افتتاح معرض فني مشترك في "بيت الخزف" بساحة الخط

20 ديسمبر, 2021


الفنانة الإماراتية نجاة مكّي تضيء متحف الشارقة للخط بـ"أنوار القلوب"



*بادرت بإهداء أعمالها إلى هيئات ومؤسسات الشارقة





شهدت ساحة الخط في الشارقة، صباح اليوم الأحد، افتتاح المعرض الشخصي الموازي "أنوار القلوب" للفنانة الإماراتية نجاة مكّي في متحف الشارقة للخط، ضمن فعاليات الدورة الرابعة والعشرين من مهرجان الفنون الإسلامية، بحضور سعادة عبد الله العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، والاستاذ محمد إبراهيم القصير، مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، مدير المهرجان، وفنانين وخطاطين وإعلاميين من مختلف دول العالم.



وتجوّل العويس والقصير والحضور في المعرض، حيث اطلعوا على أعمال فنية متنوعة قدّمتها الفنانة برؤية جمالية لافتة، واستمعوا إلى شروح حول المعاني التي تحملها الأعمال فضلاً عن كيفية الاشتغال عليها.





"اهداء الأعمال"



وبادرت الفنانة الإماراتية نجاة مكّي بإهداء اعمالها المشاركة في معرض "أنوار القلوب" ضمن فعاليات الدورة الرابعة والعشرين من مهرجان الشارقة للفنون الإسلامية إلى متاحف وهيئات ومؤسسات الشارقة.



وفي معرض الحديث عن هذه المبادرة، قالت مكّي: "اهدي كامل أعمالي المشاركة في مهرجان الشارقة للفنون الإسلامية لمتاحف وهيئات ومؤسسات الشارقة، عرفاناً بالجميل الكبير الذي يقدّمه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، من خلال دعمه للفنون والثقافة، واحتضانه الحميم لكل مبدع فاعل في المساهمة في الحراك الثقافي الفني بالشارقة".





"أنوار القلوب"



تمثل الأعمال الفنية في معرض نجاة مكي "أنوار القلوب" امتداداً لثقافات حضارية سابقة، وهي رسالة تحمل مضموناً، وتخاطب الوعي الإنساني بإدراك القيم الجمالية الموجودة في الطبيعة بهدف المحافظة على رموزها وأشكالها، وتطويع ما بها من جمال في أعمال فنية تحمل رؤية جمالية، وكذلك مواكبةً لتطوّرات العصر.



وجرى استخدام خامات وأدوات تحمل خصائص متعدّدة، فنغمات الخطوط ودرجاتها وترتيب تتابعها وكيفيّة تآلفها تمثل جانباً هامّاً للشكل العامّ بما يناسب البناء التشكيلي لكلّ عمل، وتتركّز الفكرة على القيمة التشكيلية والتعبيرية، والوحدة بين الأجزاء والتي تنشأ عن العلاقات الخطّية واللونية غير المرتبطة بتحديد المفهوم، وإنما بالخبرة- من خبر الشيء علم بحقيقته-، وكذلك الإيقاع والتناغم والتوافق.



وقد عبّرت تلك الأشكال عن الحركة في اتّجاهات متعدّدة، وظهرت في كيان واحد يعكس أسلوب الحياة وإيقاعها المستمرّ، ويعتبر الضوء هنا وسيطاً تصميمياً، بالإضافة إلى استحضار التراث الإسلامي في رؤية تواكب العصر والمتغيّرات العالمية والمحلية، وكذلك معطيات الطبيعة كمصدر من مصادر التنوّع، لهذا جاء الاهتمام بعناصر التصميم داخل التكوين وتآلفها وعلاقة الوحدات بعضها ببعض من حيث الشكل والمساحة والفراغ والهيئة وما حولها، وذلك في عمليّة البناء كالوحدة، والتقابل، والتغاير، والإيقاع، وعلاقة الظلّ والنور، والتماثل، والتناظر، والتدرّج، وهذا يعكس قانوناً من قوانين الكون، فالشكل المتعرّج أو الحلزوني جاء حسب قانون التعاقب الأزلي للكون والحياة: ليلٌ يعقبه نهار، ونهارٌ يعقبه ليل، كما يعتبر في الثقافات الإنسانية رمزاً  قمرياً يشير إلى التجدّد المتداول.



نجاة مكّي فنّانة إماراتية نشأت وفي قلبها حبّ الفن، فدرست في كلية الفنون الجميلة في جامعة حلوان في العام 1982، وواصلت شغفها في الدراسات الأكاديمية لتنال درجة الدكتوراه من نفس الكلية في العام 2001.



اهتمت مكّي بالإيقاع اللوني والشكلي، وركّزت في أعمالها الفنية على النمط التعبيري الرمزي، كما كان للزمان والمكان حضور مباشر وقويّ في بداية مشوارها الفني، وبمرور الوقت أخذت منحى آخر من خلال عناصر التكوين وارتباطها مع بعضها البعض، وذلك في تجريد إيقاعي متناغم. ظهرت لها عدّة تجارب منها تجربة الألوان الفسفورية التي بدأتها سنة 1989 في أوّل معرض احتضنه نادي الوصل في دبي، فيما تمنح مكّي المرأة حضوراً مباشراً وقويّاً في أعمالها الفنية.



"بيت الخزف"



وشهد بيت الخزف افتتاح  معرض صلة (حرف وخزف)  للفنانيّن العراقيين وسام الصائغ وسمية عزيز، حيث يقدمان مشغولات يدوية مبهرة، وتعود تسمية المعرض بهذا الاسم لارتباط واقتران وتمازج مكونات تشكيل العمل الفني بمعانيه المختلفة، وهذه الصلة بين العنصرين الماثلين أمامنا (الحرف والخزف)، وهما من أقدم عناصر الفن الاسلامي، فللخزف إرث قديم في الفنون عبر العصور المختلفة، وللعصر الاسلامي ارتباطات وثيقة بالخزف من ناحية الاداء المنفعي والتشكيل الجمالي والوصفي والتوثيقي.



من هنا، يتطرّق المعرض لما هو ممكن أن يكون من صلة بين الحرف العربي الأصيل، والخزف وتقنياته وأساليبه.