بحضور جماهيري كبير ختام مهرجان السودان للشعر العربي الدورة ( 2 )

27 نوفمبر, 2018


اختتمت مساء يوم أمس فعاليات مهرجان الخرطوم للشعر العربي بدورته الثانية، الذي نظمه بيت الشعر برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة،  بحضور كل من معالي مصطفى أحمد محمود وزير دولة في وزارة الثقافة و السياحة و الآثار، سعادة الأستاذ عبدالله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، الأستاذ محمد القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية بالدئرة، الأستاذ محمد البريكي مدير بيت الشعر في الشارقة، الدكتور الصديق عمر الصديق مدير بيت الشعر في الخرطوم، و جمهور من محبي الشعر و الإعلام.



بدأت فعاليات الختام بندوة (جمهرة الشعر السوداني) شارك فيها ( د.سعد عبدالقادر، أسامة تاج السر، أبو عاقلة إدريس)، حيث أن (جمهرة الشعر السوداني) عبارة عن موسوعة الشعر العربي في السودان تحوي معجم الشعراء وحصر ما كتب في نقد الشعر وتصنيف اتجاهات الدراسات، الذي أنجزه بيت الشعر في الخرطوم،  تلاها أمسية للشعراء  (حاتم الكناني، وداد عثمان، عبدالرحمن الفاتح، زكريا مصطفى،  صالح علي صالح) ركزوا عبر قصائدهم على مواضيع وطنية و اجتماعية، صاحبهم فقرة فنية للفنان عاصم البنا.



و كانت فعاليات اليوم الثاني لمهرجان الخرطوم للشعر العربي، قد بدأت بقاعة وزارة التعليم العالي،  بتوقيع الشعراء على دواوينهم التي صدرت عن دائرة الثقافة بالشارقة وهي: (نعوش) للشاعر متوكل زروق، و (أسراب منطفئة) للشاعر الطبيب إدريس نور الدين، و(عصف يغازل الرمل) للشاعر والتشكيلي الواثق يونس وديوان (نتوءات على جسد الماء) للشاعر عبد الرحيم حسن حمزة، وفي لوحة جمالية قدم الشعراء دواوينهم الموقعة إهداء للشاعر الكبير عالم عباس محمد نور، والذي زاره بيت الشعر ووفد الشارقة والشعراء المشاركون من خارج حدود الوطن صباح يوم الجمعة الموافق 23 نوفمبر 2018. 



كما تم توزيع ديوان الخرطوم الذي أصدره بيت الشعر بمناسبة المهرجان وهو يضم أربعين قصيدة لأربعين شاعر.





شهدت الأمسية حضورا كبيراً من الجمهور، و قدمها الإعلامي عبد الله الأصم.



و تبارى الشعراء في الرسم بأقلامهم على رقاع القصيد فرسموا لوحة إبداعية جعلت الجمهور في حالة دهشة وجمال. 



حيث قرأ الشاعر السنغالي محمد نيانغ أولى القراءات في الأمسية وسط تفاعل الجمهور





يَا أَنْتَ يَا نَبْضَةَ الأَشْيَاءِ يَا لُغَةً 







مُذْ أَشْرَقَتْ  أَنْكَرَتْ جَوْزَاءَهَا الأُفُقُ 





كَيْفَ انْصَهرْتَ؟ مَتَى؟ وَأَيْنَ؟ أَسْئِلَةٌ 





مَتَى يَلُوحُ سَنَاهَا غَادَرَ الْقَلَقُ 





أَنَا مِنَ الْكَوْكَبِ الْدُّرِّيِّ يَذْرِفُ بِي 





مُنْذُ الطَفُولَةِ ذَاكَ الضَّوْءُ وَالْعَبَقُ 





مَا زِلْتُ أَرْقُبُ مِنْ إِفْرِيقِيَا دَمَهُ 





أَنْسَلُّ مِنْ أَرَقٍ فِي طَيِّهِ أَرَقُ 





وَالظُّلْمَةُ الْبِكْرُ تَسْتَهْوِي مَلَائِكَتِي 







كما شارك الشاعر محمد المظلي بقصيدة بدأت  بــ:



لا شيئ غيرك يستحق العيش ،



يجعل فرحتي شمسا تمد الكون نورا وافتتان…



لا شيئ غيرك يستمد الحزن من صدري ليبدلني المحبة والمودة والأمان…



لا شيئ غيرك يا ربيع العمر يا كل الطفولة



يا حضارات الزمان…





ما أنت غير بطاقة الافراح، تذكرتي إلى الحلم الجميل إلى الهيام …



يا أنت يا توق الطيور الخافقات الى السلام …



يا انت يا روح القصائد يا عبير الحب يا حلو الكلام …



يا أنت يا كل الرفيدات الصغيرة والمنابع والرباب …



يا قلبي المشتاق يا رئتي ويا كل الشباب …



يا قهوتي السوداء يا تنورتي يا أجمل الأسباب …



الحب ليس بعاشقين أتاهما وهما أتاه …



الحب يا سلطانتي هو ذلك الأمل التلألأ في الجباه …



هو بيننا تلك المودة ثم رحمة ما وعدنا بين آيات الإله …



أنت المحبة والمسرة والمنى



أنت الخلود اذا يطال العمر يوما منتهاه …



أنت الملاذ وموطن الحب المقيم ،



وآخر من سأسكنه الضلوع ويفعل في الدواخل مشتهاه













و مما قرأ الشاعر أحمد عثمان البشير الشهير ب (اليمني) :



أنا الذي من ندَى الأزهارِ رِقَّتُهُ



إنْ يقطِفُوها تَطِرْ دمعاتُهُ عبَقا





عينايَ أفصحُ من شمسَينِ أخْبَرَتا



أن الضياءَ لهيبٌ في العُلى بَرَقا





قلبي مزارٌ أراحَ العابرينَ سُدَىً



لولا مرورهمُو بالأمسِ ما خَفَقا









الشاعرة فاطمة عبد اللطيف شاركت في هذه الاحتفائية قائلة عبر قصيدتها ، 



مذ بحَّ صوتُ الحلمِ جفَّ العزفُ



                     واستمرأت عزفَ الإبـاءِ أكفُّ



نخلُ الحروفِ علا وناهز مجده



              وعُرى القصيدةِ ما اعتراها الضعف



قد لاح لي أفقُ الوصولِ وقد هوى



                  نجمُ المنالِ فضلَّ عـنـه الطرفُ



أُسري الى الافكارِ كي اشتارها



                من سدرةِ المعنى وينأى السقفُ







وكانت مسك ختام الأمسية نفحة من أرض الحجاز والحرمين حملها عبر أجنحة الشاعرية  الشاعر السعودي إبراهيم يعقوب الذي حاز وصافة مسابقة أمير الشعراء.. حيث قرأ:





أشد رحلي إلى الخرطوم 



ليس معي إلا صلاة على الأعتاب أهرقها



ياربة اللغة العليا 



ونشوتها



في كل بيتين يغري بي تألقها



يافضة الناي 



والحناء في يدها



يا كل دل الصبايا حين أرمقها









ثم أعلن بيت الشعر عبر مديره الدكتور الصديق عمر الصديق عن نتائج مسابقة البيت للشعر الفصيح، حيث فاز بها شعراء ثلاثة هم : (أحمد عثمان البشير،  محمد المؤيد المجذوب، عمر مبارك أبو عرف).