5 شعراء يضيئون بيت الشعر بالشارقة احتفالاً بلغة الضاد

22 ديسمبر, 2019


أقام بيت الشعر بدائرة الثقافة بالشارقة مساء أول من أمس أمسية شعرية احتفالا باليوم العالمي للغة العربية شارك فيها كل من عبدالله الهدية من الإمارات ومحمد الغزي من تونس وأبو عبيدة صديق من مصر وعبدالله أبو بكر من الأردن وجاسم عساكر من المملكة العربية السعودية وقدمتها الشاعرة همسة يونس بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي وجمهور لافت من الشعراء والمثقفين والمهتمين.



افتتح القراءات الشعرية الشاعر عبدالله الهدية الذي تغنى بـ"عريبة الجدين" اللغة العربية، وذكر في نصه ما تعانيه هذه المدينة الخالدة من جفوة بعض أبنائها وهجرانها وهي النابضة بالجمال والدهشة، ومما قرأ:



‏‏وحدي أطوفُ الْهَمَّ دون مدينتي



مذْ شَرَّعَتْ أبوابَها لِلْبَلْبَلَهْ



واستقبلتْ عرّابَ قافلةِ النوى



ليسوقَ وجهتَها بعكسِ البوصلهْ



لتشيحَ عن حِصْنِ الحجابِ أسيلَها



وتردُّهُ حيناً لداعي البسملهْ



فغدا يراقصٌها الغريبُ على صدى



أنغامِ عولمةِ الشتاتِ المقبلهْ











الشاعر الدكتور محمد الغزي قرأ للغة ودهشة حضورها وللوطن وجمال ترابه النابض بمحبة الغريب له، ولامس الذات والعاطفة بقصائد وجدانية رشيقة أنيقة عميقة، ومن قصيدة "اللغة العربية" قرأ:



لغةٌ تكلَّمتِ السَّماءُ بلفْظِهَا



وأصرّتِ الدّنْيَا علَى ترْجِيعِهَا



كلّ الشعوبِ قبسْنَ من مِصْباحِها 



وحَفنَّ بعضَ الماءِ منْ ينبوعِهاَ



إنْ أدْركتْ نُذرُ الخريفِ لِدَاتهَا  



فعرُوسُنا ما جَفَّ ماءُ ربيعِهَا



بشُعوبها كلُّ اللغاتِ: أفُولُها



بأفُولِهَا وطلوعُهَا بطلوعِهَا



لغة الكتابِ تسَلْسَلتْ آياتُهُ



أعْيا رجالَ القولِ سحْرُ بديعِهَا





وتغنى الشاعر الدكتور أبو عبيدة صديق بلغة الخلود، وقرأ "إلى شقراء" و "غريب" و "ريم على رأس الطريق" التي خاطب فيها اللغة بعاطفة المحب ذاكرا ما تتميز به من صفات وجمال ودلال، ومن قصيدته "ريم على رأس الطريق" قرأ:



لغةٌ على عرش اللغاتِ تربَعَتْ



والتاج آياتٌ من القرآن



لغةٌ تُوحِدُ في الحياة طريقنا



وتضمنا ضم الرفيق الحاني



لا تهجروها في الحديث فسحرها



إن شئتموا أمضى على الوجدان



رقراقةٌ في الحب إن كتبوا بها



وصليلُ سيفٍ في يد الشجعان





الشاعر عبدالله أبو بكر تغنى بجمال "الشاعر" للغة وللمدن التي تضج طرقاتها بالحياة، وتتنفس حاراتها المحبة والوصل، وطاف بحروفه على عمان وأصيلة وتونس، ومن قصيدة "الشاعر" قرأ:



هو حارسُ اللغةِ التي أهدتــ



ـــهُ إكليل النهارِ وقلّدتهُ وسامهُ





في دفتر المغنى يخاتل صوتهُ



ويسوق في سقف الحنينِ غَمامَهُ





هو كلما انكسرت سنينٌ حاول الــــ



ــــمعنى .. وعمّر بالرؤى أعوامَهُ





سيعلق الكلمات فوق عيونهِ



ليرى.. ويبصرَ في الحياةِ مقامَهُ





الشاعر السعودي جاسم عساكر تغنى باللغة من خلال قصيدته النابضة بجمالها، والمحلقة في سماء دهشتها وألقها، وأهدى إلى هذه السيدة الفاتنة قلادة حرفه حين قال:



عذراءُ ما هتكَ الزمانُ حجابَها



إلاَّ ليفتـنَ بالهوى أحبابَها



تختالُ من ألفِ الجمالِ ليائهِ



ترعى صباها كي تصونَ شبابَها



عنقٌ لها يعلو و صدرٌ ناهدٌ



و فمٌ ، يبلُّ رحيقُهُ آدابَها



يزهو بها زيتُ (البلاغةِ) ساهراً



حولَ (البديعِ) مُكحِّلاً أهدابَها



لم يعهدِ التاريخُ أنثىً مثلَها



أنثىً تبزُّ بحسنِها أترابَها



في ختام الأمسية كرم مدير بيت الشعر المشاركين فيها.