الرافد: إضاءات على الحوار الثقافي العربي الأفريقي سرد- شعر- مسرح وتراث

12 نوفمبر, 2018


إعادة افتتاح وإحياء قاعة إفريقيا في الشارقة من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، مثّل الحدث الثقافي الأبرز خلال شهر سبتمبر من العام الجاري 2018. وتكمن الدلالة الأساسية في هذا الإحياء نظراً المكانة الخاصة لحاضنة ثقافية أطلّت ببهاء حضورها منذ عقود من الزمن، وكذا المعنى العميق وراء إحياء الثقافة المتصلة بالعمق الإفريقي الذي لا يتصل بالثقافة العربية فحسب، بل يتعدد في تنوعه الكبير، فيما يسيّج نفسه بحضور عربي أصيل، ترافق مع الدين الإسلامي مرة، ومع العلاقات التاريخية العربية الإفريقية التي انطلقت على بساط البحار والتجارة مرة أخرى، هذا ما استهلت به  (الرافد) بكلمة رئيس تحريرها الدكتور عمر عبدالعزيز مدير إدارة الدراسات والنشر بدائرة الثقافة بالشارقة ، في عدد سبتمبر 2018.



وتضمنت صفحات العدد الجديد (255) على 27 موضوعاً بين تراث، حضارة، إسلاميات، إبداعات، فنون، منوعات، أشعار وقصص، ومن أبرزها: (في حديث سلطان آفاق أخرى لما نسمع ونقرأ)، كعادته يباشر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي تعمير المناسبات الهامة برؤى ومقاربات ذهنية تستغور المعاني المنبجسة من تلك المناسبة، وهو بهذا المعنى، يقدم القيمة الجوهرية للمناسبة من جهة، كما يستجلي أبعادها الدلالية من خلال الولوج إلى عوالم الثقافة العالمة التي تسم خطابه الضافي بالتوليدات والانزياحات والنبش في تلك المعاني، واستخراج الدرر والجواهر من جوانياتها، (قاعة أفريقيا الذاكرة الحية التي تتجدد)، تحتفظ ذاكرة الشارقة بالكثير من العلامات التي تنبض بالحيوية والجمال والعمق. علامات تدل على عراقة الحراك الثقافي وأصالته في الشارقة، كما تدل على مدى انفتاح هذا الحراك وحرصه على الامتداد بعيداً بحيث لا يقتصر الحوار مع المحيط فقط بل يتجاوزه إلى ثقافات أخرى تبدو لأول وهلة قصية، لا يربطها بالثقافة العربية سوى تاريخ بعيد، (بيوت الشعر منارة المهرجانات الشعرية) تواصل بيوت الشعر في الوطن العربي تقديم سلسلة نشاطات ثقافية لافتة، باتت منارة مهرجانات شعرية عربية، وفقاً لما تشهده البيوت من مهرجانات متعاقبة على مدى العام، وكانت دار الشعر في مراكش نظمت الدورة الأولى من مهرجان الشعر العربي، لتنتقل شعلة الشعر إلى المدينة الحمراء، وتتوج عاماً من العمل الثقافي الدؤوب منذ تاريخ تأسيس الدار.، (ملتقى الشارقة للسرد التأسيس لانعطافه تاريخية للسرد العربي) تنوع في المشاركين، وتنوع في الموضوعات، وجمهور عربي جديد، ذلك هو ما طبع الدورة الخامسة عشرة من ملتقى الشارقة للسرد، الذي نظمته دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع وزارة الثقافة والاتصال المغربية، واحتضنته عاصمة المغرب الرباط في ما بين (18-20) سبتمبر 2018، (موسم مسرحي جديد المسرح في كل مكان) المسرح ذاك الذي يشغل الجميع في كل مكان على أرض المعمورة. إنه الفن التنويري التنموي الذي ارتبطت به كل شعوب العالم قديماً وحديثاً لتعد له بما يتناسب مع حالة الإنسان، وبما يعبر عن مشاغله وتطلعاته في الحياة، (متحف المحطة تحليقات تراثية في سماء الشارقة) هي قصة تاريخية مازالت رائحته تعبق في متحف تراثي بقدمه ومقتنياته التي تعتبر ثقافية علمية تحكي حقيقة ملاحة جوية أصبحت مقراً سياحياً فيما بعد، من مطار إلى متحف تروي الشارقة لنا حكاية أولى خطواتها للبروز والسطوع تراثياً وثقافياً.