برعاية سلطان انطلاق فعاليات مهرجان الخرطوم للشعر العربي (2)

25 نوفمبر, 2018


برعاية كريمة من حضرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة انطلقت صباح أمس الخميس الموافق 22 نوفمبر 2018 بمكتبة جامعة الخرطوم  فعاليات  مهرجان الخرطوم للشعر العربي الدورة الثانية   التي ينظمها البيت ، بحضور نائب رئيس جمهورية السودان السيد عثمان يوسف كبر،  معالي عمر سليمان آدم وزير الثقافة و السياحة و الآثار ، معالي الدكتور الصادق الهادي المهدي وزير التعليم العالي و البحث العلمي، و وزيرة الدولة بوزارة الثقافة معالي سمية أكد ،  و وزير الدولة في وزارة الثقافة و السياحة و الآثار معالي مصطفى أحمد محمود، و سعادة الأستاذ عبدالله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة بالشارقة ، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في السودان سعادة حمد الجنيبي، الأستاذ محمد القصير  مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، الاستاذ محمد البريكي مدير بيت الشعر في الشارقة، الدكتور الصديق عمر الصديق مدير بيت الشعر ، وحضر الافتتاح عدد من سفراء الدول العربية و  كوكبة من الشعراء  و المبدعين و وإعلاميين ومتذوقي الشعر.



بدأت فعاليات المهرجان بكلمة لبيت الشعر القاها الدكتور الصديق عمر الصديق قائلاً: أن بيت الشعر في الخرطوم  مفتوح لكل شعراء السودان، و الشعراء العرب و المواهب الشابة، حيث أن بيت الشعر مستمر عبر فعالياته الثقافية بدعم الشعراء ورفد الساحة الثقافية بجديد الشعر والإبداع من قصائد ومواد نقدية شعرية خصوصا هؤلاء المبدعين في المدن والقرى من مختلف المحافظات في جمهورية السودان التي يهتم سكانها بالشعر و الأدب.



و أشاد السيد عثمان يوسف بكر نائب رئيس جمهورية السودان بالتعاون المثالي بين دولة الإمارات العربية المتحدة جمهورية السودان ، الذي يعبر عن الأخوة العربية الصادقة، و جهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ، الثقافي المميز في الوطن العربي، كما اكد نائب رئيس جمهورية السودان على تعهد رئاسة الجمهورية بأن تكون عضداً لبيت الشعر عبر مسيرته.



بدوره قال معالي عمر سليمان آدم في كلمته، أن  الشكر يعود  إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على هذه المبادرة التي عمت أرجاء الوطن العربي، حيث أن بيت الشعر سيكون رافداً من روافد اللغة العربية والأدب في السودان و الوطن العربي، ومؤكداً أن الشارقة  لن تألو جهداً في دعم بيوت الشعر في البلدان العربية من أجل بلوغ أهدافها النبيلة ، بدعم الأدب و اللغة العربية.



بعدها تم افتتاح معرض للفنون التشكيلية (حروفيات) شارك في كوكبة من الخطاطين والفنانين.



و كرم معالي عمر سليمان آدم و سعادة الأستاذ عبدالله العويس  بمكتبة جامعة الخرطوم الشعراء(محمد الخير إكليل، محمد حمد النيل، عبدالعظيم البنا) تبع التكريم  قراءات شعرية للمكرمين وحظيت قصائدهم بإعجاب الحضور.



مساءً في قاعة وزارة التعليم العالي أقيمت أمسية شعرية شارك فيها (عبدالرحمن الفاتح ، محمد المطلي، روان هديب، حسن شهاب الدين) قصائدهم تضمنت مواضيع وطنية، إنسانية ووجدانية تلى ذلك فقرة فنية تراثية قدمها الفنان صلاح ابن البادية.



