ضمن الملتقى الشهري للشعر الشعبي مجلس الحيرة الأدبي يستضيف كوكبة من شعراء لبنان

03 أبريل, 2019


ضمن فعاليات الملتقى الشهري للشعر الشعبي الذي تنظمه دائرة الثقافة في الشارقة أمس الأول استقبل سعادة الأستاذ عبدالله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة بالشارقة في مجلس الحيرة الأدبي،  كوكبة من شعراء الجمهورية اللبنانية، وذلك بحضور ضيوف الملتقى،  نعمان الترس، وغاندي أبو ذياب، وإلياس زغيب، وطوني خزامي، وسليمان حديفة، والإعلامية جويل فضول. كما حضر اللقاء  الأستاذ محمد القصير مدير الشؤون الثقافية بالدائرة و الاستاذ بطي المظلوم مدير مجلس الحيرة الأدبي، والاستاذ محمد البريكي مدير بيت الشعر و الأستاذة  هيفاء الأمين مندوب سفارة الجمهورية اللبنانية في الإمارات . 



رحب العويس بالشعراء الضيوف،  مشيراً إلى أن المجلس أقيم برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ليكون منارة إشعاع ثقافي ، تخدم المشهد الشعري في الإمارات و الوطن العربي. معتبراً أن المشهد الشعري بلبنان من أهم المشاهد الأدبية، التي تحظى باهتمام كافة المتابعين للمشهد الشعري في الوطن العربي.



واستعرض العويس خلال اللقاء مسيرة الشارقة الثقافية وأهم الملتقيات التي تنظم داخل وخارج الإمارة، بما يؤكد ريادة الشارقة ثقافياً وأدبياً، مضيفاً أن إمارة الشارقة تسعى للمّ الشمل الثقافي العربي تحت مظلة واحدة وذلك من خلال مبادراتها وملتقياتها التي لا تتوقف، بغية التعريف بالشعراء والأدباء والفنانين العرب، وإلقاء الضوء على تجاربهم الأدبية والابداعية. 



وتابع: ولم يقف دور الشارقة على الاستضافة فقط فهناك تجربة رائدة نفذتها الشارقة ضمن مشروعها الثقافي وهي بيوت الشعر والتي صارت تغطي الآن مختلف المدن العربية، وما زال المشروع في ازدياد.



واشار العويس إلى أن فكرة إقامة بيوت الشعر في الوطن العربي  ،يتم من خلال التعاون على مستوى الحكومات والوزارات المعنية بأي دولة.



ومن جانبهم شكر شعراء لبنان للشارقة ولدائرة الثقافة هذه الجهود، معتبرين أن ما تقوم به الشارقة من جهود ثقافية متعددة ومتنوعة هي ثمرة رعاية ودعم اللا محدود من قبل صاحب السمو حاكم الشارقة، هذا المثقف العربي النبيل، الذي لا يدخر جهداً في مد يد العون لكافة المثقفين والأدباء العرب.



وفي ختام اللقاء كرم العويس الضيوف المشاركين، وصحبهم في جولة تفقدية لمجلس الحيرة الأدبي.



هذا وقد كشفت الامسية الشعرية التي اقيمت في المساء عن قوّة المدرسة الشعريّة اللبنانية، في جمال الصورة وعذوبة الكلمة. حيث حمل الشعراء المشاركون مشاعرهم الإنسانيّة والذاتيّة ومحبتهم لوطنهم، في قصائد كانت أشبه بالمعزوفات الآسرة، لدرجة أنّ جُمَل الشعراء وتراكيبهم لم تخلُ من الصورة المستلهمة من الطبيعة اللبنانية الغنّاء، أو من رومانسية الشعراء وحيرتهم أمام مفردات والحياة .





نعمان الترس: فلسفة الظل 



الشاعر نعمان الترس ظلّت معزوفاته تحمل أوجاعه، لتدلّ على شاعرٍ مقتدرٍ، حمل جرحه في تفاصيل دقيقة، كانت تنسج معاناته إزاء مواضيع اجتماعيّة وإنسانيّة حزينة، وهي قصائد ، حملت معاني كثيرة، ونفذت إلى قلوب الجمهور. 





