الجغرافي العربي، وتوقفت وراد خضر عند جماليات الشعر الإسباني لدى الجيل الجديد، فيما تابع محمد حسين طلبي احتفالية الجزائر بمرور ستين عاماً على استقلال (رياض الفتح)، كرد جميل لأرواح الشهداء، وجال حسن بن محمد في ربوع مدينة (أبها)، التي تعتبر عاصمة السياحة العربية، وهي من المصايف المشهورة في السعودية.



أمّا في باب (أدب وأدباء)؛ فنقلت فائزة مصطفى أجواء احتفالية توزيع جائزة الشارقة– اليونسكو في العاصمة باريس، إذ ثمن الفائزون الدور المنفرد الذي تلعبه الشارقة في سبيل ترقية الثقافة، وتعزيز التقارب بين الشعوب، وقارن د. محمد صابر عرب ما بين نجيب محفوظ (الطبيب)، ونجيب محفوظ (الأديب)، فكلاهما سعى إلى النبوغ والتفوق، وتناول د. رضا عطية، الكاتب إبراهيم عبدالمجيد والتحولات في مشروعه السردي، واعتبر وجيه حسن أن الروائي المتمكن ليس وثائقياً بالمعنى التاريخي، وقدم عبدالله بن ناجي مداخلة حول رواية ( قواعد العشق الأربعون)، حيث السرد وجماليات البناء والتلقي عند إليف شافاق، وكتب هشام عدرة، عن الشاعر عدنان قيطاز الذي عزف الشعر على أوتار الحياة، فيما رصدت هالة عبدالهادي، مسيرة الروائي طارق إمام والسفر عبر الزمن، وحاور أحمد اللاوندي، الروائي زهران القاسمي، الذي أكد أن الشعر المحرك الأول للإبداع، وكتب عمار عبدالمنعم، عن أمير شعراء السودان أحمد محمد صالح صاحب النشيد الوطني، وقرأت زمزم السيد سيرة الأديب والشاعر أحمد علي حسن، أحد أبرز المؤسسين للحركة الأدبية، وبيّن د. محمد خليل، كيف أمضى الأديب والشاعر إحسان عباس عمره في خدمة التراث والأدب العربي، وتأمل السيد نجم، المنتج العقلي والوجداني للشعر مع إطلالة القرن الجديد، ورصد عزت عمر، مشروع حاتم الصكر حول مفهوم الحداثة ومستويات المثاقفة والتناص في الشعر العربي، وقدم مفيد خنسة، قراءة حول صورتي الأب والأم في شعر حسن الزهراني، وتناول أنور الدشناوي، الروائي خليل بيدس الذي ترك بصمة مؤثرة في الأدب العربي، وأجرى عبدالله المتقي، مقابلة مع الشاعرة سميرة البوزيدي، التي أكدت أن شعرها يحاول كسر أفق الانتظار، وكتب خاطر محمد عبده، عن الروائي محمد النعاس الفائز بجائزة البوكر العربية وتناول رؤيته الجمالية في المشهد الروائي العربي، فيما حاور أشرف عزت الأديبة شيرين هنائي، التي عبرت عن سعادتها بمشاركة كتبها في (معرض الشارقة للكتاب).



وفي باب (فن. وتر. ريشة)؛ نقرأ الموضوعات الآتية: عصمت داوستاشي: أرسم لأني مازلت حياً– بقلم سماح رجب، الفنان حمود شنتوت.. شاعرية المكان تأخذنا إلى الحلم– بقلم محمد العامري، عزالدين المدني.. علامة مضيئة على خشبة المسرح– بقلم محمد إسماعيل، عبدالجبار لوزير جسد القيم الأخلاقية عبر فن الفكاهة– بقلم محمد العساوي، فيلم (بنات عبدالرحمن) دراما اجتماعية تلامس هموم المرأة العربية– بقلم انتصار دردير، دنزل واشنطن.. قدم (مكبث) سينمائياً– بقلم أسامة عسل، عبدالوهاب الدوكالي عميد الأغنية المغربية– بقلم بوشعيب الضبار.