وفي إطار فعاليات المهرجان بدورته الثانية تم تدشين مشروع حوسبة مكتبة بيت الشعر من خلال ربطها بمكتبة جامعة الخرطوم التي أسست عام 1902م والذي يعد إضافة نوعية للشعراء و الباحثين، حيث توفر مصادر ومعلومات قيمة للدارسين في مجال الشعر، بعدها تم الاحتفاء بصدور ديوان (الخرطوم) الذي جمع بعض ما قدم على منصة بيت الشعر منذ تأسيسه، وتوقيع إصدارت البيت الشعرية لأربعة من الشعراء (ديوان "نعوش" لمتوكل زروق، "أسراب منطفئة" لـ إدريس نور الدين، "نتوءات على جسد الماء" لــ عبدالرحيم حسن حمزة، "عصف يغازل الرمل" لــ الواثق يونس).



تستمر فعاليات المهرجان في يومه الثاني بأمسية للشعراء ( أحمد اليمني، محمد عبدالقادر موسى، سماح محمد، مجاهد الكاروري، أحمد الجيص) ويقدم الفنان مكارم بشير فقرة فنية.



ثالث أيام المهرجان يبدأ ندوة (جمهرة الشعر السوداني) يشارك فيها ( د.سعد عبدالقادر، أسامة تاج السر، أبو عاقلة إدريس)، تليها أمسية للشعراء  (حاتم الكناني، وداد عثمان، عبدالرحمن الفاتح، زكريا مصطفى،  صالح علي صالح) يصاحبهم فقرة فنية للفنان عاصم البنا.



يذكر  أن الشاعر عبدالعظيم البنا القى قصيدة (عبور النهر مرتين)



