أمسية في بيت الشاعر سعود المصعبي "مهمات الشاعر .. وماذا على الشاعر أن يكتب؟"

21 مايو, 2018


عقد مجلس الشعراء الرمضاني الذي ينظمه مركز الشعر الشعبي بدائرة الثقافة بالشارقة أمس الأول أولى جلساته في بيت الشاعر سعود المصعبي بأبو ظبي. دار الحوار حول "مهمات الشاعر .. وماذا على الشاعر أن يكتب؟" وتخللته بعض القراءات الشعرية. بمشاركة الشعراء: سعود المصعبي، خليفة مصبح الكعبي، ناصر الشفيري، خالد الشامسي. وأدار الجلسة الشاعر راشد شرار.



أشار شرارفي سياق تقديمه حرصنا على التميز والتعريف بكل شعراء الإمارات أينما كانوا وذلك بتوجيهات من سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة الذي ما فتئ يشجع المبدعين الاماراتيين ويحرص على ايلائهم الاهمية والدعم. فالشارقة كانت ولا تزال منارة ثقافية تشع بنورها على كل الامارات وتسعى جاهدة الى استقطاب مختلف المبدعين. وأضاف شرار المجالس جزء مهم من المكون الثقافي الاجتماعي الاماراتي يجتمع فيها افراد المجتمع لتبادل الآراء ومناقشة ما يهمهم من قضايا مجتمعية ومعيشية وفكرية ومهنية. وأوضح شرار أن مجالس الشعراء في رمضان سنة التزم بها مركز الشارقة للشعر الشعبي منذ نشأته بهدف تحقيق التواصل المباشر مع الشعراء في محيطهم العائلي والاجتماعي والقاء الضوء على نتاجاتهم والتعرف على ابداعاتهم ونشر الوعي وتثقيف أبناء المجتمع من خلال ما يقدمه الشعراء من قصائد متنوعة، إضافة إلى اكتشاف المواهب الشعرية الشبابية واتاحة الفرصة لها للمشاركة والتعبير عما يهتمون به. 



وقال شرار نحن اليوم احوج إلى أن يكون للشعر رؤى وتصورات تجاه القضايا الكبرى التي نواجهها، فللشاعر علاقة ودور باللحظة الراهنة، من شأنها أن تعيد تعريف الاشياء، وتغني النقاش حول الشعر والشعراء وقضايا الإنسان ومستقبله في عالم يعاني بالكثير من المشاكل.



وقال الشاعر سعود المصعبي الشعر ديوان العرب ولسان حال الامة يرجع اليه الفضل في توثيق التاريخ والاحداث ورسم بيانات ملامح العصور، وهو شاهد حي على ما تشهده الامارات من نهضة وتقدم في شتى المجالات. ورسالة الشاعر الاماراتي هي الوطن والمجتمع ومن ثم التعبير عما في قلوب ومشاعر ووجدان الاخرين.



وألقى المصعبي مجموعة من القصائد منه قصيدة "زايد":



زايد وزايد مدرسة صبرٍ تغذّت بالجلد ... منها تعلمنا الطموح الباهي بمنظوره



من يدّه اليمنى حصدنا المجد بأعداد المدد ...  وبيدّه اليسرى ميادين العلا وجسوره



على دروب العزّ رقّى دون ماحدود وعدد...  وعلى دروب الخير يروي النخله المطموره



عليه رحمة خالقه بعداد كل بحر وزبد ...  وعداد ما روس الشرايف تنبهر من شوره



واحنا على نهجه اسودٍ تزأر بحب انفرد ...  اسمه فخر الامه وهو فخر الامم الاسطوره 





وفي قصيدة "دنيا دنيه"، يقول:



بعض البشر حظه يسوقه للسعد والبعض لا ... حدٍ تقلطه العرب والحد ماله من خوي



حدٍ ليا ضاقت عليه أشتد في فزعة ولا ... والحد ماله من سند لو زاد في صوته عوي



وحدٍ تعلا بالمناصب ثم تكبّر وأعتلا ... لو ذاق جوع الغير والله ماتكبّر لو شوي



يا مرتوي للكبر ذيك النار نادتك بهلا ... لان التكبّر لي يعبِّد دربها ثم تستوي 



سبحان من صنَّف عباده في مقامات العلا ... حدٍ يتيم وحد فقير وحد بأمواله قوي



 



وقال الشاعر خليفة مصبح الكعبي على الشاعر تأدية مهمته وهي التحريض على الجمال، فالشعر هو سيفنا وحصاننا في مواجهة كل ما هو سيء، والشعر هو صرخة الوجع كي لا تتكرر، يعرف كيف يفرق بين الحقيقة والواقع وكيف يجعل الناس يصمدون ويواجهون لإصلاح ما في الكون من اخطاء، مهمة الشاعر في كل لحظة وفي كل الازمنة هي الدفاع عن القيم النبيلة، وأن يزرع الخير في كل مكان. فالقصيدة رسالة والشاعر يمثل قبيلته ووطنه، والشاعر صوت الناس وحامل همومهم وقضاياهم.



