مهرجان الشارقة الثاني والعشرون للفنون الإسلامية

22 ديسمبر, 2019


شَهِدْنا، في الأسبوع الماضي، حفل افتتاح مهرجان الشارقة الثاني والعشرون للفنون الإسلامية، الذي يُعد واحدًا من أشهر المهرجانات التي تُعْنَى بالفنون الإسلامية في المنطقة. وبموجب الرعاية السامية من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى وحاكم إمارة الشارقة، رعاه الله، وادارة الشؤون الثقافية لدى دائرة الثقافة في إمارة الشارقة، ستستمر فعاليات هذا المهرجان حتى تاريخ الحادي والعشرين من شهر يناير عام ٢٠٢٠. 





يلعب مهرجان الشارقة للفنون الإسلامية، الذي تأسس عام ١٩٩٨، دور استراتيجي عَبْرَ الترويج لمختلف أطياف الفنون الإسلامية التقليدية والمعاصرة في المنطقة، من خلال المعارض المحلية والدولية، والبرامج الفكرية، والأنشطة التفاعلية.



” مدى ” هو شعار الموسم الجديد لمهرجان الشارقة للفنون الإسلامية لهذا العام. المدى حيّزٌ ومجالٌ مفتوح إلى ما لا نهاية، يُحيل إلى التأمل والانطلاق نحو عوالم بصرية تتوارى وراء المكان، كأن ترى الصورة وأنت مُطبق العينين، وهذا فعل تخيّل، وليس أقدر من المخيّلة على استدعاء كلُّ جميلٍ غائب، وغير مُكتشف. والمدى أيضًا هو الاتّساع، والرحابة، والاستقبال، إنه حقلٌ واسعٌ من الرمزية، إذ يترامى مرةً على نحوٍ أفقي في الأشياء والكائنات، ويتعالى مرةً ثانية على نحوٍ عامودي في سديمٍ بعيد، ما يشكّل جمالية منقطعة النظير .هذا، إذًا، شعارٌ يشارك في التأكيد على ما يمنحه المدى من مخزون فني كبير لأي فنان، لا بوصف المدى ذا دلالة مكانية فحسب، بل، في حضوره الزمني، والثقافي، والتاريخي، الأمر الذي يمنح التجهيز عمقًا فنيًا، وهو ما يتجلّى في الفنون الإسلامية إذ تتميز بالعمقية في مداها غير المحدود.





الأنشطة والفعاليات وأماكن انعقادها



تتضمن هذه الدورة من المهرجان ٢٥٣ فعاليات متنوعة من معارض، ومحاضرات، وورش عمل. هذا وقد شاركت أكثر من ٢٨ منظمة في إعداد وترتيب الفعاليات والمشاريع المشاركة في هذا المهرجان. وتشمل فعاليات الدورة الحالية للمهرجان ٥٥ معرضًا يحتضنها متحف الشارقة للفنون، وواجهة المجاز المائيّة، ومركز مرايا للفنون، ووجهات أخرى في إمارة الشارقة. وفي تلك المعارض، سيتم عرض الأعمال التي جادت بها أيدي ومُخَيِّلات الفنانين والفنانات من أبناء وبنات دولة الإمارات العربية المتحدة، ونُظَرَائِهِم من الدول المجاورة العربية والعالمية. 



وتستضيف إمارة الشارقة، في هذه الدورة من المهرجان ١٠٨ فنانًا من ٣١ دولة ، يقدمون ٢٤١ عملاً فنيًا. أحد الأعمال الفنية المتميزة، من وجهة نظرنا، هو نصب ” انفينيتوم ”  ويعني ” اللانهاية ” ، وهو عبارة عن إنشاء كبير الحجم، صَمَّمَهُ الفنان المعماري والمصمم الإيطالي انطونيو بيو ساراتشينو، الذي يتخذ من مدينة نيويورك مقرًا لأعماله الفنية، إذ يحتوي هذا العمل الرائع على القناطر والأعمدة التي تمتاز بها فنون العمارة والهندسة الإسلامية.





في فعالية الافتتاح في الأسبوع الماضي، قال بيو ساراتشينو عن معروضته الفنية ” إنها تبدو كما خَطَّطْتُ لها تمامًا. القناطر الانعكاسية اللامتناهية تبعث على السحر والبهجة بشكلٍ لا يُعْقَل. إن الانطباع العام يَجْعَلُكَ تَنْظُر بعين الشك إلى ما هو حقيقي من الناحية الفيزيائية بالمقارنة مع ما يُقَدَّم على أنه واقع محسوس.”





وأردف قائلاً:  ” ترمز القنطرة إلى العديد من الثقافات المرتبطة في كثير من الأحيان بالروحانية، والتي يُنْظَرُ إليها على أنها مَجازة بَصَريَّة للخروج عن المألوف ومسيرة الإنسانية. “





سيرى المشاهدون  لهذا العمل الفني، بأنهم مدعوُّون للتَفَكُّر بشكلٍ مَليٍ على اعتبار أنه يمنحنا شعورًا بالأمل من حيث أن العمود  اللامتناهي يُشيرُ برمزيَّتِه إلى إمكانية الخلود والاحتمالات التي لا نهاية لها. 





ومن كوكبة الفنانات المشاركات أيضًا في هذا المهرجان الفنانة البريطانية سينتا تانترا، المشهورة بالأعمال الفنية العامة ذات النطاق الواسع والحجم الضخم. إن العمل الفني المُصَمَّم من قِبلها معروض في واجهة المجاز المائية إلى جانب العمل الخاص بالفنان المصري أحمد قرعلي، الذي يقوم بعرض عمل فني آخر باسم ” مبنى ينمو ” في نفس الموقع.



وأيضًا، من بين الفنانين الآخرين العارضين لأعمالهم في المهرجان هو الفنان الروسي المختص بالطباعة الثلاثية الأبعاد دانيلا شوزي، والفنانة الأمريكية ماري فاغنر، التي تَشتَهر بالرسومات الدائرية المشابهة للدروع والتروس، والفنان الأمريكي ذو الأصل السوري محمد حافظ، الذي تُصَوِّر أعماله مسقط رأسه مدينة دمشق ولكن بشكلٍ مُصَغَّر، والفنانة الإمارتية موزة مطر، التي يتمحور عملها الفني حول فكرة الابتهال ورفع الدعاء إلى الله عز وجل. 





By arsekkamag.com