قُلْ يَا صِدِيقِي مَا تَشَاءُ وَلَا تَخَفْ غَدْرَ اللـُّغَاتِ



وكل أفخاخ الكلامْ




قُلْ مَا تُرِيدُ لِكَيْ نُتِمَّ الآنَ رَقْصَتَنَا بِرَغْمِ رَتَابَةِ الدّنْيَا



و ضَوْضَاءِ الزِّحَامْ




قُلْ كَيْفَ جَاءَتْ هَذِهِ اللغَة العَجِيبَة



هَلْ قـَوَانِينُ الطبيعة مَهَّدتْ مِيلَادَهَا



فَتَطَوَّرَتْ فِي كُلِّ عَامٍ ألْفَ عَامْ




أمْ إنَّهَا خُلِقـَتْ لِتَحْيَا ثـُمَّ تـَعْبُرَ



نَحْوَ مِصْرٍ



ثـُمَّ تَجْرِي عَكْسَ مَجْرَى النِّيلِ



حَتّى تَبْلُغَ السُّودَانَ



ثـُمَّ تُجَسِّدَ الجَرْحَى يُؤَدُّونَ الصَّلَاةَ



عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ



فـَعَلَى مُحَمَّدٍ الصَّلاةُ



على مُحَمَّدٍ السَّلَامْ



أما الشاعر عبدالرحمن الفاتح عبر عن قصيدته قائلاً




قصيدتي البكرُ .. والعشرونَ ، والمِئةُ



حرقتُهُنَّ جميعًا .. أيها اللُغَةُ




وها أنا فارغٌ ، إلا مشاعرَ للـ



ـأرضِ التي ، وحبيبٍ لي ، ولا جهةُ




أَمضِي إليها وكُلي ألسُنٌ خَرُست



فَأُمَّتي -رغم ما قَلَّدتُها- أَمَةُ




دمي ، بريدُ غريقٍ ، والضلوعُ يدٌ



ترمي البريدَ ، وتأبى رَميَهُ الرئةُ




طيني اختلاطُ دموعي والسمارِ فهل



أحيا بدونِ بكاءٍ أيها الأَبَتُ ؟




يَدوي الحنين بجوفي ، كلَّ ثانيةٍ



حتى حسبتُ بأن النبضَ قُنبلةُ




أنسى كأنَّ خيالي ماسحٌ ، وغدي



كونٌ جديدٌ ، وأمسي فيه مَحرقةُ




غير ائتلاقةِ ذكرى للحبيبةِ لم



تُلمَس ، ومذ رحلت والروحُ أرملةُ




وكيف أنسى التي لَمَّا تَفَرَّقنا



وباعدت بيننا الأرضُ المُسَمَّمَةُ




ألفيتها في دمي تزهو ، وفي أَدَمي



تنمو ، وما فَصَلَتنا قطُّ أنمُلَةُ




صَمتٌ توزَّعَ بي شوقًا ، فقمت إلى



أطيافها ، وهزَزتُ الجِذعَ فالتفتوا




سائلتُهنَّ جميعًا علَّ واحدةً



تبقى .. بقيتُ أنا والصمتُ أجوِبَةُ




كما القى الشاعر محمد المظلي قصيدة ( أسماء الغياب ):




اليوم تعشقني البرية كلها



وأنا أظل كما الحجر...



حينا يراودني المساء



لأصطفيه حبيبة



حينا يراودني القمر...



وأنا أراقب بذرة القلب الصغيرة



لا تطل برأسها من تربة الإحساس



تلتزم الحفر...



فأظل ذاك العاشق المسجون



خلف جموده



ووراء كل قصيدة في دفتري



محبوبة مظلومة



ألغى مزاياها القدر...



أحوالنا ظلت تعلمني مقولتها الشهيرة كلما كنت انتكست



رفعت رايات السفر...



فتحثني حتّى  أردد خلفها



"ما العشق أن تتناغم الأرواح أغنية



يغنيها النظر...



العشق ألا تستغيث بحاكم الإحساس أو طيف الصور...



أن يرتضى قلب العشيق جراحه ونزيفه حتّى يُقال بأنه



قلب صبر ...



العشق أن تمحو دموعك بالذي أبكاك



تعشق أن تكون رسالة للعشق



أو قل راعيا



يفدي المحبة والبشر...



العشق أن تمضي وقلبك قطعة



من جنة العشاق



لا عين رأته ولا على بال خطر..."




والقت الشاعر حسن شهاب الدين قصيدة بعنوان ( رجما بالغيب):




رَجْمًا..



بغيبِ الأبجديَّةِ



تكتبُ



ترمي..



بنردِ حروفِها



وتجرِّبُ



تبني سماواتٍ



وتهدمُ مثلَها



وتثيرُ فوضى الغيبِ



ثمَّ ترتـِّبُ



وتهزُّ في الأوراقِ..



جذعَ مجرَّةٍ



ليضئَ عُزلتـَكَ الكليمةَ



كوكبُ



طفلٌ..



برغمِ الأربعينَ..



ولم تزلْ



بدُمَى قوافيكَ الصغيرةِ



تلعبُ



في جيبِكَ المثقوبِ



بضعُ قصائدٍ لثغاءَ



في صلصالِها



تترقـَّبُ



تحيا خرافةَ أنْ تؤرِّخَ عالـَما



بقصيدةٍ



وتخطَّ ما لا يُكتَبُ



تغويكَ جغرافيا الكلامِ



فتبتني



وطنا ببضعةِ أحرفٍ



لك تـُنسبُ



وتقيمُ بيتا



في بياضِ وريقةٍ



يؤوي ابنَ هذي الريحِ



ساعةَ يتعبُ



وعيونُ أمِّكَ



في القصيدةِ



كلما..



صقلتـْكَ مرآةُ الغيابِ



تُرحِّبُ



يا أربعينيًّا بغير نبوَّةٍ



إلا ارتحالك



خلف ما لا يُطلبُ



خضت الحياةَ..



قصيدةً



  فقصيدةً



فمتى..



سيخسرُكَ السرابُ..



وتكسبُ



تتقمَّصُ الدنيا



قناعا زائفا



ووراءَ صورتِكَ القديمةِ



تهربُ



فإذا انشطرتَ على الوجوهِ



تلعثمتْ



مرآةُ طفلٍ



خلفها تتحجَّبُ



كم غيمةٍ صاحبتَ..



كم بحرٍ على كفـَّيْكَ نامَ