جلستان تناقشان "الاتصال وانفتاح الفنون البصرية على الشعر" انطلاق فعاليات جائزة الشارقة للإبداع العربي

25 أبريل, 2018




انطلقت، اليوم الثلاثاء، فعاليات الدورة الواحدة والعشرين من جائزة الشارقة للإبداع العربي – الإصدار الأول، وتستمر على مدى يومين في قصر الثقافة بتنظيم من دائرة الثقافة في الشارقة، وشهدت جلستان نقديتان، خلال "ورشة الإبداع"، ناقشتا مواضيع متنوعة في التواصل مع شعر الحداثة، والانفتاح على الفنون البصرية.



ويقام حفل تكريم الفائزين في الجائزة، صباح يوم غدٍ الأربعاء، في قصر الثقافة، ويبلغ عددهم 19 مبدعاً عربياً ممن فازوا في مجالات الشعر، والقصة القصيرة، والرواية، والمسرح، وأدب الطفل، والنقد، فيما تختتم الورشة محاورها الأربع في اليوم نفسه.



حضر حفل الافتتاح سعادة عبدالله العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، إلى جانب الفائزين في جائزة العام الحالي، وعشرات المبدعين ممن فازوا في الدورات السابقة من الجائزة.



وألقى الأستاذ محمد إبراهيم القصير، مدير إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة، الأمين العام للجائزة، كلمة الدائرة، وقال فيها :" نجتمع اليوم بعد مرور واحد وعشرين عاماً منذ انطلاقة جائزة الشارقة للإبداع العربي، التي شكلت علامة فارقة في مسيرة الجوائز العربية، وكانت دوماً تتوجه إلى القامات الأدبية العربية، وأصبح الفعل، عندما توجهت إلى الشباب الذي هو أولى بالرعاية في الوقت الذي يتلمس فيه خطواته الأولى نحو فضاءات الأدب والإبداع، ولذلك كان تأثيرها جلياً فحلّق حولها الشباب العربي".



وأضاف القصير :" اهتمت الجائزة بالمبدع الشاب، ولم تكتفِ بالدعم والرعاية المادية والمعنوية وتسليط الضوء وتقديم المبدع في ساحات الأدب والإبداع، بل، فتحت له المجال للمساهمة في أنشطة الدائرة من خلال إضافاته الفاعلة  في بيوت الشعر العربية التي تم تأسيسها في الكثير من البلدان العربية، وحرصت على مشاركة الفائزين في أنشطتها الأدبية والثقافية مثل ملتقى الشارقة للسرد وغيره من الفعاليات، إضافة إلى فتح باب المساهمة بالكتابة في دورياتها الثقافية مثل: مجلة الرافد، ومجلة الشارقة الثقافية، ومجلة المسرح.



وتابع الأمين العام للجائزة :" جائزة الشارقة للإبداع العربي تأسست بدعم وتوجيه ورعاية حضرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، الذي أسس لمشروع نهضوي ثقافي تنويري، فتوجه إلى الإنسان أينما كان في ربوع الوطن العربي الكبير، فكان الحصاد عظيماً، والنتائج باهرة، أكدت صدق التوجه  وعزيمة العمل والإصرار في مساندة الإنسان العربي الأديب والمبدع بكافة الانساق".



وجاءت كلمة الفائزين، على لسان رشيد الخضيري الفائز بالمركز الثاني للقصة القصيرة، محمّلة بالثناء والشكر إلى الشارقة، فقال :" اسمحوا لي أولاً، أن أعبّر لكم باسمي وباسم كافة المبدعين والمبدعات المتوجين بجوائز هذه الدورة، عن عميق امتناننا وجزيل شكرنا لما تقدمه الشارقة من جهودٍ جبّارة في سبيل الرقي بفعل الثقافة في عالمنا العربي".



وواصل الخضيري :" حرصت دائرة الثقافة على دعم المبدعين والمبدعات في العالم العربي، والاستثمار في مجال الثقافة، كشكل من أشكال الرأسمال الرمزي.



ونوّه المشرف العلمي للجائزة د. يوسف الفهري بأهمية جائزة الشارقة للإبداع العربي، مما تتيحه من فضاء حيوي للمبدعين العرب، مشيداً بدور الشارقة في رعاية ودعم المواهب الأدبية.





