من أجل الثقافة العربية

30 سبتمبر, 2016

 
يدل حجم الأنشطة الثقافية الخارجية المتضمنة في البرنامج الموسمي لدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة ، الذي أعلنت عنه قبل أيام على درجة الاهتمام التي توليها الشارقة للعمل الثقافي العربي، فعلاوة على العمل الداخلي في الإمارات - الذي يأخذ الكثير منه طابعاً عربياً - هناك عشرات البرامج الخارجية التي تقام على مدار العام في الدول العربية، وحتى الأجنبية، والتي تهدف إلى دعم مسيرة الثقافة العربية، ورفع مستواها، وخلال هذا الموسم الذي بدأ الآن، سوف تنظم الدائرة مهرجانات للشعر في مصر والمغرب وتونس والأردن وموريتانيا، ولا شك أن هذه المهرجانات المتتالية، سيكون لها أثر كبير في مستوى شعراء القطر الذي تنظم فيه، وعلى مستوى شعراء الوطن العربي الذين سيحضرون هذه المهرجانات، فالتلاقي الدائم، وتبادل التجارب أساس من أسس التطوير في ميدان الإبداع، وقد كان انقطاع التواصل بين أقطار الوطن العربي في الماضي أحد أسباب الركود الذي أدى إلى تشتت الثقافة العربية، وتخلف بعض مناطقها عن بعض، وحرمها من ذلك التواصل الإيجابي الذي يثري الفن والفكر بالتنوع.
وتلفت تلك المهرجانات الشعرية الانتباه إلى الدور الذي أصبحت تلعبه بيوت الشعر التي ترعاها الشارقة في عدة بلدان عربية، فهي صارت حاضنة للشعراء بعد أن تقاعست المؤسسات المعنية بتلك الرعاية في أوطانهم عن القيام بدورها، فأصبحت بيوت الشعر تستضيفهم موفرة لهم المنبر الإعلامي والدعم المادي لكي يصل صوتهم إلى الجمهور، ولكي يواصلوا إبداعاتهم.
لا يقتصر أمر البرامج الثقافية الخارجية على المهرجانات الشعرية، بل هناك جائزة الشارقة للثقافة العربية التي يقام لها حفل سنوي كبير في باريس ، وتمنح لشخصيتين أسدتا خدمات جليلة للثقافة العربية كذلك هناك أيام الشارقة الثقافية التي تزور سنوياً دولة أجنبية، وتقدّم معارض وتنظّم ندوات وأنشطة فولكلورية لإبراز الملامح الحضارية والفكرية العربية للآخرين، هذا فضلاً عن برامج الزيارات والندوات والمعارض الأخرى التي ترعاها الدائرة في مختلف الدول العربية، والتي تصب في نفس الاتجاه الهادف إلى الرفع من شأن الثقافة العربية، وحين تضاف إلى ذلك كله المهرجانات والملتقيات الداخلية التي يستدعى إليها الخبراء والمبدعون من كل الوطن العربي، مثل مهرجانات المسرح الكثيرة، والشعر العربي والشعر الشعبي وملتقيات الشعر الشعبي، وملتقى الخط، وملتقى السرد، وغيرها، حين تضاف إلى ما سبق ندرك أن حجم العمل الثقافي العربي كبير جداً، وطموح جداً، ويكاد يغطي كل جوانب الثقافة.
 
لا يقتصر أمر التوجّه العربي في مشروع الشارقة الثقافي على ما تقوم به دائرة الثقافة وحدها، فهو مشروع موسع تساهم فيه مؤسسات ثقافية كثيرة أخرى مثل الهيئة العربية للمسرح التي ترعى أكبر مهرجان عربي للمسرح، وهيئة الشارقة للكتاب التي ترعى معرض الشارقة الدولي بكل ثقله، ومعهد الشارقة للتراث الذي ينظم «ملتقى الراوي»، هذا إلى جانب مؤسسات عدة.