بيت الشعر بالشارقة يستضيف شعراء من البحرين

11 أبريل, 2019


ضمن نشاط ملتقى الشارقة الشهري للشعر العربي، نظم بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة حفل استقبال للشعراء المشاركين في الملتقى من دولة البحرين بحضور عبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة ومحمد القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية بالدائرة ومحمد البريكي مدير بيت الشعر، ورحب عبدالله العويس بالشعراء الضيوف، وأشار إلى الدور الذي يقوم به صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في دعمه للثقافة والأدب، ثم تحدث عن مبادرة صاحب السمو حاكم الشارقة بإنشاء بيوت للشعر في أقطار الوطن العربي، واستمع مع الحضور إلى مختارات شعرية، وكرم بعدها الشعراء.



بدوره قال الشاعر محمد البريكي إن هذه الملتقيات هي مساحة أخرى منحتها الشارقة لأصوات الشعراء، وهي منابر رافدة لفعاليات بيت الشعر بدائرة الثقافة، وتفتح مجالاً أرحب لتحليق طيور القصيدة لتعبر عن محبتها للإنسانية والتسامح والعطاء.



من جانبهم قدم الشعراء الضيوف شكرهم لإمارة الشارقة وحاكمها الذي أعطى للشعراء والشعر قيمة في زمن قالوا أن الشعر لولا هذه الجهود لعاش في غربة بين أهله.



وفي المساء أقيمت الأمسية الشعرية وحضرها جمهور لافت من الشعراء والإعلاميين والمثقفين، وشارك فيها كل من الشعراء فواز الشروقي ونوف نبيل ومحمد آل مبارك وعلي النهام وصبري خاطر وقدمها الإعلامي السوداني عصام عبدالسلام .



افتتح القراءات الشعرية الشاعر فواز الشروقي المسكون بالبيئة وعين عذاري التي وظفها رمزاً في نصوصه المتشحة بالذاتية، والمسكونة بالوجد والحنين في لغة رشيقة تفتح بوابات المشاعر لتلقي عليها تحية القصيدة، ومن قصيدة " قاتلة " قرأ:



أَتذْكُرينَ أغاني الحبِّ نعزفُها



حيناً بلحنٍ وحيناً دونَ تلحينِ



ما زلتِ ذاكرةً مقهى نُفضِّله



تُغريك قهوتُهُ والشايُ يُغريني



حتّى المقاعدُ كانتْ تنتشي جذَلاً



إذا احتضنتُكِ بين الحينِ والحينِ



كمْ قُلتِ ليتَ أمانينا كساقيةٍ



تسقيكِ من مائها دهراً وتسقيني



لكنَّكِ اخترتِ أنْ تبقي على ظمأٍ



وتقطعي الماء عن قلبي لتُرديني



الشاعرة نوف نبيل مسكونة بالبحر، تتشكل نصوصها بتشكل الموج وهو يتلوى لهفة واصطباراً في رحلته نحو الشواطئ، هكذا نثرت فوق رمال المعنى ورد المعاناة وهي تتساءل لتكتشف في رحلة السؤال ماهية الشعر وحضوره، ومن قصيدة " صوت السؤال ":



خُذني إلى بحرِ الغيابِ.. قصيدةً



تذْرو الرُّفاتَ.. تُعيدُني.. سمراءَهُ



أنا رملُ هذا البحرِ أعرفُ مدَّهُ



لُغتي أعادتْ نعيَهُ ورثاءَهُ



وأُعيدُ تعريفَ الكلامِ.. فظاظةً



الحبُّ: مختلٌّ يُبيدُ نساءَهُ



رجُلُ الذَّهابِ يعودُ من عليائهِ



خجِلاً يُواري في الثَّرى أسماءَهُ





أما الشاعر محمد آل مبارك فهو يجيد العزف على اللغة واللهجة، ويسافر بجناحيهما في فضاء رحب يخاطب الذات والإنسان والوجد، يبث البحر حزنه، ويحاول أن يرمي همه بعيداً عن مدار كونه، وهو يقول:



إلى متى دمعيَ الحرّاقَ يحرثُ في



وجهي تفاصيلَ همّي وإنكساراتي!



أرمي بهمّي ضفافَ البحرَ يُرجعهُ



شكوى، وشكواه تفضي عن معاناتي



كل البحارِ التي مرّت على لغتي



قد راعها حزن حرفٍ في عباراتي



يا ليتني أبعثُ الأحزانَ في سفنٍ



تمضي بعيداً بعيداً عن مداراتي





أما الشاعر علي النهام فقد فاض حرفه على الماء دون أن يبغي أحدهما على الآخر، ماء الشعر والبحر الذي يسكنه، كلاهما تناغما في لغة تغوص في الدهشة، وتعبر المدى لتشكل لوحة بديعة من لغة شفيفة رشيقة، ومن قصيدة " وجه الماء " :



هنا العناقيدُ



أتلوها فتُسْكِرُني



هنا القصائدُ



تلهو في مجازاتي



مصفوفتانِ



من الأفراحِ في لغتي



كأنَّني العيدُ



في ثغرِ الحكاياتِ



كأنَّني في نبوءاتِ المسا قمرٌ



وفي انبثاقِ الضُّحى



وجهُ المسافاتِ



لقد أتيتُ



من الآياتِ منتصرًا



حتى تبسَّمَ وجهُ الماء



في ذاتي





واختتم القراءات الشاعر صبري خاطر بقصائد مسكونة بالحنين، مبحرة في الشجن والعاطفة، مخاطبة الروح بلغة تتسلل إلى الذات برشاقة المفردة ورهافة الحس وهي تطوف ببهاء تحت ظلال المعاني، ومما قرأ :





أتعبتَ قلبَكَ لا عشقٌ ولا سَمَرُ



ماذا تظنُّ .. أقلبٌ فيكَ أم حجرُ؟



أتعبتَ قلبَكَ يشكو حزنَ صاحبهِ



وأنتَ تُقسِمُ لا كأسٌ ولا وترُ



عيناكَ في قسوةِ القرطاسِ قد ذبُلتْ



وأنتَ تحسبُ أنَّ العمرَ ينتظرُ