"إبداعات كتاتيب".. جماليات حروفية تزيّن جدران بيوت الخطاطين

05 مارس, 2021


شهدت بيوت الخطاطين في ساحة الخط في الشارقة، افتتاح الدورة الخامسة من معرض "إبداعات كتاتيب"، بحضور سعادة عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، والاستاذ محمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، إضافة إلى القائمين على المعرض وجمهور من محبي الخط العربي، مع الالتزام بالإجراءات الوقائية من الوباء.



وضمّت الدورة الخامسة 56 عملاً خطياً لـ34 مشاركاً ومشاركة من منتسبي برنامج كتاتيب في مساجد الشارقة، ومنتسبات جمعية الاتحاد النسائية بالإمارة، إضافة إلى مشاركين من كافة أنحاء الدولة، وشكّلت اللوحات طاقة حروفية جمالية زيّنت جدران البيوت، وعكست ثقافة بصرية لافتة لما فيها من انسياب في خطوط متنوعة مثل الرقعة، والنسخ، الديواني، والثلث، والكوفي، فيما حملت نصوصاً قرآنية وأدعية وعبارات إرشادية.



وتجوّل عبد الله العويس برفقة الحضور في أروقة المعرض، واستمعوا إلى شروحات مشرفي الدورة من أساتذة ومختصين في مجال الخط العربي.



وخلال الجولة، أشار عدد من الاساتذة إلى أن مسيرة الخط العربي تتطلب جهداً، وعملاً دؤوباً على التدريب للوصول في فن الخط العربي لهذه المستويات التي تشارك في المعرض، وأوضحوا أن اللوحات لطلاب وطالبات انتسبوا لبرنامج "كتاتيب" منذ سنوات ليصبح نتاجهم لافتاً، وأكدوا أن من بين هؤلاء الطلاب من نال جوائز متنوعة.



وتابع المشرفون على البرنامج في قولهم إن الخط يحتاج إلى الصبر والمثابرة، ليخرج خطاطاً مقتدراً يستطيع أن ينتج أعمالاً فنية احترافية تبرع في فنون الخط العربي، والفنون الملحقة به مثل فن "الآبرو والزخرفة".



وأوضح الاساتذة أن المعرض يضم خطوطاً متنوعة بحسب مرحلة التعلم، وأشار هؤلاء إلى أن الطالب يحتاج في البداية إلى معرفة مفاتيح الخطوط كخط الرقعة، ثم خط الديواني، فالنسخ، إلى أن يتعلم الخطوط التالية ذكرها كالثلث، والديواني الجلي، والنستعليق. 



وكشف المعرض عن مشاركة طالب فوق الستين عاماً، وأكد الأساتذة، في هذا الصدد، أن محب الخط العربي لا يحتاج إلى سن معينة لخوض غمار فن الخط العربي، حيث يكفي أن يكون محباً ومخلصاً لهذا الفن العريق.



وجرى الإعلان عن برنامج "كتاتيب" تزامناً مع تتويج الشارقة عاصمة عالمية للثقافة الإسلامية في العام 2014، فيما انطلق طليعة العام 2015، وتواصلت دوراته على مدى تلك السنين بألق وعطاء لم يتغيرا، وتمكّن، أي البرنامج، من تعليم مئات المشاركين والمشاركات، وكان من اللافت انتساب مشاركين تجاوزت أعمارهم الستين عاماً، تعلّموا الخط العربي للمرة الأولى في حياتهم، وأتقنوه ببراعة لافتة.



ويؤكد البرنامج على الدور التنويري للمسجد في نشر الثقافة العربية الإسلامية والحفاظ عليها، ومن ضمنها ثقافة الخط العربي، وتعميق الوعي لدى المجتمع بفن الخط العربي، إضافة إلى ممارسة الخط الأصيل بشكل تلقائي ويومي نتيجة الاهتمام به.



يذكر أنه سيجري تنظيم معارض مشابهة في المنطقة والشرقية والوسطى في إمارة الشارقة خلال الفترة المقبلة.