العويس: مجلس الحيرة الأدبي يحتضن الإبداعات المحليّة والعربيّة ويجمع النتاج الإبداعي

24 ديسمبر, 2019


ملتقى الشهري للشعر الشعبي  



( شعراء من دولة فلسطين )





ضمن فعاليات الملتقى الشهري للشعر الشعبي الذي نظمته دائرة الثقافة في الشارقة، أمس الأول، استقبل عبدالله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة بالشارقة في مجلس الحيرة الأدبي، نخبةً من شعراء فلسطين.



وفي اللقاء، الذي حضره مدير مجلس الحيرة الأدبي الشاعر بطي المظلوم، رحّب العويس بالشعراء الضيوف، ملقياً نبذةً عن مجلس الحيرة الأدبي الذي جاء وفق رؤية صاحب السّمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ليحتضن الإبداعات المحليّة والعربيّة ويجمع النتاج الإبداعي، في أمسياته وندواته وكافة أنشطته المتنوعة. وأكّد العويس قيمة الشعر الفلسطيني في حمله سيرة شعب ما يزال مرتبطاً بتراثه وأرضه، بالرغم من كل الظروف، وأهمية الألوان الفنيّة المتعددة في البيئة الشعرية الفلسطينية، وخاصة شعر الزجل لما له ولبقية الأنواع الأخرى من حضور كبير.



واشتملت الأمسية على قصائد متنوعة في الاستذكار والحنين ومواضيع العودة للتراث، ودور الشعر في نقل هموم الشعوب، إضافةً إلى القصائد الاجتماعية الناقدة، التي ألقاها شعراء حافظوا على الصورة الفنيّة، مستعيرين الكثير مما حولهم من الطبيعة والفلسفة لرسم المشاهد والطقوس التي احتفت برومانسية الشاعر وذكراه الرقيقة بين الأمس واليوم.





العطاري: حكاية العتابا



وألقى مقدّم الأمسية الشاعر والأعلامي عبدالسلام العطاري نبذةً عن الشعر الفلسطيني الشعبي وفن الزجل، وارتباط ذلك بحكاية الشعب الذي يبحث عن وطن، باعتبار الشعر قلعة من قلاع الصمود والنضال، متطرقاً إلى الحداء والزجل عند الرجال، والغناء عند النساء. وقال إنّ تفاوتاً في الأغنية الشعبية بين فلسطينيّ البحر وفلسطينيّ السهل وفلسطينيّ التلال والجبال، وهو ما انعكس على المعاني وموسيقاها وعنّات الشعراء الشعبيين ما بين هدوء وسكون وصخب وخشونة وغضب. وأيضاً انعكاس ذلك على أصوات النساء بين الترويدة والتهليلة، والفرق الواضح في ذلك بين امرأة المدينة وامرأة الحقول والسهول والأرياف والقرى والفلاحين.



كما تحدث عن حكاية وفنون العتابا وظريف الطّول والمعنّى والشروقي والهيجني والقرّادي، والميجانا وغير ذلك من الفنون. 





الفحماوي: ابتسام الأزهار



حملت قصائد الشاعر أحمد المراعبي الفحماوي ملامح الذكرى، والطقوس اللطيفة التي كوّن منها مادةً للغزل الشفيف، مستثمراً مفردات البدر الذي يظلّ يغار، والورد الذي سرعان ما يذبل، والزهر الذي أصيب بالجنون، لتكون عودة الحبيبة سبباً في ابتسام الأزهار وتلوين الورود، خصوصاً وقد استمد الحسّون ألحانه منها، مثلما تدجّن الصقر حين أحس بملمسها، وفي خضمّ وصف الشاعر العيون الناطقة بصمتها، والتي تصون العهد، كان سؤال الشوق واللهفة لمعرفة الحال، ومما قرأ: " بتتذكري  أيام  ما   كُنتي/ يغار  البَدْر كُلْما  تزينتي/ ومن دون زينه الورد كان يغار/ كل ما الحلا عالورد بينتي/ وكنتي ان غبتي عن ورود الدار/ ذِبْل الوَرِد والزَهْر جننتي/  وكل ما رجعتي تضحك الازهار/ ومن حسنك الوردات لوّنتي/ بتتذكري الحسون لما غار/ لما إلو  ألحان  لحّنتي".



كما لخّص الفحماوي حال الشاعر الحرّ المثالي، بين الواقع والخيال، وبين الغزل بزهر الحديقة والإبحار بالأفكار، وبين التراث وتوصيل الرسالة، ومما قرأ: "كلام الشاعر  الحُر المثالي/ مرة  واقعي  ومرة خيالي/ ومرة يشرح هموم الخليقه/ ومرة يسرح بعصر الخوالي/ إذا بتغَزّل  بْزهِر الحديقه/ بفوح  العطر بحروف المقالهِ/ واذا  أبحر بأفكارو العميقه/ حْروفو  ترصّعو  دُر  ولآلي".





غانم: جمال القمر



الشاعر عبدالله غانم نوّع بين القصائد الغزليّة والاجتماعيّة الداعية إلى التفكّر والنظر في تبدّل الأحوال، وفي القصيدة الأولى التي حملت عنوان "عين الشمس" كانت أمنيات الشاعر بالقرب من الحبيبة التي يتمنى أن يكون طالباً في درسها، يبوح لها بجمالها وحضورها الذي يشبه عين الشمس، غير أن الشمس تنطفئ أمّا هي فتبقى متوهجة، واستعار الشاعر عنتر عبس للدلالة على استعداده للتضحية في سبيل رضاها، فهي التي فاقت جمال القمر والشمس معاً، ومما قرأ: "نفسي بصباح الخير من نفسِك/ ونفسي أكون الطالب بدرسِك/ ونفسي ف ذانك قوم أهمس همسْ/ قديش إنتي مرتبة بلبسِك/ ونفسي أحطك حد عين الشمس/ رح تنطفي وما تنطفي شمسك".



