ختام مهرجان الخرطوم للشعر العربي وزراء و اكاديميين سودانيين يشيدون بسلطان و دور الشارقة الثقافي

27 نوفمبر, 2019


أقيمت مساءً يوم أمس السبت الموافق 23 نوفمبر 2019 في قاعة وزارة التعليم العالي أمسية شعرية شارك فيها ( عماد محمد بابكر، أحمد النور منزول ، الحسن عبدالعزيز، سلافة خالد، الشيخ موسى، محمد زين أبوجديري، معاذ إبراهيم، ميرغني ديشاب)، بعدها تم تكريم الشاركين في المهرجان.



حيث  عبر معالي الأستاذ فيصل محمد صالح وزير الثقافة و الإعلام في السودان عن سعادته باحتضان الخرطوم الدورة الثالثة لمهرجان الشعر العربي و سط حضور كبير من مثقفين و إعلاميين و شعراء ، و قال أن بيت الشعر في الخرطوم في السنوات القليلة الماضية أعاد الثقة في أن الشعر في السودان بخير و خاصة بعد أن سمعت لكثير من شعراء السودان، حيث  أن هذه الامسيات الشعرية تمثل نقشا عظيما في الجسد الفني و الادبي لاهميتها في توطين الابداع في النفوس التي دائماً مهما ارتوت تبقى متعطشة للمزيد.



و كان اليوم الثالث للمهرجان قد بدأ بندوة ( تجليات الوطنية في الشعر السوداني ) التي أقيمت في جامعة أفريقيا العالمية بحضور الدكتورة عائشة موسى السعيد عضو مجلس السيادة السوداني و مدير جامعة إفريقيا البروفيسور كمال عبيد وعمداء الكليات والطلاب الذين توافدوا لأجل الكلمة ، حيث ابتدرت  الجامعة ترحابها بالشارقة وبمبادرات صاحب سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، معبرة عن سعادتها بالشراكة مع بيت الشعر


ثم ابتدأت القراءات الشعرية التى أحياها ضيوف المهرجان   الدكتورعلاء جانب (مصر) الذي قال اشكر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى حاكم الشارقة، على رعايته لبيوت الشعر في الوطن العربي التي تمثل بالفعل وحقيقة منبرا ثقافيا مهما ينطلق من خلاله الشباب الى مستقبل واعد، كما أن المشاركة في هذا المهرجان اشعرتني بسعادة غامرة أولاً للقائي باخوتي من المثقفين والأدباء السودانيين وثانياً لاستمتاعي بأصوات شابه  جديدة في المهرجان، ثم تألق بقرءة قصيدته (عطرًا يمرُّ .. يرتّبُ الأشياءَ):


تتأوّه الصحراءُ حين ترى فمي..


عطشاً فترفع كفّها استسقاءَ


والماءُ في شفتيك يمنع نبعه ..


عني العفافُ وما أجلَّ الماءَ


قد يمنح العطش الكريم لوردة


نُبْلاً.. فيُكسبها الذبول بهاءً !


ولربما صفت النفوسُ بدمعةٍ...


وتنفس الفرحُ الحنونُ بُكاءً


خمسون عاما شاب شعر عيالها..


وتناثرت أحلامها أشلاءً


لا الأصدقاء الأصدقاءَ .. ولا أنا ..


قلبي استمرّ محبةً ونقاءً


الشمس في المنفى تعيد حسابها..


وتبيع وهماً يخدع الفقراءَ


وصديقتي الحسناءُ تلفتني إلى


قمرٍ له من حسنه ما شاءَ


والطابعُ الأبويّ يقمع دهشتي..


بجمالها .. ويميتُ فيَّ رجاءً


أنا يا ابنتي .. عظْمُ المشاعر واهنٌ


مني وتاريخي يئنّ شقاءً



أما الشاعرة قمر الجاسم ( سوريا ) فقالت : انا سعيدة جداً بدعوتي إلى السودان للمشاركة في مهرجان الخرطوم للشعر العربي عبر برنامجه الشعري الحافل، حيث أن هذه المرة الأولى التي احضر فيها إلى السودان  بهذه الدورة الثالثة لمهرجان الشعر العربي ، ومن يسمع عن الدورة الثالثة يستشعر كأنه  طفل صغير يحبو،  ولكن مهرجان الخرطوم للشعر العربي اثبت كم هو  كبير يكاد يفوق الكثير من المهرجانات المعمرة و ألقت قصيدة بعنوان  (مِنْ وجهة نظر البحر).



