تجليات رمضانية في بيت الشعر في الشارقة

19 مايو, 2019


نظم بيت الشعر في الشارقة ضمن نشاط منتدى الثلاثاء أمسية رمضانية شارك فيها كل من الشعراء يوسف الحمود وشيخة المطيري ومؤيد الشيباني ويوسف الديك وأحمد العسم والمنشد علي النقبي والفنان عبدالله البلوشي وحضرها الشاعر محمد البريكي مدير بيت الشعر وجمهور القصيدة وقدمتها الشاعرة هبة الفقي التي قالت في بدايتها عن بيت الشعر: بيتٌ تألّقت القلوبُ بظلِّهِ/ وتألقت كل النجوم بليلِهِ/ للشعر أضحى قبلةً تشتاقُها/ كلُّ الحروف التائقاتِ لوصلِهِ.





افتتح الأمسية بتحليق فكري وتجل شعري الشاعر السوري يوسف الحمود الذي يقف لأول مرة على منصة بيت الشعر في الشارقة وهو يرسم طريق الكنز وتلك الأمنية التي تهفو إلى تحقيق حلمها مصطحبة ترانيم الشعر وجرأة البوح، ومن قصيدة " آنسة الأغنية " قرأ : 



تذكّرْ: طريقٌ يؤدّي إلى الكنز وعرٌ، خطيرٌ يضيقُ على عابرَينْ، تجنّب فخاخَ المصير الخفيّة، لا تتلفّتْ إلى الخلف والجانبينْ، فلا أمس للذاهبين إلى الحلمِ، ما من رفاقٍ ولا أصدقاء، ولا دربَ يفضي إلى وجهتينْ، تزوّد بأغنيةٍ أنْ يطول الطريق، تعلّلْ بموعد آنسة الأغنيةْ، حضورُكَ فاتحة لغيابي، ولكنّ لي جرأةَ الأمنيةْ





الشاعرة شيخة المطيري لوّنت بحروفها فضاءات الأوطان، ورشت عطر شعورها على مدن الوجد وهي تتنقل برشاقة بين أشكال القصيدة، وتعبر بجزالة لغتها بحور المعاني، ومن " ولادة " قرأت:



ويُقلقُني الموتُ، لكنَّ هذي الحيةَ تزيدُ القلقْ،



رغيفاً وحيداً .. وُلدتُ على شفةِ الفقراءِ، وعوداً بلا صاحبٍ أو غناءْ، 



أنا لحظةٌ من شتاءٍ قديمٍ، على بابِ صيفِ الأماني احترقْ



أنا سكَّرٌ أزرقٌ لا ينامْ، أنا ملحُ أعينكم يا نيامْ





الشاعر والباحث مؤيد الشيباني استهل الأمسية وهو يحتفل بـ " بحر عوشة " وهو كتابه الذي ألفه عن فتاة العرب الشاعرة عوشة بنت خليفة السويدي، وجاءت قصيدته وقفة على مدخل مدينة العين وهو يكلم أفلاجها وأشجارها وبعض تفاصيل عناوين قصائد فتاة العرب في نسيج فني رصين، ومن قصيدة " بحر عوشة " قرأ:



على مدخلِ العين



كانت مواكبُ شعركِ عامرةً بالأغاني/ رأيتُ " الشرايِفَ " عامرةً حيثُما تقفينْ/ وأعرفُ أنَّ رقادَكِ أمسى "غثيثا"/ وأنَّ هوى المغرمينَ غريمٌ، وأيُّ غريمْ / هواجسُهُ في ليالي " الغصايِبْ " وسهدُ العيون " الحِرايِبْ " وهمٌّ وسمٌّ وصدْ





الشاعر يوسف الديك وقف بالحنين على مفترق طرق الأحلام وهي تسافر في فضاءات الغياب، وتمر على مدن تعيش بكل تفاصيلها في الذاكرة وهو يصور مشهدية هذه الرحلة الوجودية التي ستقف يوماً ما عند محطة الغياب الأبدي، ومن قراءاته:



سأرمي كلامي على القبّرات/ وأمضي وحيداً وحيداً / لعلَّ الوطنْ/ يجيءُ صباحاً بحسرةِ أمِّ الشهيد/ ويرقأ دمع العناةِ الزمنْ/ أنا كلُّ هذا الفراغِ المعبّأِ بالذكرياتْ/ كلُّ هذا الضجيج الرديءْ/ كلُّ هذا الوهنْ.





أحمد العسم جاء من سكونه الذي انزلق على الكثير من تفاصيل رأس الخيمة وهو يستحضر صورها المتشكلة في نصوصه موجاً وجبالاً وصحارى، وهو يقف عندها مخاطباً بعاميته وفصيحه زمناً شهد ولادة نصه التأملي الفلسفي، ومن " أراكِ في الصورةِ " قرأ:



أنتِ مختلفةً كالفضةِ جمالاً / الحديقةُ والوردة / الواقفُ ينظرْ / الزائر، والكرسيُّ الثابتُ / وعجلة الترفيهْ / الوسيلةُ التي تصلنا بالمفهوم / ومتى ما أتيحَ الوقتُ / سنراقب الضوء المنبعث من جبينك.





تخلل القراءات الشعرية فقرات إنشادية للمنشد الإماراتي علي النقبي بمصاحبة الفنان عبدالله البلوشي في وصلات استذكرت لوحة " كوكب الأنوار " التي قدمت في مهرجان الشارقة للشعر العربي 2013 وبعض الأناشيد الروحانية التي تناغمت مع الجو الروحاني لشهر رمضان.



في ختام الأمسية كرم الشاعر محمد البريكي مدير بيت الشعر شعراء الأمسية.