ورشة الإبداع



شهدت ورشة الإبداع "ثنائية الشعر والنثر في الشعر العربي"، جلستان نقاشيتان في الشعر والنثر، وتواصلهما مع شعر الحداثة وانفتاحهما على الفنون البصرية، وشارك في الجلسة الأولى- المحور الأول (تواصل الشعر والنثر في شعر الحداثة): محمد أحمد حسن سالم من مصر، وأحمد خالد محمد داوود من مصر، فيما تحدث في الجلسة الثانية- المحور الثاني (افتاح الشعر على الفنون البصرية): عبد اللطيف السخيري من المغرب، وعباس حسيب من العراق، وأدارها الناقد المغربي د. يوسف الفهري.



جاءت ورقة حسن سالم بعنوان "السرد خارج النص .. محمود درويش نموذجاً)، وأوضح "البحث يفترض أن السرد خارج النص يشير في بعض معانيه إلى كون النص الشعري يقوم على الحكي، أعني أنه يحتوي على حكاية"، واستشهد بمقولة "جينيت " هو اقحام حكاية داخل حكاية اخرى وقد تكون ألف ليلو وليلة أبرز مثال على هذا التضمين".



وأبرز سالم إلى أن محمود درويش يعتمد على استخدام الألفاظ الدالة الرامزة التي تحيل المتلقي للنص الغائب، فيطرح اشارات داخل النص الشعري، ترتبط بدرجة ما، بثقافة المتلقي، وقد تبلغ درجة الاحالة إلى توظيف اللفظ بمتفرغاته وظلاله، وهذا ما يتجلى بشكل لافت في قصديتيّ (أبي، وجواز سفر)، اللتين تقومان على استدعاء قصة "النبي أيوب" تعميقاً لمعنى المحنة والصمود.



وتناولت ورقة خالد داوود "تواصل الشعر والنثر في شعر الحداثة"، وتحدث فيها عن مفهوم الحداثة، والحداثة العشرية العربية، وشعر الحداثة، والكتابة الإبداعية العابرة للأجناس، والقصة القصيدة، وقصيدة النثر.



وقال داوود، إن الحداثة الشعرية العربية تشكل موقفاً من التراث، إلّا أنه ليس موقفاً عدائياً ولا موقف مهادنة، غير أن المهم هو الموقف من التراث لا يمكن أن يكون موقف قبول أو رفض إذ ليس للإنسان من خيار في قبول تراثه أو رفضه.



وذكر اسماءً شعرية ارتبطت اسماءهم في شعر الحداثة، منهم: نازل الملائكة، وبدر شاكر السياب، وأنسي الحاج، وأدونيس، وحمد الماغوط وغيرهم، حيث كانت البداية مع الاستغناء بحور الخليل كنوتات موسيقية جاهزة، فابتكروا القصيدة التي اسموها الحرّة. ثم قصيدة النثر.



وربط بين الشعر والسرد في قوله :" هناك نوعاً من التملك الشعري لللبنية الشردية في القصة- القصيدة، ولكنه لا يسود، ولا يجرف امامه عنصر السرد، وهذه الكتابة ليست شيئاً سهلاً أو متاحاً.



في الجلسة الثانية، حملت ورقة السخيري عنوان "تضايف الشعري والبصري في الشعر العربي- من التصوير إلى القصيدة البصرية-، وذكر أن فكرة الجاحظية ولّادةً، فتلقفها الخطاب النقدي المتفاعل مع الإرث الأرسطي من خلال متون شراحه، وأشار إلى أن جابر عصفو ذهب إلى أن عبد القاهر الجرجاني يحصر مصطلح التصوير الجاحظي في الصياغة فقط، أي في تأليف الألفاظ والتركيب بينهما/ ولكن الجرجاني سيهتم أكثر بالجانب البصري في تقديم المعاني الشعرية، وهذا ما جعله يقارن بين عمل الشاعر وعمل الرسام.



وفي ورقته النقدية بعنوان "انفتاح الشعر على الفنون البصرية"، وبيّن أن العلاقة بين الشعر والفن يعود إلى الجذور الأولى التي نشأت بين الكلام والرسم، ويتجلى ذلك في بدايات تجاور الفنيين عبر اللغة التصويرية البدائية، حين كان الانسان يجتهد في محاولات تعبيره عن الأشياء برسم صورتها الخارجية.



وأشار إلى الوقت الذي بدأت فيه العلاقة تتأكد، أخذ بعض الشعراء إلى تحويل قصائدهم إلى أشكال تجري في قوالب شكلية تتضمن نصوصاً تستثمر جماليات بصرية للخط العربي، ومن التجارب نرى تجربة الشاعر العراقي ناصر مؤنس في مجموعته "تعاويذ للأرواح الخربة"، ومحمد الطوبى في مجموعته "غوايا الأكاسيا"، وغيرهم من الشعراء.