ثم قرأ شاعر أفريقيا محمد الأمين جوب (السنغال) مجموعة من قصائده وجعل من الحكمة والفلسفة طريقا للولوج لباب القصيدة


غَدًا سَيَضْحَك من يبكي  لعِلَّتِهِ


فَيَخْرُجُ الليْلُ من أدغال عزلته


والصَّاعِدُونَ عَلَى أَكْتَافِهِمْ حَجَرٌ


مُثَقَّلُونَ كَ" جِيفَارَابِثَوْرَتِهِ


مرتِّبُون لفوضى الأرض مُذ خُلقُوا


والغارقون جَمالاً ملء دهشته


تحلجوا في هُطُول الغيم


واتَّقَدُوا تَسامُحًا


و تغنوا تحت إمرته


مُجَازِفُونَ كَأَوْرَاقِ الخَرِيفِ وهُمْ


يُؤَثِّثُونَ اكْتِمَالاً فِي تَفتُّتِهِ


ماذَا إِذَا عَادَ سُورِيٌّ إلى بَرَدَى يَوْمًا


وَعَادَ عِرَاقِيٌّ لِدِجْلَتِهِ


وَقَفْتُ خَلْفَ جِدَارِ الكَوْنِ مبتهجا


يضمني كل قطر


عند غيمته


واختتم النهارية الشاعر عبداللطيف بن يوسف (السعودية)


ووقف على أرض النص القديم المتجدد حاملا ثقافته العميقة ورؤاه المتألقة



-


أنا الرأي لكن القصيدة صعبةٌ


وقد نعتوني بالغوي المجدفِ


ولا شكَّ أيامٌ قضت كنت حينها


أمزق أشباحي بآيات مصحفي


كمن علموني أن أحب وغادروا


وما كل صبٍ من صبابته شفي


صعاليك عدائون مروا على النوى


خفافا وأهدوني سنان المثقفِ


ولكنني والحمدلله سيدٌ


وتدري تميمٌ أنني سيفُ خندفِ


فما المجد إلا كالهوى أوجع الهوى


متى قل حظي فيه زاد تطرّفي


ثم جاءت كلمة البروفيسور كمال عبيد لتؤسس لعلاقة متينة بين بيت الشعر والجامعة وتفتح شرفات أخرى للعالم مشيدا بمشاريع شيخ سلطان الثقافية و يفتح الباب للتعاون لأن الجامعة تضم أكثر من ٨٠ جنسية عالمية تنفتح على اللغة العريية والدراسات الإسلامية.




يذكر أن ثاني  أيام مهرجان الخرطوم للشعر العربي بان كحقل من الحروف المضيئة محملاً بالإنسانية والإبداع كانت بدايته بزيارة لمنزل الشاعر الراحل الصاغ محمود ابو بكر قام بها وفد الشارقة الذي ضم كلا من سعادة عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة بالشارقة والأستاذ محمد القصير مدير إدارة الشئون الثقافية بدائرة الثقافة والأستاذ محمد البريكي مدير بيت الشعر بالشارقة و الدكتور الصديق عمر الصديق مدير بيت الشعر  بالخرطوم ومجموعة من الشعراء الشباب قدموا من خلال الزيارة تحايا المحبة والتقدير لواحد رموز الحركة الشعرية في السودان.


وفي مساء الليلة الثانية للمهرجان تدفق الشعر كشلال من الالوان التي تحمل بين خطوطها تفاصيل الإبداع والخلق والجمال الذي صدح به مجموعة من الشعراء قدموا قصائد تنوعت بين الواقع والخيال والتأريخ بمشاركة الشعراء ( عبد القادر المكي، بشير ابو سن، و قمر الجاسم )، و عبر الشعراء المشاركين عن عظيم سعادتهم  وشكرهم للحضور ورعاية دائرة الثقافة بحكومة الشارقة لهذا المهرجان .