وفي قصيدته الثانية ظلّ الشاعر غنام يذكّر بالحياة الفانية، والدنيا التي تشبه المنفى، ليذهب إلى الوصايا النابعة عن حكمة الموقف، فيشتغل على ثنائيّة الباب والقفل من منظور فلسفي، ومما قال: يا إبن ادم ظلك اذّكّر/  دنياك منفى قصير و بترحلْ/ من شان هيك استكثر الأصحاب/ زنار صبر تزنّر اجّمّل/ لـ بدو يْبات بدار دون إبْواب/ ما يزعلش ع الباب المقفل/ واللي بعاشر لجماعة ذياب/ ممكن بأنو ذيب يتحول". 





الجلماوي: الفرصة الأخيرة



واستعار الشاعر مثنى الجلماوي صوراً قويّة تفاعل معها الجمهور، مشتغلاً على لغة العواطف والنجمات والمشهد الشعري المتكامل بما يخدم غرض القصيدة، ففي القصيدة الأولى "معنى الزجل" صاغ الجلماوي بديع شعره في تراكيب ناضجة أدبيّاً، ومما قرأ: " الزجل مش ملك للشاعر بذاتو/ بعد ما نفقدو نعلن وفاتو/ الزجل لغة العواطف والمشاعر/ حديث الروح اصدق ملهماتو/ وصبر عاشق مع النجمات ناطر/ ت يروي للقمر قصة حياتو/ وبحة ناي زلغوطة حراير/ جرس خوري ودُعا بصلاتو". 



وفي قصيدته الثانية "أخت القمر"، صنع الشاعر الجلماوي مشهداً سينمائيّاً مميزاً، في وصف الخوف وضياع الأمل أو الفرصة الأخيرة، حين قرأ: " بكّير فِقتْ الصبح عا صوت دقّ الباب/ وحسيت خلف الطَّرِقْ أنفاس مرعوبي/ حسيت جسمي انحنى والشَعر مني شاب/ وبدلت عُمر الصِّبا بختيار كركوبي/ ولْقيتْ أخت القمر سَدْلت عليها حجاب/ مثل الـ كإنها الشَّمِس بالغيم محجوبي/ ولما قريت الوَما ومَسحت على الأهداب/ اتمنيت روحي فَدو بس تغفر ذنوبي/ قُلْتِلْها شو اللي جرى قالت وفد خُطّاب/ لافي علينا المسا ومِنْ ناس منسوبي/ وكْثار قبلو رْفَضِت ما ظلْ عندي أسباب/ يا خوف بعد المسا رح صْير مخطوبي". 





أبو الناجي: أهل الدار



الشاعر محمد أبو الناجي  تميزت قصائده بغرض الحنين، وطقوس البساطة وحضور الجيران والحب الذي يجمع الناس، ومن قصيدة "أهل الدار" قرأ: يارب نِرجع مِثل ما كُنّا/ أحمد وخالد وقاسم وحنّا/ نُقعد سويّه ناطرين الباب/ بْرَجْعِتْ الخِتيار نسّتنا/ ونعيش كُلنّا بالبلد أحباب/ والجار بالجيران يِتْهنّا/ وما حَدْ فينا للأَخو يِغْتاب/ ونعيش إخوة صادقين طِيابْ/ وقلوبنا عَ بعضْها، تِحنّا/ ونفرح ونِطْرب عَ لحن زرياب/ ونجعل  بلدنا قطعه من جنّا/ ونْحضّر الدّلات ومنها طاب/ للضيف طِيبْ الهيل والبُنَّا".



ومن قصيدته "معروف الهوية"، قدّم الشاعر أبو الناجي صفات طيبة بصور فنيّة له ولبلاده، ومن القصيدة قرأ: "مساء الخير يا أطيب أهالي/ بسهره طيّبه وأحلى الليالي/ الكل وجوه مرموقه ونديه/ بأحلى حضور بسمه بقلب هالي/ قبل تِلبس حروف الأبجديه/ رِداء الفن بالثّوب الجمالي/ أنا من بلاد تربيتها غنّيه/ من تراباتها عروق الأصالي/ بصبر وجَدْ والروح القوّيه".





خندقجي: بيوت الزجل



الشاعر نزيه خندقجي كتب في قصيدة "بيوت الزجل" عن فلسطين، راسماً صورة بلاده والتي ربطها بالنخل في ارتفاعه، مثلما أكّد حضور المعاناة والنضال، ومما قرأ: " من بيوتِ الزّجل لكتب مقالي/ تْفوق العقل واتْفوق الخيالي/ تحكي عن شعب واثق بحالو/ جْبينو دومْ مِثل النخل عالي".



أما في قصيدته "أنا شاعر" فقد رسم صورة الشاعر الحقيقي والشعر الأصيل، ومما قرأ: " الشعر مثل الدهر بأربع فصولو/   وحسب لفصول في عقلي مقسم/ الشعر أجدادنا الي حكولوا/ وبعدو على نفس النهج مرسم/ الشعر أجدادنا إلي بنولو/ أساسو قوي ما ظنيت يهدم/ نصيحه يا حدّايه إرجعولو/ بلكي قلب أُمتنا تبلسم/ وعود البيدر وترجع خيولو/ وعود الصف الحلو المُنظم/ وإكبار البلد بالساحه إِصولوا/ وجولوا في لبس لائق محشم".