احتفت دائرة الثقافة في الشارقة بـ7 كتّاب وكاتبات من مؤلفي إصداراتها للعام 2021، في حفلِ تكريمٍ أقيمَ في مقر الدائرة صباح اليوم الأربعاء، بحضور سعادة عبد الله العويس رئيس الدائرة، والاستاذ محمد إبراهيم القصير، مدير إدارة الشؤون الثقافية، وعدد من موظفي الدائرة ومؤلفي الإصدارات.

وضمت قائمة المكرمين كلاً من د. أمينة بن حماد عن مجموعتها القصصية (أصبحت أقوى)، وصالحة غابش عن كتابها (مكان تحت الشمس- في حب المدينة القارئة) رؤى، وأسامة الشيخ إدريس عن روايته (النهر يعرف أكثر)، والأمير كمال فرج عن دراسته النقدية (التغريبة المصرية- مقاربة نقدية)، ود. عادل نيل عن دراسته النقدية (أدب الصورة القلمية)، وعلي مي عن مجموعته الشعرية (نهار الغزالة) (فائز بجائزة الشارقة للإبداع العربي- الإصدار الأول- الدورة24)، ومجدي محمد الأمين عن مجموعته الشعرية (وللحب تفاصيل أخرى).

ورحّب سعادة عبد الله العويس بالحضور، مشيراً إلى أن دائرة الثقافة تهدف من خلال إصداراتها إلى ترجمة رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لأهمية الدور النشري في تعزيز  الثقافة العربية ودعم الكتّاب العرب.

وأشار العويس إلى أن العام 2021 شهد إصدار أكثر من 100  مؤلف بين عناوين متعددة في الشعر، والرواية، والقصة القصيرة، والنقد، والمسرح، وأدب الطفل، وغيرها من الحقول الأدبية المتنوعة، والحيوية، مشيداً بدور المؤلفين في رفد المكتبة العربية بالعديد من الإصدارات الأدبية والفكرية والنقدية.

وأعرب المكرمون عن مدى سعادتهم بالإصدارات، وثمّنوا دعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة للكتاب والكتّاب، وتسخير الشارقة كافة الإمكانيات لأن يكون الكتاب في مقدمة الأولويات، حيث أعلت من قيمة الثقافة بدورها الحيوي والفاعل في الساحة الثقافية العربية والعالمية.

كما قدّم المؤلفون الشكر إلى دائرة الثقافة "لكونها بادرت في البحث عن المبدعين وقدّت الدعم والمساندة والمتابعة لهم"، وفيما استعرض هؤلاء مؤلفاتهم بالتركيز على أهم المحاور، فإن بعضهم قرأ نماذج شعرية وسردية.

وفي ختام الحفل، كرّم سعادة عبد الله العويس والاستاذ محمد القصير الكتّاب بشهادات تقديرية، تثميناً لدورهم الفاعل في نشر الثقافة، واحتفاءً بإصداراتهم المتنوعة.

قراءة في المؤلفات

1. 
   

   النهر يعرف أكثر: رواية للكاتب أسامة الشيخ إدريس، صادرة عن دائرة الثقافة بالشارقة سنة 2021، تقع في 277 صفحة من القطع الصغير. يبحر أسامة في هذه الرواية بالقارئ في عوالمَ ساحرة من السرد التاريخي، الذي يمزج بين الخيال، والوقائع والأحداث التي شهدتها المنطقة، التي تتخذ منها الرواية فضاءً، يزخر بالصراع بين الغزاة والمقاومين المحتمِين بدفء الأرض وأسرار النهر، المدافِعين عن الذات والانتماء، وتدوّنُ الروايةُ التاريخَ من وجهة نظر سردية راصدة، وتوظف استحضار الموروث الثقافيّ والخصوصيات الذاتية، المنبثقة من أسرار النهر، وسحر ضفافه، وارتباط أبنائه به.

1. 
   

   التغريبة المصرية؛ مقاربة نقدية للكاتب الأمير كمال فرج، صادرة عن دائرة الثقافة بالشارقة سنة 2021، تقع في 439 صفحة من القطع الصغير. في هذه المقاربة يسافر بنا الكاتب مع المغتربين، حيث نواكب نبضهم، ونصغي إلى حكاياتهم المسكونة بالوطن، المدفوعة بالحنين إليه، والتعلق بأرضه والانصهار مع ظلاله. ويتخذ الكاتب من "جوابات حراجي القط"؛ إحدى النماذج الماثلة على التغريبة الداخلية، حين كان عبد الرحمن الأبنودي؛ العامل في السد العالي يوثق هذا اللون من التفاعل، في رسائله مع زوجته وابنة خاله "فاطنه أحمد عبد الغفار" في الصعيد.

