الغالي ونجرس والعبدان والبياسي يحلقون بالقصيدة في بيت الشعر بالشارقة

28 أبريل, 2019


في حضور جماهيري لافت نظم بيت الشعر في الشارقة ضمن نشاط منتدى الثلاثاء أمسية عربية من الإمارات والعراق والسودان وسوريا شارك فيها كل من الشعراء علي العبدان ومؤيد نجرس وسميرة الغالي ومحمد البياسي وحضرها الشاعر محمد البريكي مدير بيت الشعر وقدمها الشاعر رجب السيد الذي جاء في تقديمه:



نبدأُ أمسيةً من أماسي بيت الشعر،في شارقة الثقافة والإبداع، في شارقةِ المحبِّ الغيورِ على هُويتهِ وعُروبته وتُراثهِ ولُغتهِ، صاحبِ السمو الشيخ الدكتور/ سلطان بن مُحَمَّدٍ القاسمي (حفظه الله)، الذي لا يهدأُ له بال، ولا يقِرُّ له قرار، حتى يرى ما يتنفَسُه وجدانُ ابنُ الإماراتِ، هو ما يتنفَسُه وجدانُ كلُّ عربيٍّ، في بلدهِ الذي يعيشُ فيه، فأطلق مبادَرَته السامية، بإنشاءِ بيوتِ الشعر العربية، في وطننا العربي الكبير، على غرارِ بيت الشعر في الشارقة. فشكرًا جزيلًا دائمًا وسرمديًّا لِسِمُوِّه.





افتتحت الأمسية الشاعرة الدكتورة سميرة الغالي بقصيدة أهدتها للشارقة، ثم حلقت في فضاءات مفتوحة على الوجع الذاتي والسؤال السرمدي، واتخذت من الشعر بلسماً يضمد الكثير من الجراح وهي تتوحد بالذات هاربة من الجسد لتقول:





أخرجُ من جلدي الآن 



أتوحّد



زادي صبري وسؤالْ



تستوقفني شهقاتُ الطير المجروحْ



وأنا نجمٌ يتساقط كالدمعِ



أضمّدُ جرحَ الشّفقِ بجرحٍ آخرْ



وأغنّي لزمانِ الفاقةْ



أتوحّد .. أتقوقعُ في جلدي – ( منفاي) 



وأعزف لعصافير الصبحِ 



وضحكة جدّي 



أتساءل عن سرِّ وجودي في هذي الدنيا 



فالدربُ طويلْ



ما أروعَ أن تبقى مسكوناً بالأشباحْ



أن تبقى موهوماً بالشكِّ تبعثرهُ في كلّ يقينْ





الشاعر علي العبدان أبحر في الموسيقا ليستكشف ما شف من النغم الموشى بغربة الهوى، والغارق في الحلم، المتشبث بالضوء وهو يشع في عيني غريب، ومما قرأ:





عيناكَ عينا راحِلٍ يا غريبْ



جامدتانِ ، بل حصاتا نَحيبْ





مُصْفَرّتانِ مثل دهرٍ مضى ..



مثل اللظى في جوفِ ليلٍ رهيب 





مرآهما كاللآلِ، لا بل هما 



يومان، لم يمسسهما من غروبْ 





فارحلْ بعيداً يا غريبَ الهوى



وارحلْ بريئاً من ظنونٍ تخيبْ





كنْ في غيوبٍ، في غيومٍ من ال



أحلامِ تستقي كُلاها الرطيبْ





فترتوي عيناكَ منها



فتغدوانِ جَنّتَيْ عُمرٍ رَبيبْ





لا أنت منهم ، لا ولا مُقلةٌ 



منك كأعينٍ طواها اللُّغوبْ







الشاعر محمد البياسي عبر بشعره فضاءات الأوطان، وسرب إلى الشعور الكثير من الألحان وهو يتلو على الحبيبة ما استشفه من بحر عينيها بعد أن عبر مدناً مرهقة، وسواحل متعبة، ومن تساؤلاته:



ماذا سيفعلُ بي مَهيبٌ أزرقٌ ؟!!



كـلُّ افتتاني بالمَهيبِ الأزرقِ



قلبي أنا رهنُ الإشارة زورقٌ



وأراه أوغلَ في المخاطر زورقي



لك كلُّها لك مهجتي سلّمتُها



أَغَرَقتُ في عينيك أم لم أغرقِ



تبًا لحسنكِ لا أرى بَشَريةً..



لا بل أرى مخلوقةً من زنبقِ



ما في نساءِ العالمينَ جميلةٌ



الآن ويكِ إلى جمالك ترتقي



هذي يداي .. تعبتُ من حريتي



لكِ ما أردتِ فأمسكي أو أطلقي



بيني وبينك ألفُ ألفِ مسافةٍ



فمتى وأينَ وهلْ .. وكيفَ سنلتقي !!







مؤيد نجرس شاعر حمل حقائب سفره المتعبة بالوجع وهموم الأرض وعذابات الإنسان، ليفتح من هذه الحقائب هدايا شعرية ماتعة باللغة والعذوبة وهو يرسم ذلك النهر الموصلي الذي غلب الملوحة على العذوبة في لحظة، لكنه الشاعر الذي يهرب إلى القمر يبثه حنينه ووجده، ومما قرأ:



قمرٌ على سَهَرِ الفرات يَطوفُ 



قَلِقاً , وأحلامُ الصغار رغيف ُ



والناسُ في شَجوِ الهزيعِ كأنَّها 



حقلٌ  تبوأَ جانبِيهِ خريفُ 



يا ساعيَ الضوءِ انتشارُك لم يَزلْ



يشكو , وخاصرةُ الضياءِ نزيفُ





لي أصدقاءٌ بالعراقِ تماثلوا 



للعيشِ ... لكنَّ  الحياةَ رصيفُ  !





هم أُخوتي بالأرض .. نَنمو  عُشبةً 



ولنا ابتسامٌ إثرَ ذاك طفيفُ





ولنا من الوطن اندلاعُ رَحيقنِا 



ولنا بميقاتِ الحنين  قطوفُ





ولنا بوادي الذكرياتِ رسائلٌ



للآنَ تشكو حِملَهُنَّ رُفوفُ 





ولنا محطاتُ البلاد , حقائبٌ 



ذبُلتْ .. فبللتِ الرحيلَ حروفُ 





نضجتْ بطينِ الأصدقاء قصائدي 



لاشكَ حُزنُ المتعبينَ ظريفُ  





في ختام الأمسية كرم الشاعر محمد البريكي مدير بيت الشعر شعراء الأمسية.