لوحات شكسبيرية خالدة في العدد (64) "الشارقة الثقافية" تستطلع آراء الشعراء العرب عن أحوال القصيدة

31 يناير, 2022


صدر أخيراً العدد (64) لشهر فبراير (2022م) من مجلة (الشارقة الثقافية) التي تصدر عن دائرة الثقافة بالشارقة، وقد رأت الافتتاحية التي حملت عنوان (عالمية الخط العربي) أن الخط ليس مجرد كتابات مزخرفة بهيئات مختلفة، بل هو رسالة إنسانية وحضارية وثقافية تتجسّد بالنصوص والآيات القرآنية والأبيات الشعرية والمقولات المأثورة للتعبير عن المواقف والأفكار والرؤى، ونقل المعارف والتجارب واللحظات التاريخية المؤثرة، إنّه بكل اختصار يمثّل سيرة الفن الإسلامي ويرسم الشخصية العربية وهويتها الخاصة وعبقريتها المتوارثة. ولفتت الافتتاحية إلى أنّ الخط العربي يمتلك العديد من المفاهيم والقيم الجمالية والفنية والروحية، لذلك بهر العالم برونقه وتكويناته وتعبيراته وأبعاده، وتأثر به العديد من الفنانيين والنحاتين والرسامين الغربيين، فضلاً عن انتشاره في أماكن كثيرة في العالم، وإقبال الكثير من غير العرب على تعلمه، كل ذلك شاهد على عالمية الخط العربي بحروفه المطواعة وإمكاناته الهائلة وتوالداته التي لا تنتهي.



أما مدير التحرير نواف يونس؛ فأكد في مقالته ( لوحات شكسبيرية خالدة) أن الأعمال الشكسبيرية لاتزال تقدح خشبات المسرح في العالم، وحتى الآن، بأساليب ورؤى وأفكار مغايرة ومواكبة ومعاصرة، مبيناً أن كل هذه الأعمال، تعتمد أساساً على شخصيات مركبة، تعاني حالات متناقضة ومتداخلة، ومتعارضة ومتوافقة معاً، تتنازعها القيم الإنسانية المتراوحة في صراعها، بين الخير والشر، والجمال والقبح، والانتماء والخيانة، والإيمان والريبة، وحالات من الإحباط والانكسار والحلم والبطولة والهزيمة، وهنا تكمن عبقرية شكسبير المتدحرجة على مر العصور، والتي لا نستطيع التملص منها، مهما اختلف الزمكان في الوجود الإنساني.



وفي تفاصيل العدد (64)، اختار يقظان مصطفى علماً من العلماء العرب والمسلمين هو ثابت بن قرة الذي مهّد لابتكار (حساب التفاضل والتكامل)، وحاور حسن الوزاني المترجم والمستشرق مايكل كوبرسون الذي راكم ربع قرن في تدريس الأدب العربي وترجمة نصوصه الكبرى، واستعرض خوسيه ميغيل بويرتا العناصر الأساسية لتصور الوقت في الفن الإسلامي وهي (التمثيل، واللعب، والاحتفال)، فيما توقف عمر إبراهيم محمد عند مدينة بورسعيد وعبقرية المكان، ورصد إلياس الطريبق تاريخ مدينة (سلا) التي تعاقب عليها الموريون والفينيقيون والرومان.



أمّا في باب (أدب وأدباء)؛ فتناولت ثراء هاني سيرة الشاعر والروائي والقاص والصحافي المغربي الطاهر بن جلون الذي يعبر عن هويته العربية بلغة أجنبية، وولجت أميرة الخضري المليجي إلى عالم الشاعر عدنان مردم بك الذي يعد من رواد الشعر العربي، بينما حاور عذاب الركابي الأديبة فتحية النمر التي اعتبرت أن الكتابة لحظة سلام نفسي، وقدم د. محمد صبيح مداخلة حول الشخصيات التاريخية في الرواية ما بين التخيل والواقع، وحاور ممدوح عبدالستار الروائي الجزائري د. بومدين بلكبير الذي دعا إلى الخروج من حالة الدهشة والانبهار إلى الإمساك بخيط العصر ومنجزاته، وقرأت هبة محمد سيرة الأديب عبدالوهاب الأسواني الذي يعد علامة مضيئة في عالم السرد، وقدم شمس الدين العوني استطلاعاً يرصد الآراء والمواقف لعدد من الشعراء بخصوص أحوال القصيدة والشعرية العربية، وتوقف يوسف الرجب عند رائد أدب الأطفال في العالم الشاعر والروائي هانس كريستيان أندرسن الذي استلهم حكاياته من عالم الحلم، وقدم د. أديب حسن قراءة في رواية (الأزبكية) للكاتب ناصر عراق الذي استلهم من التاريخ خطوطها العريضة، وتناول د. هانئ محمد شخصية متميزة في الشعر الجزائري هو محمد العيد شاعر النهضة، فيما رصد عزت عمر مسرحة السرد والأحداث في رواية (الغميضة) لوليد علاء الدين، وبيّن محمد المغربي ملحمة العبث والإنسانية في رواية (في انتظار القطار) لعمر فضل الله، وأجرى خليل الجيزاوي حواراً مع الروائي مصطفى نصر الذي اعتبر أن تكريم الشارقة الثقافي توج مسيرته الأدبية، واستعرض حاتم السروي سيرة حامد جوهر رائد البحريات وفارس البلاغة الأدبية، وحاور أحمد اللاوندي المترجمة المصرية يارا مصري التي أكدت أنها تعتمد على أهمية الكتاب والمؤلف في ترجمتها، وكتب وليد رمضان عن رائد الرواية الجزائرية عبدالحميد بن هدوقة الذي عكس هموم مجتمعه وطموحاته، وتناول أحمد أبوزيد الشاعر المصري محمود غنيم، الذي تميز بين شعراء عصره بروح الدعابة والفكاهة، فيما حاور وفيق صفوت مختار الشاعر فاروق جويدة الذي أكد أن الطبيعة أول معلم في الفن.



