بين الوطن والتعبير عن النفس والذات تغنى شعراء البحرين في قصر الثقافة بالشارقة

12 سبتمبر, 2018


ضمن برنامج ملتقى الشارقة الشهري للشعر الشعبي نظم مركز الشارقة للشعر الشعبي في قصر الثقافة  بالشارقة مساء أمس الأول أمسية شعرية بحرينية. شارك فيها كوكبة من شعراء مملكة البحرين: عيسى السرور، سالم المناعي، محمد علي المضحي، فتحية عجلان. بحضور سعادة عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة بالشارقة، ومحمد القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية، وجمهور من الأدباء والشعراء والإعلاميين والمهتمين وقدمتها الإعلامية شيماء رحيمي. التي أشارت إلى أن الشعر الشعبي البحريني سجل حضورا لافتا، إذ تمكن  الشعراء من تطويع لغتهم الشعبية التي تحاكي الناس، فضلا عن خلق عوالم  جديدة ساهمت باقتدار في بناء شخصية ملهمة قادرة على العبور الى ايدلوجيات شعبية متنوعة. وسجلت لنا مضامين عكست من خلالها الوعي المدرك والكلمة النافذة والمواطنة الحقيقية، و تماهت مع صخب الحياة ومعضلاتها. وواجهت من خلال كل هذه التحديات أصعب الانعطافات، ولامست الوجدان،  واستحضرت الابعاد السيميائية الخلاقة؛  بتسخير تلك السيمفونيات الشعبية لإعادة هيكلية القيم المتوازنة؛ بالوقوف على أساسيات الشعر الشعبي الذي أصبح اليوم هاجسا مشتركا في الساحات الخليجية خصوصا والعربية عموما .



وتابعت رحيمي: ولا شك أن فاعلية الشعر الشعبي تعني التواصل النسقي والحضاري بين الذات  والمتلقي بطريقة ايجابية تساهم في إيصال الصورة المتحولة عن الذات، و تفجر الشظايا المتوهجة في نسق منظم  وتتقصى الأثر بعد الأثر  وتحدد الملامح الممنهجة وليس العشوائية ذات الوظيفة المركزية، والتي تشير الى هوية الشاعر، وتعكس اثره العميق في وعي المتلقي الذي يصغي لذاك الشعر،  ويعيد ترتيبه في ذاكرته،  ويخلق انسجاما داخليا عميقا بينه وبين النص الشعري.



واختتمت رحيمي: إن واقع الساحة الشعرية الشعبية في البحرين تحمل العديد من الفرضيات الممنهجة؛  رغبة من أصحابها إلى ترسيخ ذاكرة الشعر الشعبي والوصول به إلى مستوى المشروع الوثائقي العملاق الذي نضاهي به أفضل الساحات عبر التواصل النسقي بكل آلياته.



افتتح القراءات الشاعر عيسى السرور، بمجموعة من القصائد ركزت على تجسيد الفكرة في سياق معبر عن مضمون الحالة الوجدانية للشاعر، فقرأ قصائد: سحب الزعل، حميمية كلام، إمارة حب، مراسي المحبة؛ وفيها يقول:



تطاردني الآهات و الذكريات تْشيع



و احاسيس بالأبيات حاولت اطوعها



و حاولت أجمع من شتات الفكر تجميع



و لكني اعجز بعض الاحيان أجمعها



و كان المواصل ينشرى اشتري ما ابيع



و كلمة من العذال ماني بسامعها



تعوّد خفوقي في حياته على التوجيع



و لا عاد يخضع للمشاعر و يتبعها





وبشاعرية صادقة قراء الشاعر سالم المناعي قصائد لامست النفس والذات وتميزت بتكثيف في الصورة الشعرية والدلالات، فقرأ: جسور الشتات، ياليت، دفتر ذكريات، هواجس السهر؛ وفيها يقول:





نواة الفكر، وحروف القصيد، ودمعة الكراس



ثلاثتهم لي اوفى من وعود اهلي وأحبابي



حطبْت الماضي وشلت الجروح وذكرياتي فاس



قدحت الصبر .. مير الصبر ضيّق صدره اعتابي



لو اني طيّب ومتسامح ومتواضع وحسّاس



ورى ضحكة عيوني لا تآمن ضحكة انيابي



انا مكسور .. لو يطغى شموخي في عيون الناس





أما الشاعر محمد المضحي فقد قرأ للأصالة والعشق والتسامح والوفاء وسعى في موضوعاته إلى البحث عن الامان وراحة النفس فقرأ قصائد: ربيع العشق، لا تحاتي، الصدر مضياف؛ وفيها يقول:





ما هقيت الطيب ترثيه الصدور



الـوفـا اقـوال والـصــده عـمـل



اختلاف الحب يفسده الغرور



الموده في صبا الكذبه رمل



الـثـوانِ ايـام والـسـاعـة شهـور



حسبة الاحباب في قطع الشمل



ما بقى للضيق باحساسي عبور



ارتـويت جـروح لـي حـد الـثمـل



عــن معـانـاة الالـم قلـبي صبـور



يـرتشف لا ضـاق فنـجال الامـل





واختتمت الأمسية شاعرة الوطن والتفاصيل والاحساس الشاعرة فتحية عجلان، فقد اتسمت قصائدها ببساطة الكلمة ورقيها وارتباطها بروح اللهجة البحرينية وشموخها، فقرأت قصائد: الشارجة تضحك معاك، أنا أحب الوطن، وينك؛ وفيها تقول:



ما وحشتك عيني و حنيت



ما وحشتك روحي و غنيت



ما رجعك صوتي إلي الذكرى و رديت



وينك ولا نسيت



أنا بحبك أفيض بشوق



تخشع في هواك أيامي



يا لون المطر



يا أجمل أحلامي