وأنشد خليفة مجموعة من القصائد منها قصيدة يقول فيها:



شب الفكر و تْـقادح الوجدان ...  و اطلقت لـ جزال الهجوس عْنان 



لكن قبل حبْك القصيد و عدّه ...  سلام و لسان الرجال حصان 



ما كل من ساق المشاعر.. شاعر ...  الاّ انا عندي شهود أعيان



في الموقف الرسمي و غير الرسمي ...  أفك صوع الشعر بالقيفان



و اليوم هذا كل ابونا جندي ...  في جيش بو خالد و بو سلطان





وفي قصيدة أخرى بعنوان "قــنــاعــات"، يقول:



(قناعة النّفس) مثل البنك الإنمائي .. ان كــان ما تنفع بها،، لا تضرّ بها



لا تحسب الحظ يشبه حاتم الطائي ... نفسك على الوقــت هذّبها ودرّبها



من عادتي يالطموح الشامخ النائي ... سـود اللـيـالي أشرقها،، واغرّبها



لذا،، مع الوقت أتعلّم من أخطائي ... واكبر شجاعة اذا الغلطة تُقرّ بها



ما اميّز الناس وربوعي وأعدائي ... الاّ بــ ظروف السنين اللّي أمرّ بها





من جانبه اشار الشاعر ناصر الشفيري إلى أن الشاعر الحقيقي ليس شاعر مناسبات يكتب متى أراد الكتابة. الشاعر ما هو إلا وسيلة للقصيدة متى ما أحبت التجلي والظهور، وقد يكون هذا التجلي متزامنا مع مشاهد مؤلمة تمر بها الانسانية، أو قد يأتي بعد ذلك حيث يستطيع الشاعر تقييم ما حدث وفق الاخلاق والدين والضمير. وألقى الشفيري مجموعة من القصائد منها قصيدة بعنوان "زايد الخير":





الله يذكر زايد الخير بالخير ...  والله يغفر له ويدمح خطاياه 



جعل السحاب اللي تراكم مزابير  ... تسقي ثراء قبر الفلاحي وتغشاه 



وجعل الحجيج اللي في مكة طوابير ...  من صادق الدعوات ما يوم تنساه





وفي قصيدة اخرى يقول: 



دامك تلاقي فالبشر من يواسيك ... اطرد هموم الحزن وانسى الكآبه



ثم احمد الله دام لم شخص يغليك ... وكفكف دموعك يا حسين الصبابه



وش فيك ما تفهم وانا اقصدك واعنيك ... وش فيك ما مليت كثر الكتابه



مل القلم والفكر مليت اداريك  ... اكسر غرورك والطمع والرتابه





أما شاعر الشلات خالد الشامسي فقد أشار إلى أن مهمات الشاعر لا تتغير بتغير الزمن أو التصورات الفنية أو غيرها، فالشاعر ابن وقته وبيئته من ناحية وابن ثقافته من ناحية أخرى والشاعر المثقف هو الذي يرتبط ويعرف وينتمي ويعبر بصدق وباقتدار عن وطنه ومجتمعه وما يشاهده من أحداث. ومهمة الشاعر لا تنحصر فقط في نسج قصيدة تعالج موقفا ما بل تتسع هذه المهمة لتشمل التوعية وتشكيل رؤية واعية سليمة قادرة على مواجهة الافكار الظلامية والقيم الدخيلة. وأدى الشامسي مجموعة من الشلات منها: يا طيب القلب، ويا سائل عن حالي، وما اروعك؛ وفيها يقول:





ما دام قلبي معك وما دام روحي معـك  .. ما تقول لي يالغـلا وش عـاد باقـي معي



انا جبرني الهوى امشي معك واتبعك ... ولا حـد غـيرك ترى اصغيت له مسـمعي



لله درك حبـيبي شــوف مــا أروعـــك ... وافي وعشت الـغـرام ابوعي وبلا وعي



بين الحـنايا تاكــد مـــرتـفـع مـرتـعـك ...  وانا بدنيا هــواي الــشـوق هو مــرتعي