وفي باب (فن. وتر. ريشة) إطلالة على عالم التشكيلي إسماعيل الرفاعي الذي يرسم الأشعار ويكتب اللوحات بقلم زمزم السيد، وإضاءة على سعدالله ونوس والمسرح التجريبي في سوريا بقلم السيد حافظ، إضافة إلى وقفة مع فيلم (لا تنظر إلى أعلى) كوميديا سوداء في مواجهة الفناء بقلم أسامة عسل.



من جهة ثانية؛ تضمّن العدد مجموعة من المقالات الثابتة، وهي: عنترة بن شداد في باريس – بقلم د. محمد صابر عرب، المستشرقة كارين آرمسترونج جسّرت العلاقات بين الإسلام والغرب – بقلم محمد إسماعيل، الغربة والمثقف العربي – بقلم حسونة المصباحي، المثقف العربي والهوية – بقلم يحيى السيد النجار، مع شوقي بغدادي – بقلم أحمد يوسف داوود، تتشابك السيرة الذاتية والفكرية للكاتب العربي – بقلم نبيل سليمان، العلاقة بين الرواية والتاريخ – بقلم د. عثمان المودن، ميخائيل نعيمة بين السياق الاجتماعي والواقع في رواية "اليوم الأخير" – د. عايدي علي جمعة، مفهوم المثقف العربي – بقلم د. صالح هويدي، أجيال الشعر بين التوصيف والإنجاز – بقلم د. حاتم الصكر، إرنست همنجواي لامس في رواياته انكسارات وانتصارات الوجود الإنساني – بقلم سوسن محمد كامل، الحداثة الشعرية والوعي المعرفي – بقلم غسان كامل ونوس، القصيدة الإفريقية: التحديد والتقارب – بقلم د. يحيى عمارة، (الكولاج الروائي) في السرد العربي المعاصر – بقلم د. ضياء الجنابي، هل غيرت الكلمات العالم – بقلم نجوى بركات، د. عمر فروخ مؤرخ الوجدان الأدبي – بقلم د. بهيجة مصري إدلبي، في القراءة والكتابة من الجاحظ إلى الحاسوب – بقلم المنصف المزغني، الكتاب وجدل التطور والبقاء – بقلم الأمير كمال فرج، جمالية البلاغة بين التأثر والتأثير – بقلم غنوة عباس، وهم التغيير ووالتأثير – بقلم أنيسة عبود، المزج التصوري للتشكيل – بقلم نجوى المغربي، سيد الوكيل ورأب الصدع بين الناقد والمبدع – بقلم مصطفى عبدالله، علم الصيدلة الإسلامي – بقلم محمد فؤاد علي، أبعاد العمل الفني الإبداعي ومكوناته – بقلم د. مازن أكثم سليمان، ما بين (بوشكين) و (يفتوشينكو) – بقلم رعد أمان.



وفي باب (تحت دائرة الضوء) قراءات وإصدارات: قراءة في (الأدب الساخر) للدكتور نبيل راغب – بقلم إيمان حريفشة، العالم بعيون طفل في قصة (النافذة) – بقلم مصطفى غنايم، محمد أبوالسعود الخياري يصدر كتابه الجديد (تأملات في الرواية العربية) – بقلم هالة علي، جولة في ربوع آسيا.. حكايات مشوقة – بقلم ناديا عمر، مقاربات في القصة القصيرة – بقلم أبرار الآغا، الموسيقا العربية بين الغناء والشعر – بقلم نجلاء مأمون، فؤاد الظاهري (مصرية الجذور وعالمية الإبداع) – بقلم ضياء حامد، جرأة الاقتحام والاكتشاف والتفتّح.. قاسم توفيق في روايته (جسر عبدون) – بقلم عمر أبو الهيجاء.



وأفرد العدد مساحة للقصص القصيرة والترجمات لكوكبة من الأدباء والمبدعين العرب، وهي: ضو سليم (عندما غاب البدر عن ليلتها) قصة قصيرة، (عندما غاب البدر عن ليلتها) والنسيج الشفاف - نقد / بقلم د. سمر روحي الفيصل، مراد ناجح عزيز (نخلة في الهواء) قصة قصيرة، ثريا عبدالبديع (فرادة الفراغ) قصة قصيرة، رفعت عطفة ( بيوليتا) قصة مترجمة، إضافة إلى (أدبيات) فواز الشعار، وتراثيات عبدالرزاق إسماعيل، تضمنت جماليات اللغة وقصائد مغناة وواحة الشعر وينابيع اللغة.