أمسية في بيت الشاعر أحمد الزرعوني شخصية الشيخ زايد الشعرية وأثرها في الشعر والشعراء

27 مايو, 2018


عقد مجلس الشعراء الرمضاني الذي ينظمه مركز الشارقة للشعر الشعبي بدائرة الثقافة بالشارقة أمس الأول ثاني جلساته في بيت الشاعر أحمد الزرعوني بدبي. دار الحوار حول "شخصية الشيخ زايد الشعرية وأثرها في الشعر والشعراء" وتخللته بعض القراءات الشعرية. بمشاركة الشعراء: علي السبعان، احمد الزرعوني، احمد الشريف، سليمان الصيعري. وأدار الجلسة الشاعر ناصر الشفيري. قائلاً: إن ما يميز شهر رمضان في الامارات هو انتشار العديد من المجالس في مناطق عدة في الدولة فمنذ اليوم الأول للشهر الفضيل والمجالس الرمضانية تسعى لتعزيز قيم التواصل والتسامح والتعايش بين أفراد المجتمع الاماراتي للتأكيد على قوة النسيج الاجتماعي، وهي مجالس علم ونور ومعرفة. 



وتابع الشفيري: وفي اطار احتفالات الدولة بعام زايد سيكون اهتمامنا نحن كشعراء هو شخصية زايد الشعرية، والتي شكلّت بيئةً خصبةً للشعراء وحافزاً لقصيدة غنّاء بالصور والابتكارات والخَلْق الشعريّ، وقد كانت مُلهماً قويّاً لمبدعي القصيدة الشعبيّة العربيّة.  ومن المؤكد أن هناك رؤى متعددة للشعراء تعكس غنى الشخصية الشعرية العربية للشيخ زايد "رحمه الله". 



وقال الشاعر على السبعان الحديث عن الشيخ زايد ذو شجون، الشيخ زايد له مأثر خالدة نجدها في الحجر والشجر والناس وكل البشر وكل ما هو محيط بنا في هذه الحياة، إنه حديث عن قائد في كل مناحي الحياة، قدوة في الشعر وفي القيادة وفي التعامل مع الناس. والشيخ زايد كشاعر قصيدته موجهة للجميع وليست نخبوية، هي لكل الناس تأتي بعفوية. هو قريب من القلب لا تشعر بأنه غريب عنك بسيط متسامح. وقد رأى الشعراء بنبضهم وبصيرة واقعهم في قصيدة  زايد الضوء الذي لا ينتهي في امتداده المستمر بلا حدود بين الناس والأرض والكون، امتداداً لا ينتهي. وألقى السبعان مجموعة من القصائد  منها على باب المدينة، ثماني شهور، حنا خليج العز؛ وفيها يقول:



حنا خليج العز .. بحر وصحاري



نتقاسم التمره ودُر المحاره



من بحر مسقط للكويت وعذاري



أحرار في ظل الخليج وحراره



اخوان نوره مشبعين الضواري



لاجا نهار الحرب شقوا غباره



واخوان شما محتمين البراري



الجو له غاره وللبحر غاره





وأضاف الشاعر احمد الزرعوني سأبدأ حديثي ببيت شعر قاله سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد المكتوم "رعاه الله":



لم يكن زايد فينا واحداً



بل  هو الأمة حين النوَبِ



فقد كان زايد بحرا زاخرا بالدرر، ولم يكن قائداً عادياً ولا شاعراً عادياً بل كان قائداً وشاعراً فذاً مميزاً فريداً حكيماً. شعره يحمل في ثناياه الوصف البديع والحكمة الخالدة والنصيحة المؤثرة والمثل الناصع، تعددت أغراضه ومراميه، يشارك مواطنيه آلامهم مستشعرا آمالهم ، مبتهجا بما أنجزه من نهضة لوطننا. هكذا جاءت قصائد والدنا الشيخ زايد "رحمه الله" لنرى من خلالها مواقفه العظيمة وحكمته السّديدة ودروس التفاني في العمل والإنجاز والبناء والحكمة والإيثار.



وألقى الزرعوني قصائد: الاوادم، العيد غصن، خلي العتب، حديث العيون؛ يقول فيها: 





اعتبرني مقصر في حديث العيون



دام تحكي المآثر عن سوالف يدي



من جفافي تورّد قلب صلف وحنون



مثل ما الصخر ينبت منه وردٍ ندي



ماعرفت اتودد بس معرف اخون



للخيانة ميانة في ضمير الردي



ربي اللي خلقني كيف أكون وأكون



وان تهاونت مني وبهداه اهتدي



وقال الشاعر احمد الشريف: يتضح تأثير شعر الشيخ على الشعر أولاً أنه أثرى المكتبة الشعرية الإماراتية والعربية بالعديد من الدواوين والقصائد الشعرية، فكانت هناك مكتبة نوعية متخصصة في الشعر الشعبي، تعرفنا من خلالها على رواد الثقافة ومسيرة الادب في منطقتنا الخليجية. أما تأثيره على الشعراء فإن الشعراء وجدوا في مدرسة زايد الشعرية خير ملهم وخير قدوة في الاستئناس والتعلم من معجمه ولغته وذاته الوجودية ورسائله الحياتية والاخلاقية والتربوية. وقرأ الشريف قصائد: عين بكت، عشان الغروب، يا جوهرة، المجموعة الشمسية، حيث يقول: 



سلام الله سلام الله عليكم يا هل النيشان



هل الفزعات والنخوه بفعايل عز ناريه



ليوث الحرب يوم الكرب وقت الموت والطغيان



شجاعتكم على روس الشواهد نارها حيه



ونا من واحد وسبعين اجيكم بجزل القيفان



قوافي العز لي بالمجد مصيوغه ومبنيه



لذكرى غاليه فينا سببها زايد كحيلان



توحدنا ورقينا الشامخات بصافي النيه





وأوضح الشاعر سليمان الصيعري أن الشيخ زايد رحمة الله كان شاعر استثنائياً بكل ما تعنيه الكلمة  مشى مع الحياة والتاريخ والمشاعر والزمن. لذا فقد حمل الشعر العربيّ صورة الشيخ زايد وباهى بها واشتغل على حملها بالفنّ الذي يليق بصاحبها زايد رحمه الله، فكنّا أمام قصائد منسابة، لا تعرف التكلّف أو اصطناع العاطفة؛ إذ يكفي أن يتداول المهتمّ قصيدةً أو اثنتين مما قاله الشعراء الإماراتيون والعرب في هذه الشخصيّة العظيمة، لنقف على مقدار الصّدق العاطفي كموضوع، والإبداع الفنّي الذي يتبارى به الشعراء للوصول إلى قمّة زايد الذي وصل إليه. نحن كشعراء وشاعرات الامارات والخليج بشكل عام، اخذنا من قصائد المغفور له بإذن الله منهجاً ندرسه ونتعلم من حرفته و فنون اساليبه في طرح المواضيع وسرد الفكره مع صياغة المشاعر بطريقة تشد المستمع وتجذب الجمهور. وقرأ الصيعري قصائد: يا هجوسي، ربيع العمر، سرى الليل، الحزن، حيث يقول:



قولي له انه ربيع العمر وازهاره



الا ربيع اي بلد توط اقدمه خده



كل المداين تسوق لشوفه بشاره



وتنوح له كل ديره لارحل مده



الي مسافر من بلادي الى داره



زعل بلادي وزعل عينن توده



من ساع ماهو يجهز شنطة اسفاره



لاهلت ادبي دمعه تبتسم جده