8 شعراء في ليلة رمضانية ببيت الشعر في الشارقة

22 مايو, 2019


نظم بيت الشعر في الشارقة ضمن نشاط منتدى الثلاثاء أمسيته الرمضانية الثانية شارك فيها كل من الشعراء أحمد العلوي وأكرم قنبس وأشرف جمعة وآية وهبي وجمال الجشي وصالح لوح وسعيد معتوق ومحمد عبد البر علواني وحضرها الشاعر محمد البريكي مدير بيت الشعر وجمهور القصيدة وقدمها الأستاذ نصر بدوان.



تمحورت مضامين القصائد حول الهم الذاتي والإنساني في سياق اتكأ على تجليات الحرف وروحانيات المعاني، وافتتح القراءات الشعرية  الشاعر أحمد العلوي الذي يشارك للمرة الأولى على منبر بيت الشعر في الشارقة ومن قصيدة " حائل لا عائل " قرأ: 





هُزّي إليَّ الجذعَ إنّي عاطلُ



فالركبُ سارَ وليسَ فيهم عائِلُ



يا مريمَ العذراء علَّ ثمارَنا



تستقطبُ الركبَ البليهَ.. أُسائِلُ



ما جنحتي حتى أكافا بالفنا



فالعمرُ يمضي والسنونُ دوائلُ





الشاعر الدكتور أكرم قنبس قرأ قصائد تجلت فيها الروح الإيمانية من خلال تطرقه إلى مواضيع ارتبطت بشهر رمضان مثل غزوة بدر وقرأ قصيدة " رمضان المغانم والمكارم " ومنها :





إنْ فاتَكَ الإحسانُ، لا إحسانُ



فالعُمْرُ غُرّةُ جودِهِ رَمضانُ



شهرُ الإلهِ، وشهرُ كُلِّ فضيلةٍ



غرّاءَ، يصقلُ روحَها الإيمانُ



شهرٌ تُظَلِّلُنا مكارِمُهُ الّتي



يُعلي مقامَ كِرامِها الإحسانُ



 



قرأ الشاعر أشرف جمعة قصائد توشحت بجمال اللغة والصورة والخيال، وتناولت جوانب ذاتية تشترك مع الآخر وتلامس شعوره، ومن قصيدة " مآذن الليل " قرأ :



ما لي  هنا غيرُ التي كانت تعلمني القراءةَ والكتابةَ والغناءَ وحبها / تلك التي مزجتْ بدمعي الأغنياتِ 



أسلمتُها قلبي الصغيرَ وبعتُها عمري الذي قد ضاعَ في هذي الحياةِ



أمي التي ولدتْ شقاءً في تخومِ العمرِ يومَ غيابِ مَنْ أَشْتَاقهُ أبدَ المسيرْ



أمي التي قد أغرقتني في دواةِ الحبرِ واستلتْ يراعَ الصبرِ وافتضتْ بقايا الشعرِ 



من روحي التي ظلتْ تحومُ على تخومِ مدائنها الصغيرةِ والكبيرةِ كلما غنيتُ 



من قيثارةِ الأيامِ أشجاني التي لا ترتوي إلا مِنَ الدمعِ الغريرْ







تميزت قصائد آية وهبي بالحزن الطافح في حروفها حيث عبرت الشاعرة عن تجربة خاصة استطاعت من خلالها أن تسافر بالحضور إلى أجواء مليئة بالشجن ومن قصيدة " وحيداً كنتُ " قرأت:





وحيداً كنت في مرمى النبالِ



ومصلوباً على جذع احتمالي



مهيض العزم مذبوحٌ فؤادي



كسير النفس لكن لم أبالِ



ولي من فرط آلامي نشيجٌ



ستشهد لي به سود الليالي





وألقى الشاعر جمال الجشي قصيدة " البنات " التي أطربت الحضور بمفرداتها المفعمة بالحس الإنساني، كما فاضت قصيدة " إن الطبائع " بالحكمة حيث تغنى فيها بالمفارقات الإنسانية والاحتدامات التي تحدث بين أفراد المجتمع ومنها:



إنَّ الــطَّـبـائِـعَ لِـلـتَـطـبُّعِ تَــغـلِـبُ      



ولـجِـنْـسهِ كُــلٌّ يَـمـيلُ وَيَـطـربُ



لا تَـركِـنـنَّ إلـــى الـلَّـئيمِ مِـزاجـهُ       



ثُــعـبـانُ، سُــمًّــا نــابُـهُ يَـتَـصـبَّبُ



لا تـأمَـننَّ مُـلازمًا لـكَ فـي الـرَّخا     



يَـشْـريكَ عِـنـدَ الـنَّائباتِ وَيـغرُبُ







وقرأ الشاعر السنغالي صالح لوح قصائد تشبعت بالأجواء الصوفية، حيث غاص في الوجد والتجلي الصوفي من خلال مفردات القصائد التي جاءت موحية ومعبرة عما في نفس الشاعر من صدق، ومن قصيدة " مذهلة " قرأ:





يَا غَيْمَةَ الْأَبْعَادِ نِصْفُ مَتَاهَتِي



إِنِّـــي أُحِبُّ وَلَا أُحِبُّ الْأَسْئِلَةْ



قَدْ رَفَّ عِطْرُكِ لَمْ يُغَادِرْ بُرْهَةً



مِنْ مَخْدَعِي طَارَ الْحَمَامُ لِيَحْمِلَهْ



قَدْ زَادَنِي طَوْقُ الْمَسَافَةِ رَعْشَةً



عُودِي مَعَ النَّايَاتِ نَحْكِي الْأَجْمَلَهْ



وقرأ الشاعر سعيد معتوق شعرا بالتفاؤل وتحدي الظروف في انتظار مستقبل أجمل، وهو يعبر عن همه الذاتي بلغة اقتربت من الوجد والتجلي الروحي، ومما قرأ:



الحبُّ يهدي العدل باقة نرجسٍ



ويُضيفُ برهاناً إلى ميزانِهِ



مدَّ الفؤادَ مدينةً صوفيّةً



للتائهينَ وما انحنى لزمانِهِ



ومن الأسى غزل القصيدة شمعةً



لتسيلَ نوراً في دجى أوطانِهِ





واختتم القراءات الشعرية الشاعر محمد عبد البر علواني الذي قرأ قصيدة " عفواً يا يوسف " التي تميزت بأدائها الرمزي والتي عبرت عن نظرة الشاعر للحياة والأزمات التي يمر بها في كل العصور، ومنها :



عفواً يا يوسف



إن أطعمنا جوعك ليل الصحراء



ورمينا عطشك في قاع البئر



ونزعنا من شفتيك النهر



نسينا يعقوب وما أوصانا



ونسينا أيام صبانا



ونقاء الحب الأولْ



الجدولْ؟



كان الجدولُ ممتلئاً بمياه الصفوْ



في ختام الأمسية كرم الشاعر محمد البريكي مدير بيت الشعر شعراء الأمسية.