إلياس زغيب: فلسفة الجرح



الشاعر إلياس زغيب اشتغل  في قصائده على صور فنيّة مقصودة، بإلباسه جملة تعابيره من الاستعارات والتشبيهات، في مشهديات  يتّضح منها أنّ زغيب في مواضيعه المتنوعة رأى قيمة أن يخالف في الجمل الشعريّة الدارجة، فيلجأ إلى رؤية يطبّقها في كلّ قصيدة بتأنٍّ ودافعيّة بعيداً عن المباشرة أو الوصف العاديّ في عتابياته وحنينه ودفئه وبرده وأحزانه وأشجانه لطقوس ظلّ يحترق بها أو يفتقدها في هذه القصيدة أو تلك.



ففي قصيدة "مشحرة"، كان الجمهور أمام الشاعر الذي أسكته ظرفه فصبر عليه "ساكت أنا.. وعم يحترق فيّي السكوت". 



سليمان بو حديفة: ثياب الصمت



الشاعر سليمان بو حديفة، استهلّ  قصائده بقصيدة مناسباتيّة مدح فيها الإمارات وعدد مناقبها وتآلف شعبها، راسماً صورة عناق الأرز والرمل، ومدح أيضاً الشارقة وحاكمها صاحب السّمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الذي وسّع مداها ورفع مجدها وأعلى بناءها الفكريّ والثقافي.



وقد استطاع الشاعر بو حديفة من خلال قصائده أن يعطينا صورةً معبّرةً عن قصدية التركيب واختزال الفكرة في أسطر قليلة، تستعير لبوسها من محيطها الإنساني ومن مفردات الحنين والشوق والتعب، تقول قصيدة بوحديفة: " مارق ع مهلو..حد باب البيت..حامل على كفوف الوجع..بالو..وجوات قلبي..بدعستو حسيت..راجع ل مطرح.. ما نسي حالو..لا دق بابي ولا الو طلّيت..لابس تياب الشوق عالسكيت.. وحتى ما شوفو شالح خْيالو..".



طوني خزامي: الشجر والحطاب



ولم يدع الشاعر طوني خزامي بيتاً من قصائده إلا ووشّاه بصور غاية في الجودة الفنيّة، متناولاً فلسفة الزيادة في العمر بينه وبين السنين، في قوله " عمري ما كنت زغير.. وحدا سنيني زادت شويي.. ما بكيت ما شمّيت عا بكير.. بريحة صبيعي دموع عينيي"، ومثل هذه الفلسفة سارت فلسفات الشاعر الآسرة في جروحه وعذاباته وهمومه، مستعيراً الغابة والشجر ليرسم لوحةً مُعتبرَةً عمّرها بذاته المعذّبة.



غاندي بودياب: غيتار الوقت



الشاعر غاندي بودياب عزز من حضور الصورة الفنيّة المحسوبة في  كلّ قصائده، وأبرزها قصيدة "طالع عابالي نام"، التي كانت أشبه بقلادة مزيّنة بصور بديعة لافتة، حيث قرأ " مبارح شتي ..طالِع عا بالي نام.. لبِسْت الوَقت وغْفيت عا مخدّة ضجَر.. بْنُصّ المَنَام مشْيت .. شَنْكَلْتْ الغَرَام.. سْرَقتْ العَتم بْاللَّيل .. من جوع الغَجَر.. وغَسّلْت شَعر الخَيل من غَبْرِة زَمَن.. قْرَصْت الهَوَى شي وعيت.. جَدَّلت الشَجَر.. ورْبَطُّنْ بْخُصلِة شمس..ومن دون لَمِسْ، طمَّشْت عَيْنَيْن القَدَر ونسيت". 





مساجلة الغربة والوطن



وجرت بين الشاعرين سليمان حذيفة ونعمان الترس مناظرة زجليّة، امتازت بالانسجام بين الشاعرين دون أن يفقد أيٌّ منهما رأيه بالنسبة لموضوع المناظرة "الغربة والوطن"