من جهة ثانية؛ تضمّن العدد مجموعة من المقالات الثابتة، وهي: في معنى الكتابة– بقلم د. محمد رمصيص، اليابان.. رحلات ومقاربات– بقلم مصطفى عبدالله، د. عواطف عبدالرحمن وأسفار العمر– بقلم اعتدال عثمان، نساء الروايات.. هن من ورق أم من خيال– بقلم نبيل سليمان، إميل زولا وريادة التيار الطبيعي في الأدب– بقلم عزالدين بوركة، الروائية فاتحة مرشيد وأسئلة العصر– بقلم إبراهيم الكراوي، من وظائف الرمز في الشعر الحديث– بقلم د. حاتم الفطناسي، وجوه.. كما الأيام– بقلم أنيسة عبود، صلاح ستيتية.. المتأمل في اللون الثامن للقصيدة– بقلم د. بهيجة مصري إدلبي، الترجمة.. رسائل تفاهم– بقلم سلوى عباس، الأدب وقيم الإبداع– بقلم الأمير كمال فرج، القص الشفاهي في تاريخ الأدب العربي– بقلم د. ضياء الجنابي، جدلية العلاقة بين الإقناع والتأثير– بقلم سوسن محمد كامل، شعرية الفكرة في العمل الأدبي– بقلم د. مازن أكثم سليمان، الرمزي والافتراضي والقيمي في ديوان (متناثرات الروح) للشاعر حمدي علي الدين– بقلم د. محمد محمد عيسى، البطل والراوي والسامع في السيرة الشعبية– بقلم د. سعيد بكور، محمد عزالدين الحريري والقص التصويري في شعره– بقلم ذكاء ماردلي، (العصا السحرية) لكاميليا عبدالفتاح بين مثالية الطرح ولغة الحياد– بقلم السيد شليل، فيزياء التشكيل وعناصر التعبير– بقلم نجوى المغربي، حيوية النقد ومساراته– بقلم رشيد الخديري، المسرح الشعري العربي– بقلم رعد أمان، لغة الموسيقا– بقلم راهيم حساوي.



وفي باب (تحت دائرة الضوء) قراءات وإصدارات: صداقة أربعين عاماً بين شوقي وشكيب أرسلان– بقلم ناديا عمر، شعرية اللغة في (أقفاص فارغة) لفاطمة قنديل– بقلم سعاد سعيد نوح، (مملكة الغربان) رواية لليافعين– بقلم ثريا عبدالبديع، الرواية التاريخية العربية– بقلم أبرار الآغا، رقمنة الرواية العربية– بقلم انتصار عباس، كامل التلمساني من مؤسسي القصة المصورة سينمائياً– بقلم ضياء حامد، (من يعيد الدفء للمدينة) رمزية تحقيق الأمنيات بين الحيلة والخيالات والمشاعر– بقلم مصطفى غنايم، روح المحافظة ونزعة التجديد– بقلم نجلاء مأمون.



وأفرد العدد مساحة للقصص القصيرة والترجمات، لكوكبة من الأدباء والمبدعين العرب، وهي: كرم الصباغ (بخفة عصفور) قصة، (النجوى تصنع الحدث في قصة "بخفة عصفور")- نقد / بقلم عدنان كزارة، غسان حداد (كسرة خبز) قصة قصيرة، محمد محمود عثمان (البهجة الممكنة) قصة قصيرة، رابعة الختام (بطعم القهوة) قصة قصيرة، عمرو مصطفى (ذو العكازين) قصة قصيرة، رفعت عطفة (دائماً تحت الضوء) قصة مترجمة، إضافة إلى (أدبيات) فواز الشعار، وتراثيات عبدالرزاق إسماعيل، تضمنت جماليات اللغة وقصائد مغناة وواحة الشعر وينابيع اللغة.