1. 
   

   أصبحت أقوى؛ قصص لليافعين، للدكتورة أمينة بن حماد، صادرة عن دائرة الثقافة بالشارقة سنة 2021، تقع في 71 صفحة من القطع الصغير.

تستهل الكاتبة بقصة طفل يسافر لأول مرة، ويبكي أثناء ركوبه الطائرة؛ وهو يطأطئ رأسه حزناً على فراق مدينته، والابتعاد عن مدرسته وأماكن لعبه الطفوليّ البريء، وفي الطائرة يصادف عجوزاً، تحدثه عن وجهته، وما يتميز به أهلُها من اختلاف في طريقة العيش، وشكل البيوت والملابس، وأنواع الطبخ، وطقوس الأفراح التي تغمرهم بها احتفالاتهم العجيبة التي يقومون بها. بذلك التشويق انزاحت غيمة الحزن عن قلب الصغير، وصار متحمساً للوصول إلى وجهته.

1. 
   

   مكان تحت الشمس.. في حب المدينة القارئة، كتاب للكاتبة صالحة غابش، صادر عن دائرة الثقافة بالشارقة سنة 2021، يقع في 124 صفحة من القطع الصغير.

تبرز الكاتبة أهمية القراءة، وزرع حبها في النفوس، وتتناول إرساء دعائمها في مدينة الشارقة، التي تبدت للعالم واحة غناء للعلوم، ومسرحاً ثقافياً متواصلاً، ينهل منه الصغير والكبير، منذ معرض الكتاب الأول عام 1982.

1. 
   

   أدب الصورة القلمية؛ كتاب في الدراسات النقدية، للدكتور عادل نيل، صادر عن دائرة الثقافة بالشارقة سنة 2021. يقع في 188 صفحة من القطع الصغير.

يرصد الكتاب عمق تأثير الكلمة المعبرة؛ بكل مظاهرها؛ في التوجيه الفكري، والإثراء المجتمعي، والوعي الثقافي، ويحدد الصورة القلمية/البورتريه؛ القائمة على رسم الملامح الجسدية والنفسية للشخصية بأدوات أدبية. وقد اعتمد المؤلف دراسة تطبيقية على أعمال الكاتب خيري شلبي، الذي برع في الصورة القلمية.

1. 
   

   نهارُ الغَزالَة؛ ديوان للشاعر علي مي، صادرٌ عن دائرة الثقافة بالشارقة سنة 2021، وهو الفائز الثاني في جائزة الشارقة للإبداع العربي؛ الإصدار الأول، الدورة 24، سنة 2020. يضم الديوان 20 قصيدة؛ ما بين قصيدة عمودية وقصيدة تفعيلة، ويقع في 124 صفحة من القطع الصغير. تنساب قصائد الديوان في لغة أنيقة، تتوشى بروافد الحداثة، لتغدو صوراً مشرقةً، أحكم الشاعر التقاطها بمهارة، ووُفق في تلوين تراكيبها السلسة بأخيلة خصبة، تتضافر مشكلة لوحة فنية آسرة.

1. 
   

   وللحُبّ تفاصيلُ أخرى؛ ديوان للشاعر مجدي محمد الأمين، صادرٌ عن دائرة الثقافة بالشارقة سنة 2021. يضم 14 قصيدة؛ ما بين عمودية وتفعيلة، ويقع في 119 صفحة من القطع الصغير. يلخص الديوان بانسيابٍ؛ تجاربَ الذات المتفاعلة، ويختزلُ بمهارة ظلالَ الشعراء في الحياة؛ تصوراً وانفعالاً، واكتواءً بالمؤثرات المتلاحقة، ويمتلك الشاعر مجدي قوة في التصوير، ورقة في الإحساس، وتنبّلاً في العبارة، ينمّ عن خيالِ شاعرٍ مسكونٍ بالمشاكاة والقلق؛ مولعٍ بالبوح الشفاف، المتناثر بين الصبابة والشوق، والعزف على أوتار التمني، والعيش على رفات الدموع.