اختتام فعاليات مهرجان الاقصر للشعر العربي الدورة الثالثة

19 نوفمبر, 2018


اختتمت مساء يوم أمس الموافق 17 نوفمبر 2018 فعاليات مهرجان الأقصر للشعر العربي بدورته الثالثة ، بحضور سعادة الأستاذ عبدالله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة بالشارقة، الاستاذ محمد القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية بالدائرة، الأستاذ محمد البريكي مدير بيت الشعر في الشارقة، الأستاذ حسين القباحي مدير بيت الشعر في الأقصر  و جمهور من محبي الشعر و رجال الإعلام .



بدأت فعاليات اليوم الثالث لمهرجان الأقصر للشعر العربي بجلسة نقدية بعنوان "إبداعات شباب بيت الشعر "شارك فيها(د.تامر فايز، د.حسام المغربي، د.حسام جايل، د.مدحت صفوت، هويدا صالح) ادارها الدكتورمحمد أبو الفضل بدران، تلاها جلسة شعرية بعنوان(شعراء البوادي المصرية) حيث القى شعراء من سيناء ومطروح والفيوم نماذج من أشعارهم بمشاركة (حمدان الترابين، سلامة أبو نورة، سليمان أبو دقة، علاء الرمحي، عبدالقادر طريف) وادارة  الشاعر خالد الطاهر.



بعدها اقيمت بالمسرح المكشوف بساحة معبد الأقصر أمسية شعرية  في تمام الساعة السابعة مساءً بمشاركة الشعراء (النوبي عبدالراضي، جمال الشيمي، عزت الطيري، قمر صبري الجاسم محمد جاد المولى، يوسف عابد) و ادارة الشاعر أحمد جمال مدني، تلاها عرض تراثي لفرقة الأقصر للفنون الشعبية



اما في اليوم الثاني أقيمت امسية شعرية  في تمام الساعة السابعة مساء الجمعة 16 نوفمبر 2018 ، حيث قام الشاعر عبيد عباس بتقديم الأمسية حيث بدأ بتوجيه التحية والترحيب بالحضور والشعراء 



وكان أول الشعراء في الأمسية الشاعر يونس أبو سبع وهو من الشعراء الشباب الذين ألقى بيت الشعر عليهم الضوء من خلال كتاب الدراسات النقدية ومما قال :





المكانُ تَدَاعَى إلى النَّومِ



يبحثُ عن مُحتواهُ مَعِي ، عن مُفَارَقَةِ الحُلْمِ ..



كانَ هُنا أصدقائي ، وكنا كعادَتِنا



ليسَ إلا الدُّخَانُ بداخِلِنا عادَ خارجَنا



والتَقَينا على أرَقٍ من قَصَائِدَ لا نحتويها ولا تحتوينا



ولكنَّها تَتَبختَرُ حولَ المكانِ وتَفزَعُ ..



كانَ الدخانُ مُقَايَضَةً للحدودِ



نغيبُ اتّساعًا ، وتَرتَعُ ..



كانَتْ لنا ضحكاتٌ تقُولُ لزلزالِها: لا تَدعني



وبِنتٌ تُضفِّرُ أرواحَنا ، وتَقُولُ لنا إنَّ حُلْمًا سيقتُلُنا مَرَّتَينِ



وإنَّ بلادًا ستَسألُ أبناءَها عن عَناوينِهِم



حيث كانوا وهاموا ،



وحيثُ المكانُ تداعى إلى النّومِ 







كما قدم الشاعر عبيد عباس بعد ذلك الشاعر عمرو الشيخ والذي ألقى قصيدتين ومما قال :



حين اكتشفت البنتُ تجاعيده 



غادرته وهي تلملمُ شبابها في صُرّتها الممزقة



لكن لأحلامه كلّ ليلةٍ رأيًا آخر.





البنت التي أوهمته أنّ هناك وردةً 



وأنها تسقيها كلّ يومٍ



اختفت 



الآن يؤنسه أنه يتوهّم كوبًا وماء ووردةً يرويها الانتظار





أعقبه بعد ذلك الشاعر طه الصياد وهو من الشعراء الشباب الذين أضاء بيت الشعر تجاربهم بالنقد والفحص ومما قاله : 



والآن تنكمشُ البلادُ كأنها فأرٌ صغيرٌ خائفٌ



ويمرُ فلاحون بالأرضِ الملغمةِ الفقيرةِ



ينشدون نشيَدها الدامي



ولا يتفوهون بما يضير بها



ولكنَّ القنابلَ تحت أرجلِهم بلا قلبٍ



يحبون البلادَ ويكرهون الحربَ مثلي مثلهم



يتبادلون شرابَهم وطعامَهم



ويقسمون حصادَهم في آخر الأيامِ أطناناً



من الآلام والقتلى





ثم بعد ذلك جاء آخر فرسان الأمسية الشاعر الدكتور الضوي محمد الضوي والذي ألقى قصيدة منها : 



رأيتكِ يا هذه ..ورأيتكِ



أولَ ما زَارَني في الطريقِ إليكِ شتاءُ عظامي



وكنتِ تذودينَهُ وتذودينَ عنه



كأنِّكِ في الحربِ ناري الصديقةُ



كنتُ أُرَى حائرًا عاثرًا فيكِ



كالقطِّ في كُرة الخيطِ ..



ألهو وأشنقُ نفسي بنفسي



وخيطي دمي



وحنينُ كلامي



وكان الزمانُ قريبَ المواعيدِ



غضَّ الأحبةِ



أشجعَ من ماسكٍ دمعَهُ في وداعٍ



وأبيضَ من قُبْلةٍ في الزحامِ



ارتميتُ شفيفًا على ركبتيكِ



كأنّكِ نومِي الذي أتمنى.. كأني منامِي



أزرعُ القمحَ بالقبلاتِ



وأحصدُ منها رَحَى الحربِ فارغةً



ليسَ إلا دمائي



وسيفٌ من الخشبِ المرِّ



أشعلُه السُوسُ ثُقبًا فثُقبًا



إلى أن تدلّى غبارًا على أوِّلِ الحربِ



هذا غبارُكِ يا سَبْيَ كلِّ الحروبِ



ويا ستَّ رُوحي



أنا أَسْرُ كلِّ الحُرُوبِ



وأنتِ اليقينُ نَمَا واثقًا في مهبِّ الجُرُوحِ



وأمشي ..



وأتبعُ منكِ غبارَكِ



قد أدركُ الخطوَ قد .. أثَرَ الخطوِ



قدْ.. صوتَه



الشرخَ في صوتِهِ



أثرَ العشقِ في موجعاتِ الكلامِ ..



فخلِّي الحروبَ



لِمَنْ حاربوها



وخلِّي الخساراتِ جارَ الغنائمِ



خَلِّي دموعكِ



دوني .. ونامي







بعد ذلك اختتم الشاعر عبيد عباس الأمسية الشعرية بتجديد الشكر لكل الحضور والشعراء وقام بدعوة الشعراء المشاركين في الأمسية الشعرية للتكريم، وقام سعادة الأستاذ عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة بالشارقة، والأستاذ حسين القباحي مدير بيت الشعر بالأقصر بتكريم الشعراء المشاركين 



جاءت بعد ذلك الفقرة الفنية التي قدمها الفنان عبد الله جوهر وقدم عددًا من الأغنيات المتنوعة بمصاحبة آلة العود، حضرها جميع الشعراء وجمهور بيت الشعر.